تعمل جمعية معا إلى الجنة الناشطة بولاية سطيف على توسيع نشاطاتها الخيرية لبلوغ الأهداف المسطّرة ومساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين، وللتعرف أكثر على هذه الأخيرة، حاورت السياسي كعلول جلال، رئيس الجمعية الذي أكد على أهمية غرس روح التضامن والأخوة بين أفراد المجتمع وترسيخ النشاط الجمعوي الخيري وجعله سنة حميدة تتوارثها الأجيال. بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية معا إلى الجنة ؟ - معا إلى الجنة جمعية خيرية، اجتماعية، إنسانية، ثقافية، خالية من أي اتجاهات سياسية أو شخصية، متكونة من مختلف فئات المجتمع (تجار، موظفين، أطباء، صناعيين، إطارات، متمدرسين) يجمعهم غرض واحد وهو فعل الخير، وهي همزة وصل بين المحتاج والمحسن وشعارنا هو من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي . كيف كانت فكرة تأسيسكم للجمعية؟ - إن حب فعل الخير هو الدافع المشترك بيننا نحن كأعضاء مؤسسين لإنشاء إطار منظّم ننشط فيه، حيث كانت لنا فرصة لزيارة أحد المرضى بالمستشفى بسطيف، فشاهدنا أحد الشباب يقوم بتوزيع المشروبات على المرضى، فاستوقفنا هذا الفعل وجلسنا ننظر كم يفرح المرضى بهذه الأشياء البسيطة التي تساهم في صنع بسمتهم رغم الألم والمرض. لقد كانت هذه اللحظات بمثابة النواة الأولى لتأسيس الجمعية رفقة الأعضاء، لنعود بعد أيام فقط لزيارة مرضى المستشفيات حاملين ما تيسر من مأكولات ومشروبات إلى أن توسعت نشاطاتنا إلى مجالات أخرى. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - تقوم الجمعية بأعمال خيرية يومية، أسبوعية، شهرية، سنوية وهي كالتالي: النشاطات الخيرية اليومية: يقوم مكتب الجمعية يوميا باستقبال صدقات المحسنين وتسجيل طلبات المعوزين، ثم تقوم اللجنة الاجتماعية بالتحري عن حالتهم الاجتماعية ويتم بعد ذلك معالجة حاجتها حسب الإمكانيات المتاحة. أما الاسبوعية منها، فقد سطّرنا لها برنامجا خاصا حيث نقوم بزيارة مرضى مستشفى سعادنة عبد النور يوم الجمعة. وزيارة دار المسنين بصالح باي يوم السبت. أما يوم الثلاثاء، فقد خصصناه لزيارة مرضى مستشفى أمراض السرطان ويوم الخميس مخصص لتنظيف المساجد، وعلى غرار هذا، فقد خصصنا يوما في الأسبوع لإعداد وجبة ساخنة للمتشردين والمعوزين. أما بالنسبة للنشاطات الشهرية، فهي كالآتي: توزيع قفف تحوي مواد غذائية متنوعة. وتنظيم نشاطات خاصة بالطفولة المسعفة. وإطلاق قافلة مساعدات للمعوزين في المناطق النائية. كما نذكر بعض النشاطات السنوية، حيث نشارك في الاحتفال بالمواسم الدينية (جمع وتوزيع قفة رمضان، كسوة العيدين، التبرع بالأضاحي) وتكريم حفظة القرآن الكريم. بالإضافة الى عدة نشاطات توعوية جوارية كتنظيف المقابر وأماكن عمومية. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - هناك عدة نشاطات أخرى من بينها تلك التي قمنا بها خلال شهر رمضان الفضيل، حيث تم، بتوفيق الله، عزّ وجل، في هذا الشهر العظيم القيام بجمع وإعداد قفة رمضان حيث تم توزيع 500 قفة شملت معظم مناطق الولاية. أما بالنسبة لعيد الفطر، فقد قمنا بتوزيع حوالي كسوة على أطفال العائلات المعوزة بغية مشاركتهم فرحة العيد ورسم البسمة على وجوههم. وعلى غرار هذا، فقد قمنا ايضا بتكريم نجباء الطفولة المسعفة إناث ومحو الأمية وتوزيع ماء زمزم على المرضى وتكريم أكثر من 60 طالبا حافظا لكتاب الله مقسمين على مسجدين أحدهما في دوار شيرهم والآخرين بدوار المعايز، وتم اختيار هذين المسجدين لأنهما تضمان طلاب فقراء ويتامى ويقعان بمناطق نائية، وقد تم تكريم الأوائل منهم ومعلم القرآن بهدايا قيمة ومبلغ من المال، وما زاد هذه التكريم حلاوة حضور الدكتور ناصر جيرار وتجار العمري، حيث قاما بمشاركة الطلاب فرحتهم وتحفيزهم. وماذا عن نشاطاتكم الخاصة بعيد الأضحى المبارك؟ - بمناسبة عيد الأضحى المبارك، قامت الجمعية بتوزيع 26 خروفا على الأرامل ثم قمنا بجمع اللحوم وتوزيعها على باقي المعوزين، إضافة إلى قفف. كما قمنا بزيارة مركز الطفولة المسعفة إناث وذكور لمقاسمتهم فرحة العيد وتحسيسهم بوجود عائلة ثانية بجوارهم. نحن بصدد الاحتفال بذكرى أول نوفمبر، فماذا عن تحضيراتكم لهذه المناسبة؟ - فيما يخص الاحتفال بذكرى أول نوفمبر التي تمثل محطة عزيزة على كل الشعب الجزائري، نحن بصدد دراسة وتحضير نشاطات لهذه الذكرى. ما هي الشرائح التي تهتم بها الجمعية؟ - تقوم الجمعية بنشاطات مختلفة ومتنوعة تمس الفئات المحرومة والطبقات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة وعديمي الدخل وذوي الدخل المحدود وأصحاب الأمراض المزمنة ونزلاء دور الطفولة المسعفة ودور المسنين. هل كانت لديكم نشاطات خيرية مع جمعيات أخرى؟ - في إطار تكريم عمال دار المسنين بصالح باي بمناسبة عيد العمال، تم دعوة 20 جمعية خيرية للمشاركة في التكريم، حيث كانت لدينا مبادرة للتنسيق بين الجمعيات بمساعدة الدكتور ناصر جيرار، صاحب الفكرة، حيث كانت لنا جلسة عمل مع ممثلي الجمعيات لتجسيد فكرة التنسيقية الولائية للجمعيات الخيرية التي أثمرت عن تنظيم نشاطات مشتركة تمثلت في: - جمع وتوزيع كسوة العيد في إطار مبادرة راديو تون . - القيام بخرجات سياحية لفائدة الأيتام من مختلف مناطق الولاية إلى جبال أولاد تبان. - إقامة مخيم صيفي في شواطئ بومرداس لفائدة الأيتام من مختلف المناطق النائية للولاية. - التنسيق والتبادل بين الجمعيات فيما يخص إقامة الجولات السياحية. - قيام الجمعيات بمساعدة جمعية معا إلى الجنة فيما يخص توزيع 500 قفة رمضان. إلى ما تهدفون من خلال جل هذه النشاطات؟ - أهدافنا واضحة، فالأجر والثواب عند الله، عزّوجل، أول ما نسعى إليه، كما نهدف الى غرس روح التضامن والأخوة بين أفراد المجتمع من خلال العمل على ترسيخ النشاط الجمعوي، الخيري وجعله سنة حميدة تتوارثها الأجيال لأن تفعيل العمل الجمعوي ضروري لتنمية وتطور المجتمع. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - نحن نطمح إلى توسيع هياكل الجمعية لتكون ولائية ولما لا وطنية، كما نسعى لإنشاء مدرسة قرآنية ومكتبة ملحقة وإنشاء مدرسة خاصة بتقديم دروس الدعم بالمجان للأطفال الفقراء. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - وفي ختام الحوار، لا يسعني إلا أن أشكرك كافة طاقم يومية المشوار السياسي على إتاحة لنا هذه الفرصة. كما نود أن نشكر بالمناسبة، كافة المحسنين الذين دأبوا على دعمنا عبر مختلف النشاطات الخيرية سواء من قريب أو من بعيد. كما أشكر كل أعضاء الجمعية على التضحيات التي يقومون بها. وشكر خاص لمديرية النشاط الاجتماعي وعلى رأسهم المدير طرفاية السبتي على حرصه على تقديم كافة الإمكانيات والتسهيلات في مختلف الأحداث التضامنية. كما أشكر كل من الدكتور ناصر جيرار وتجار العمري اللذان يرافقان الجمعية في مختلف الأعمال الخيرية.