شهدت عدة مدن غرب ليبيا، أهمها العاصمة طرابلس، مظاهرات مندّدة بالحوار الليبي المنعقد في جنيف بسويسرا برعاية الأممالمتحدة، فيما تظاهر آخرون تنديدا برسوم مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة المسيئة للإسلام. وبميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، خرجت مظاهرات شعبية ترفض حوارجنيف تحت شعار لا للإملاءات.. لا لجنيف ، فيما خرجت أخرى في ميدان شهداء بمدينة الخمس وفي مصراتة والزاوية ترفض حوار جنيف تحت الشعار نفسه. واختتمت الخميس الماضي في جنيف الجولة الأولى من الحوار الليبي بعد يومين من المناقشات المكثّفة بين الأطراف الليبية بحضور بعضها وغياب أخرى وذلك ضمن مساعي بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لحل الأزمة الليبية التي تضرب البلاد. وخلال تلك المظاهرات، أكد المشاركون فيها رفضهم لحوار جنيف وعدم اعترافهم بأي حوار لا يحترم حكم المحكمة العليا بشأن البرلمان والإعلان الدستوري. وبحسب المتظاهرين، فإن ممثلهم الشرعي في أي حوار هو المؤتمر الوطني العام في إشارة للبرلمان الليبي المنتهية ولايته والذي عاد للإنعقاد بطرابلس ويرفض الدخول في الحوار في إعلان سابق. وفي مدينة مصراتة، عبّر المتظاهرون عن استنكارهم لمشاركة أعضاء من المجلس البلدي للمدينة في حوار جنيف قائلين عبر شعارات رفعوها أن هؤلاء الأعضاء لا يمثلون المدينة . يذكر أن المدن التي تظاهرت رفضا للحوار تخضع لسيطرة المؤتمر الوطني المنتهية ولايته وحكومة عمر الحاسي الموازية المنبثقة عنه وهي مناهضة لحكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا والبرلمان المجتمع في مدينة طبرق، بأقصى الشرق الليبي. وتسعى الأممالمتحدة من خلال حوار جنيف إلى حل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر في حين عقدت جولة أولى في ديسمبر 2014 في مدينة غدامس، جنوب غرب ليبيا. وتتنازع الشرعية في ليبيا التي يعصف بها الفلتان الأمني منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 حكومتان وبرلمانان وذلك منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أوت 2014. ويعترف المجتمع الدولي بالحكومة التي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها والمنبثقة عن برلمان انتخب منتصف العام 2014 ولكن الميليشيات الإسلامية تشكّك في شرعيته.