استطاعت الكشافة الإسلامية الجزائرية، من خلال أنشطتها الموجه الى المجتمع المدني، ان تقدم قفزة نوعية في العمل التطوعي والخيري ويظهر ذلك من خلال النشاطات التي تقدمها الأفواج التابعة لها والتي تولي اهتماما خاصا بفئة المحتاجين كما تركز على تربية الفتى وإرشاده وهذا ما يسعى إليه فوج الفرقان بولاية باتنة، حيث أكد مصطفى سليمان بوعصبانة، القائد العام للفوج، خلال حوارنا معه، ان الكشافة الإسلامية الجزائرية تربية وتعليم قبل ان تكون ترفيها وتدريبا. بداية، متى تأسّس فوج الفرقان بباتنة؟ - فوج الفرقان لولاية باتنة من بين الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية بدأ عمله في سنة 1998، يضم سنويا ما يقارب ال70 منخرطا يؤطرهم 10 قادة يحرصون على تطبيق المبادئ الأولية للحركة الكشفية وهي التربية والتكوين وفق ما ينص عليه ديننا الحنيف بالإضافة الى تقديم ما ينفعهم في الحياة الاجتماعية وإدماجهم فيها من خلال الأنشطة التي يقومون بها. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - نحن نسعى الى التكوين المستمر للطفل حتى يعتمد على نفسه ومن بين الأنشطة التي نقوم بها دروس مبرمجة وفق البرنامج السنوي الذي يسطّره القادة المشرفون على تسيير الفوج وتخص الدروس الحياة الاجتماعية للأطفال مثل التربية والتعليم والترفيه بغرض تعويدهم على الاعتماد على النفس وكسبهم الثقة كما نقوم برحلات ترفيهية، تربوية وتثقيفية من خلال المخيمات التي نقوم بها في العطل مثل المخيم الربيعي الذي نخصصه كل سنة لزيارة الصحراء والمخيم الصيفي الذي نزور خلاله المناطق الساحلية. ويقوم الفوج بالمشاركة في مختلف الفعاليات والتظاهرات الوطنية مثل الاحتفال بعيد الثورة حيث نشارك رفقة الفرقة النحاسية التابعة للفوج بعدة أنشطة تخليدا للذكرى كما نقوم بإحياء ليلة القدر حيث قمنا خلال رمضان الفارط بمشاركة نزلاء المؤسسة العقابية إفطارهم في هذه المناسبة وأحيينا معهم هذه الليلة بعدة أنشطة توعوية بالإضافة الى قيام الفوج بحملات تحسيسية حول مختلف الأخطار التي تحوم بالفرد في المجتمع من بينها الآفات الاجتماعية وآخر حملة قام بها فتيان الفوج كانت حول السلامة المرورية شاركنا فيها رفقة 30 فوجا تابعا للمحافظة الولائية بباتنة قمنا خلالها بتوزيع 10 آلاف مطوية والقيام بندوات تحسيسية ومعارض توعوية. وماذا عن أعمالكم الخيرية؟ - بالنسبة للأنشطة الخيرية، فإنها مرتبطة بحجم الإمكانيات المتوفرة لدى الفوج حيث قمنا خلال شهر رمضان بحملة مصحف لكل بيت حيث قمنا بتنظيم هذه المبادرة بالتنسيق مع فوج الوحدة بالعاصمة أين وزعنا عدة مصاحف على الكثير من البيوت على المستوى الولائي كما نقوم بعمليات تنظيف المساجد للمحافظة على بيوت الله نظيفة كما نقوم بتقديم مساعدات متنوعة في مناسبات مختلفة. ونقوم بعملية مساعدة الفلاحين في جني الزيتون في موسم الجني بالإضافة الى المشاركة في إطعام المحتاجين وعابري السبيل. هل للفوج مشاركات في المحافل الوطنية أو الدولية؟ - شارك الفوج مرتين على التوالي في المخيم الدولي للكشافة باسطنبول بتركيا أين قام رفقة عدد من الأفواج الكشفية على مستوى ولاية باتنة والعدد من ولايات الوطن بتمثيل الكشافة الإسلامية الجزائرية حيث كانت له عدة أنشطة وتدخلات من بينها التعريف بالتراث الجزائري وتقريبه الى الأفواج الأجنبية والاعمال الكشفية التي تحرص على تقديمها الكشافة الإسلامية. كيف وجدتم الكشافة الجزائرية مقارنة بالحركات الكشفية العالمية خلال مشاركتكم الدولية؟ - تتميز الحركات الكشفية العالمية بالصرامة والحدة في التعامل بالإضافة الى الانضباط وهذا ما ينقصنا نحن كحركة كشفية، فنقص الدعم المادي وعدم تفرغ الأفراد للعمل الكشفي بنسبة 100 بالمائة، يجعلها تتراجع إذا قارناها بحركات عالمية لذا وجب علينا ان نحذو حذوهم بضبط نشاطاتنا وأعمالنا فنحن لسنا متأخرين بدرجة كبيرة بل قادرين ان نكون في المراتب الاولى. إلى ما تهدفون من وراء هذه الأعمال؟ - الهدف الرئيسي الذي نضعه نصب أعيننا هو تكوين الفرد الصالح الذي يخدم الدين والوطن كما أننا نعمل على ان نكون فاعلين في المجتمع من خلال مساعدة المحتاجين وتوعية أفراده خاصة فئة الشباب منهم خاصة ونحن نسعى لتطوير الحركة الكشفية للوصول الى العالمية. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - لم يتلق الفوج دعما من السلطات المحلية بل نعتمد في جل نشاطاتنا على تبرعات المحسنين ومساهمات بعض الأعضاء حيث ان جلهم من الطلبة ولا يملكون عملا لكنهم يساهمون في تسيير أنشطة الفوج المختلفة. على غرار غياب الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - يعد غياب مقر خاص بنا هاجسا يحد من أنشطتنا حيث نضطر في كل مرة الى دفع تكاليف الكراء مما يؤثر على ميزانية الفوج. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، كما أوجه من خلال هذا المنبر رسالة الى الأولياء من اجل إدماج أولادهم في الكشافة، فكثيرون يعتقدون أنها مجرد استعراضات فولكلورية لكنها تربية وتكوين قبل اي شيء.