يعيش العديد من تجار التجزئة على مستوى ولاية تيبازة حالة قلق وتذمر، نتيجة تراجع نشاطهم اليومي والذي يزداد حدة خلال المناسبات الدينية، على غرار مناسبة شهر رمضان وهذا بعد فتح سوق الرحمة التي تنظمها السلطات الولائية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة للعام الثاني على التوالي، بغية التحكم في أسعار الخضر والفواكه باعتماده على البيع المباشر. أكد العديد من تجار التجزئة بتيبازة أن نسبة نشاطهم التجاري انخفضت بشكل كبير وهذا منذ فتح سوق الرحمة أبوابه، الذي يوفر كل ما يحتاجه الزبون من خضر وفواكه وهو الذي يلقى الإقبال خلال الساعات الأولى من الصباح في حين تعرف محلات البيع بالتجزئة ركودا رهيبا، معتبرين إياه بالسوق المنافس رغم أن وزير التجارة، عمارة بن يونس، كان قد أوضح لدى إشرافه الخميس الماضي على افتتاح السوق أن المبادرة لا تهدف إلى منافسة الأسواق العادية بقدر ما تسعى للمحافظة على القدرة الشرائية لذوي الدخل الضعيف، لافتا إلى أن الوسيط أو تاجر التجزئة الذي لا يمكن التخلي عنه، يشكّل إحدى الحلقات الأساسية لأي عملية تجارية. ومن جهة أخرى، أكد بعض الزبائن الموجودين بسوق الرحمة أن هذا الأخير يعتبر تجسيدا فعليا لمعاني التضامن الاجتماعي من خلال البيع المباشر للخضر والفواكه واللحوم وفق أسعار جد معقولة خاصة أن السلع المعروضة طازجة وحية، حيث لا تتعدى تكلفة قفة تحتوي على كل المواد لمدة 10 أيام على الأقل ال1500 أو 2000 دينار فقط مقابل نحو أزيد من 3000 دينار لدى تجار التجزئة. ومن جانب آخر، تترك سوق الرحمة انطباعا خاصا لدى سكان مدينة تيبازة الساحلية التي لم تعرف لحد اليوم نجاح أي تجربة لإقامة أسواق جوارية على مدار السنة رغم توفرها على ثلاثة أسواق، حيث أدت هذه الوضعية إلى احتكار مجموعة قليلة لمحلات الخضر والفواكه من خلال أسعار باهظة مقارنة بالأسعار المقترحة بأسواق حجوط وشرشال والقليعة وبواسماعيل مما يجعل أغلب سكان تيبازة مضطرون أسبوعيا للتسوق هناك، وتحصي تيبازة سوقين جواريين تابعين للبلدية ومركزا تجاريا ثالثا تابع للمصالح الولاية بقلب المدينة أغلق أبوابه مؤخرا بسبب عزوف التجار على كراء محلاته فيما لم يباشر الشباب الذين استفادوا في وقت سابق من مربعات بالسوقين المذكورين آنفا النشاط بهما، إستنادا لرئيس البلدية، مليك جوهر، الذي كشف عن مشروع لإعادة بعث النشاط بهما مستقبلا. وفي انتظار انتهاء قبضة تجار التجزئة بتيبازة على ميزانية العائلات البسيطة ووضع حد لمظاهر التجارة الفوضوية، يبقى تجسيد الحلم معلق على سوق مغطاة تم إنشاؤها مؤخرا بالمخرج الغربي للمدينة في إطار برنامج وزارة الداخلية الرامي للقضاء على التجارة الموازية.