اعتاد، أتباع الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان بالجزائر، والذين صدعو الشارع الجزائري، بالترويج لانجازاته وتجربة تركيا الاقتصادية والسياسية ، في المقابل تهجموا على كل شيء جميل في الجزائر، ورسموا صورة سوداوية عن بلادهم، لا لشيء الا لان اردوغان يقوم بالظهور الاعلامي الكثيف على القنوات التلفزيونية، ويسوق لصورة، اتضحت انها مزيفة، بعد ارتمائه في احضان الصهاينة، من خلال اعادته لعلاقات بلاده مع الكيان الصهيوني، الى سابق عهدها، موجها بذلك عدة طاعنات في ظهر الفلسطيين، والاحزاب السياسية التي كانت تتغنى بانجازاته سواء على الساحة العربية أو الجزائرية. يتسائل المتتعبون للشأن السياسي الجزائري،عن كيف ستكون ردة فعل بعض الاحزاب السياسية في الجزائر؟، التي وقفت طويلا في طابور المصفقين ، لاردوغان عبر خطباتها، وصالوناتها، عكس الأحزاب الوطنية التي كانت واعية كل الوعي رفقة الإعلام الوطني، فضلا عن فطنة المواطنين، الذين فوتوا الفرصة ضد المروجين لما يسمى ب الربيع العربي ، على غرار اردوغان والدائريين في فلكه، والذين كانوا ينفذون أجندات صهيو - غربية، لتفتيت الوطن العربي، لتعود تركيا إلى موقعها الطبيعي، وتجسيد علاقات أكثر متانة مع الكيان الصهيوني، لما شكل ضربة موجعة للمتعاطفين معه من الشخصيات والاحزاب المجهرية في الجزائر، التي تغنت ب الامبراطور الاعثماني طويلا، واعتبرته الرجل الذي سيخلد اسمه في التاريخ نتيجة مواقفه من القضية الفلسطينية، قبل ان ينقلب على عقبيه، ويدير ظهره للقضية، ويعيد علاقات تركيا الى سابق عهدها مع اسرائيل، ويبدد بذلك احلام طالما دافع قادة الاحزاب عنها في الجزائر، قبل ان يكتشفوا ان الامر لا يعدو سوى ذر للرماد في العيون، ووضع المتتبعون هذه الخطوة التي قامت بها تركيا مع الكيان الاسرائيلي، على انها كانت معدة سلفا، حيث اقتضت الاستراتيجية الجديدة، ان يبدو دور تركيا سلبيا من اسرائيل لمدة معنية، بغية استعطاف الشعوب العربية، وابارز بلاد الاناضول على انها الداعم الفعلي للديمقراطية في المنطقة، والعزف على هذا الوتر لتحريض الشعوب العربية لتفتيت بلدانها، وهذا الذي حدث بالفعل، خاصة في ليبيا وسوريا ومصر واليمن، وتونس، في الوقت الذي انست فيها الشعوب العربية القضية الجوهرية وهي فلسطين، أعاد الامبراطور العثماني ، تركيا الى موقعها الاصلي، كبيدق في لعبة الشطرنج في الشرق الاوسط، ليحيا الكيان الصهيوني المغتصب للاراضي الفلسطينية منذ ازيد من 60 سنة، بالامن والاستقرار، في حين تعيش الدول العربية تحت وقع الدماء والنيران استمرت لازيد من 5 سنوات، ولازالت مستمرة. الى غاية اللحظة.