تباين احترام التجار الذين يمارسون مختلف أنواع النشاط بخصوص احترام برنامج المداومة وفتح محلاتهم التجارية أول أيام عيد الأضحى المبارك لتلبية حاجيات المواطنين بولايات الوطن، رغم تهديدات وزارة التجارة التي رفعت من عدد التجار المناوبين بأكثر من نصف العدد المعتاد، غير أن نسبة الاستجابة عرفت ارتفاع بالمقارنة مع السنوات الفارطة. وفي هذا الصدد، فقد قام عدد من الخبازين والصيادلة وأصحاب محلات التغذية العامة وأكشاك الهاتف وفي بعض الحالات حتى الجزارين بعرض خدماتهم، حيث ومباشرةً بعد الانتهاء من نحر أضحية العيد فتحوا محلاتهم التجارية في اليوم الأول من العيد، وارتفعت هذه النسبة خلال اليوم الثاني من العيد. وهناك من المواطنين من توجه إلى المذابح لتقطيع أضحية العيد تحت رقابة البياطرة، وهو أسلوب يضمن تجنب استهلاك أعضاء تكون مصابة لدى الأضحية، كما هو الشأن بمذبح رويسو. في حين يؤكد ممثلو الخبازين، -حسبما أورده الحاج طاهر بولنوار الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين- أنهم باعوا أكثر من 30 مليون خبزة خلال يومي العيد مع تقدير أولي لنسبة الاستجابة بأكثر من 90 بالمئة من عدد التجار المعنيين بالمداومة (34000) وليس من العدد الاجمالي للتجار (1.700.000.)، وأشار ذات المتحدث إلى استمرار ظاهرة المبالغة في الطلب حيث أدى إلى سرعة اقتناء الكميات المعروضة من الخبز منذ الساعات الاولى من صباح العيد مما يحتم مستقبلا العمل باقتراح تحديد الكميات المطلوبة من طرف الزبائن خلال أيام العيد. ورغم أن مصالح مديريات التجارة لم تسجل مخالفات تذكر إلا أن غياب التنسيق في ولاية بجاية أحدث خللا في التوزيع، في حين تسبب غياب المداومة بالنسبة إلى أصحاب المزارع وغرف الحفظ والتبريد إلى زيادة في أسعار بعض الخضر والفواكه إلى ما يقارب 30 بالمئة وستعود 43 سوق جملة للخضر والفواكه الى العمل بدءً من يوم غد الاثنين، للعلم تم تخصيص 15 محلا إضافيا لبيع الخبز في العاصمة خلال أيام العيد بالنسبة للنقل. كما استحسن المواطنون أيضا توفير خدمات النقل أول أيام عيد الأضحى، خاصة ما تعلق بوسيلة الترامواي، وشدد وزير النقل عمار غول الخميس الفارط بالجزائر العاصمة على ضرورة ضمان النقل مع تكفل لائق بالمسافرين خلال عطلة نهاية الأسبوع وأيام العطل سيما خلال أيام العيد، موضحا أنه يولي أهمية خاصة لتعزيز أمن المسافرين بضواحي وعلى مستوى محطات النقل، كما كشف الوزير أن الحجز الالكتروني لتذاكر السفر سيطبق تدريجيا ابتداء من السنة المقبلة في إطار التحسين المستمر للتكفل بالمسافرين. وأكد الوزير خلال زيارة عمل أجراها بولاية الجزائر العاصمة قادته أساسا إلى محطة نقل المسافرين بالعاصمة، حيث كانت توجد طوابير طويلة أمام شبابيك الحافلات عشية العيد الأضحى سنجعل 2015 سنة الانتقال إلى نظام التذاكر الالكترونية . وأوضح قائلا يجب الانتقال إلى مرحلة أعلى في نوعية الخدمة المقدمة للمسافرين و أمام تعميم استعمال الانترنت لابد من توحيد جهود كل الفاعلين حتى يتسنى للمسافر الحجز من مكان إقامته . وحسب الوزير فإن تطبيق نظام الحجز عبر الأنترنت سيتم في البداية بإطلاق عمليات نموذجية في نفس الوقت في كل أنماط النقل (البري وعبر السكك الحديدية والبحري والجوي) قبل تعميمه. لكن اللجوء إلى هذا النوع من الحجز لن يكون ممكنا إلا في حال أصبح نظام الدفع الإلكتروني عمليا وهذا لم يتحقق بعد، وتحسبا لعيد الأضحى اطلع غول على الترتيبات التي تم اتخاذها على مستوى محطة النقل عبر السكك الحديدية بالجزائر العاصمة ومحطة نقل المسافرين بالخروبة والمطار الدولي هواري بومدين من أجل التكفل بالمسافرين. كما اطلع على البرامج الخاصة المسطرة لضمان استمرارية الخدمة وتلبية الطلب الكبير على وسائل النقل خلال هذا الاسبوع، وأضاف غول أنه لابد من ضمان النقل مع تكفل لائق بالمسافرين خلال عطلة نهاية الأسبوع وأيام العطل سيما خلال أيام العيد موضحا أنه يولي أهمية خاصة لتعزيز أمن المسافرين بضواحي وعلى مستوى محطات النقل. وسواء تعلق الأمر بولايات ورڤلة أو إيليزي والأغواط والنعامة والبيّض وأدرار، فإنه إضافة إلى محطات نفطال التي ضمنت توزيع الوقود قدم عدد من أصحاب المحلات التجارية خدماتهم للمواطنين مما مكنهم من قضاء حاجياتهم سيما خلال الفترة الصباحية من اليوم الأول من العديد، حيث ينهكم الجميع في نحر الأضاحي. وحسب العادات التجارية المتبعة بالمنطقة فإن عدد المحلات التجارية المفتوحة يتوقع أن يرتفع في في اليوم الثاني من العيد. أما بولاتي تندوف وغرداية فإن النشاط التجاري كان أقل درجة بإستثناء بعض الأكشاك المختصة ببيع بطاقات التعبئة للهاتف بتندوف والتي تعرف إقبالا كبيرا في مثل هذه المناسبات ونفس الشيء بخصوص بعض المخابز بغرداية. وتجدر الإشارة إلى أن مديريات التجارة على مستوى الولايات كانت قد عمدت إلى تشكيل فرق مكونة من الأعوان التابعين لها وذلك من أجل المراقبة والسهر على حسن تطبيق برنامج المداومة في هذه المناسبة الدينية سيما ما تعلق بمحطات بيع الوقود والمخابز ومحلات التغذية العامة.