- دار مرضى السكري تستقبل أزيد من 15 ألف حالة سنويا

4 ملايين مريض جزائري ينتظرون الدواء المعجزة

- 20 بالمائة من المرضى مراهقون
يواجه العديد من مرضى السكري مشاكل عديدة زادت من مضاعفات هذه المرض الصامت، على غرار تغير النمط المعيشي والوجبات المتناولة، حسبما أكده نورالدين بوستة، رئيس الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري ل السياسي ، مشيرا إلى ان حوالي 25 بالمائة من المرضى غير مؤمّنين اجتماعيا وهو ما يزيد من معاناة المرضى.
غياب التأمين.. وجه آخر للمعاناة
يعيش الكثير من مرضى السكري ظروفا صعبة تتمثل في مواجهة المرض ومضاعفاته، حيث أن المصاب بداء السكري يحتاج إلى عناية خاصة ومتابعة وعناية فائقة، وهو ما أشار إليه بعض المصابين الذين التقت بهم السياسي . وعلى غرار جملة المشاكل التي يواجهها المرضى مع هذا الداء الصامت، يعاني الكثير من المرضى من مشكل التأمين الاجتماعي، وهو ما زاد من معاناتهم وجعلهم يتخبطون بين مرارة المرض والتكاليف الباهظة التي يتطلبها العلاج والحصول على الأدوية حيث يقول منير في هذا الصدد بأنه مصاب بالسكري وهو ليس مؤمّن اجتماعيا، ليضيف بأنه يتوجب عليه الحقن بالأنسولين، وفي ذات السياق، يضيف توفيق، مصاب بالسكري، بأنه يواجه معاناة حقيقية لأنه ليس مؤمّن اجتماعيا ويضيف بأن هذا تسبّب له في الكثير من المشاكل الصحية.
20 بالمائة من المرضى مراهقون
وحسب الخرجة الاستطلاعية التي قمنا بها، اكتشفنا إصابة العديد من المتمدرسين بالسكري، الأمر الذي دفع بالعديد من الجمعيات لدق ناقوس الخطر، فالكثير من التلاميذ المصابين يجهلون إصابتهم كما يجهل الأساتذة أحوالهم الصحية، وبالتالي لا يعرفون التعامل معهم في حال حدوث غيبوبة سكر، على سبيل المثال. وفي هذا الإطار، أكدت مريم، والدة طفل مصاب بالسكري، على ضرورة التكفل الأمثل بالتلاميذ المصابين بداء السكري، مطالبة بضرورة التعامل مع الدفتر الصحي للتلميذ لمعرفة مشاكله الصحية ومراعاتها كالتبول في أوقات كثيرة والأكل في أوقات مختلفة. وفي ظل هذا الواقع الذي يشهد فيه الوسط المدرسي نسبة كبيرة للأطفال المصابين بالسكري، دعت جمعية مرضى السكري إلى حماية المراهقين من المواد واسعة الاستهلاك في فصل الصيف والتي تزيد من مخاطر إصابتهم بهذا الداء وإلى توفير التأمين الطبي اللازم لهم خاصة وأنهم يمثلون 20 بالمائة من نسبة المصابين بالداء وطنيا. وأشارت ذات الجمعية إلى أن عدد المصابين بالداء وطنيا يزيد عن 4 ملايين وأن 80 بالمائة منهم يعالجون بالأقراص نوع 2، وأضافت أن المراهقين في الجزائر بمجرد وصولهم سن 18 سنة يجدون صعوبة في التكفل بمصاريف علاجهم بالنظر إلى ثمن الدواء الذي يتراوح بين 4000 إلى 7000 دج، ناهيك عن بطالة أغلبيتهم وتبعيتهم الدائمة لأسرهم.
دار مرضى السكري تستقبل أزيد من 15 ألف حالة سنويا
تجاوز عدد المرضى المسجلين لدى دار مرضى السكري ببلدية محمد بلوزداد، (رويسو سابقا)، ال15 ألف حالة في السنة ما يشكّل ضغطا على طاقمها الطبي الذي يطالب بتخفيف العبء عنهم بتفعيل باقي الدور عبر ولاية الجزائر، حسب مسؤول بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير لعجوزي . ويتضاعف تدفق المرضى من كل ولايات الجزائر على هذه المؤسسة العمومية على مدار السنة بحيث يتجاوز عددهم ال15 ألف مريض بمعدل 100 مريض يوميا يتكفل بهم 24 طبيبا مختصا في مرض السكري إضافة إلى اختصاصات أخرى مرافقة، حسبما أكده منسق دار السكري بالرويسو، الدكتور عبد الحفيظ حبيتوش. واغتنم الدكتور حبيتوش فرصة تنظيم جمعية مرضى السكري ليوم تحسيسي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير لعجوزي ، ليشير إلى العدد الهائل من الملفات المعالجة في هذه الدار المختصة والتي تربو عن 20 ألف ملف. وقال إن الرقم غير قار بالنظر إلى الحركة الكثيفة على هذه المؤسسة الاستشفائية حيث يصل عدد المرضى أحيانا إلى300 مريض في اليوم الواحد، وأن ذلك يؤثر على برنامج مواعيدهم الذي قد يصل إلى 6 أشهر. ومرد ذلك، حسبه، تفضيل المصابين بداء السكري لدار الرويسو على الدور الأخرى المنتشرة عبر ولاية الجزائر والبالغ عددها 13 دارا نظرا لمرونة الطاقم الطبي متعدّد الاختصاصات في الكلى والقلب والعيون والجهاز الهضمي وحتى الأعصاب وكذا مخبر التحاليل المجاني. وانتقد ذات المسؤول وجود سياسة متوازنة تعدم هذه الدور بكل الاختصاصات الضرورية التي لا يمكن عزلها عن هذا الداء ذي المضاعفات الكثيرة، ولضمان توزيع عادل للمرضى عبر كامل التراب الولائي. كما جدد المتحدث مطلب إلحاق دار مرض السكري بالمؤسسات الاستشفائية الجامعية لتنظيمها أكثر ولتكفل مستمر بالمرضى، وقال إن ذلك سيفتح رواق اتصال بين هذه الدور والمؤسسات الاستشفائية سواء كانت جامعية او عمومية لمحاصرة المرض ومتابعته. وعن نسبة الإصابة بهذا الداء، لم يخف الدكتور حبيتوش ارتفاع الإصابة لدى فئة الشباب من ذوي الفئة العمرية من 25 الى 40 سنة، مرجعا السبب إلى النظام الغذائي المتذبذب وغير الصحي وإلى قلة الحركة والقلق الدائم. أما المختص في التغذية الصحية، كريم مسوس، فاستعرض أمام المشاركين في هذا اليوم التحسيسي الطرق السليمة للغذاء الصحي الذي يليق بالمصاب بالسكري وحتى للوقاية منه لغير المصابين. ورافع مسوس من أجل وجبة خضراء قوامها الخضر الطازجة والبقول الجافة ونبذ الأكل المشبع بالزيوت والسكر والإكثار من السمك، إذا سمحت ظروف المريض بذلك. واختتم قوله أن مرض السكري ليس إعاقة ويمكن التعايش معه باحترام قواعد حياتية نظيفة.
إحصاء 100 حالة إصابة بالقدم السكرية بمغنية
وفي ذات السياق، أكد شارف محمد، رئيس جمعية مرضى السكري بمغنية، الناشطة بولاية تلمسان، في اتصال ل السياسي ، بأن الجمعية تتكفل ب3280 مصاب على مستوى دائرة مغنية، بها 300 طفل مصاب أغلبهم غير مؤمّنين حيث يواجهون معاناة اقتناء الأدوية بالأسعار الباهضة وخاصة في فئة الأطفال الصغار، كما أن هناك مشكل الإهمال الطبي حيث يواجه المريض التهميش بين الجراحة والطب الداخلي أين ينتهي الأمر بالقدم السكرية وبتر القدم. وأشار شارف محمد، رئيس الجمعية في حديثه إلى أن الجمعية أحصت 100 حالة إصابة بالقدم السكرية وحوالي 30 مصاب تعرض لبتر قدمه، ومن جهته، أشار المتحدث حول دواء زعبيط الذي ينتظره المصابون بأنه فيتامين وأوميغا 3 وهو ليس دواء بل مكمل غذائي للمرضى، كما أشار إلى أنه لا يستطيع الحكم عليه إلا بعد تجريبه من طرف المرضى، أما عن العلاج بالأعشاب، فإنها لا تعالج السكري أبدا بل يمكنها التخفيف، لكنها ليست حلا ناجعا.
بوجناح: 95 بالمائة من عمليات بتر القدم يمكن تفاديها
وعلى غرار المشاكل سابقة الذكر والتي يعاني منها مرضى السكرى، يواجه المرضى خطورة بتر القدم خاصة في ظل التجاوزات التي تحدث بالعديد من المستشفيات وهو ما أكده العديد من المرضى ل السياسي . ومن جهتها، أكدت الدكتورة نادية بوجناح، جراحة مختصة في التكفل بقدم المصاب بداء السكري في تصريح سابق، أن 95 بالمائة من عمليات بتر هذا العضو يمكن تفاديها من خلال اللجوء الى بعض التقنيات الحديثة. ووصفت المختصة الوضعية الحالية لعمليات بتر القدم بالكارثية، مشيرة إلى إمكانية وقاية 95 بالمائة من هذه الحالات. وأضافت في ذات المجال، بأن حالات تعفن القدم المصابة بالسكري بالجزائر تختلف عن نظيرتها بالدول المتقدمة حيث لا تستدعي كلها عملية البتر، مشدّدة في نفس الوقت على جوانب الوقاية والتربية الصحية لدى المصابين بالسكري. وأكدت الدكتورة بوجناح، وهي عضو بجمعية المشعل للمصابين بداء السكري بولاية الجزائر العاصمة، من جانب آخر، أن العديد من الدول التي أدرجت تقنية استعمال حقن الغاز الكربوني (كربونوتيرابي) تفادت عمليات بتر قدم المصابين وهي تقنية، كما أضافت، تساعد على فتح شرايين هذا العضو وتقي المريض من عدة تعقيدات أخرى.
هذه هي أسباب ارتفاع نسبة السكري
ومن جهتهم، أكد العديد من المختصين ان ارتفاع عدد المصابين بالسكري عبر الوطن يرجع إلى عدة عوامل، أهمها تغيير النمط المعيشي وسوء التغذية، وقد بلغ عدد المصابين بالسكري على المستوى الوطني أكثر من 4 ملايين مصاب تتراوح أعمارهم ما بين 35 سنة و40 سنة. وهو ما أشار إليه نورالدين بوستة، حيث بلغت نسبة المصابين بداء السكري بالجزائر حوالي 12من المائة من إجمالي عدد السكان وأوضخ ذات المتحدث أن الجزائر تسجل سنويا ما بين 10 و20 ألف حالة إصابة جديدة بالسكري وهذا خلال حملات الكشف المبكر.
4 بالمائة من المرضى يجهلون إصابتهم بميلة
ومن جهته، ثمّن الدكتور مراد سمروني، مختص في الدرقية ومرض السكري ورئيس الجمعية الجزائرية لدراسة أمراض السكري، دراسة stepwise وقال إنها ستكشف للأطباء حقيقة الإصابة وتخبرهم هل فعلا ال8 بالمائة المعلن عنها منذ 10 سنوات ارتفعت أم بقيت على حالها؟. علما أن نصف هذه النسبة، أي 4 %، لا تعرف انها مصابة بالسكري وهو الأخطر من بين كل الإصابات الاخرى المعروفة والمكتشفة في مراحلها الاولى. واستدل المتحدث في أقواله بدراسة سابقة للدكتور لزار من قسنطينة في 2015 قام بها على مستوى منطقة ميلة وتوصل إلى وجود 16 بالمائة من المصابين بالسكري وهو ما يدفع إلى القول أن نسبة 8 بالمائة التي سبق الإعلان عنها هي في ارتفاع، وان السمنة هي المؤشر الأبرز في كل الحالات. وتحدث سمروني عن دراسة أخرى أطلقت هذه السنة 2016 من قبل الدكتورة نيبوش، مختصة في الطب الداخلي، تشمل المصابين بالسكري عند بدايته وطبقت عليهم فحص القلب والأوعية الدموية ووجدت أن 30 بالمائة من هؤلاء يعانون من اضطرابات على مستوى القلب والأوعية، بمعنى أن الجزائري يصل متأخرا لمرحلة الكشف عن حقيقة مرضه.
الدواء المعجزة.. أمل المرضى في الشفاء
وفي ظل هذا الوضع، ينتظر مرضى السكري يوم غد بفارغ الصبر لتسويق الدواء المعجزة للمخترع الدكتور، توفيق زعبيط، والذي يعد أمل المرضى في الشفاء وهو ما أكده العديد من المواطنين ل السياسي . وللإشارة، فإن هذا الدواء سيكون متوفرا في الصيدليات على أقصى تقدير يوم 15 نوفمبر الجاري، حسب تصريح سابق للمخترع توفيق زعبيط، حيث سيتم توزيع حوالي 4 ملايين وحدة، كبداية لتسويق هذا المنتج الذي ينتظره مرضى السكري بالجزائر. وللتذكير، سعر الدواء سيكون في متناول المريض البسيط، وبالمقابل، مراعاة إستراتيجية مواجهة المضاربة والمشاكل التي قد تنجم عن تسويقه، وفي ذات السياق، شدّد العديد من المختصين على أهمية الحرص على تناول الادوية الموصوفة من الطبيب المعالج لان هذا الدواء يعتبر كمكمّل غذائي ودوائي للمرضى.
جمعيات تحسس بمخاطر مضاعفات السكري
وتزامنا والاحتفال باليوم العالمي لداء السكري، قامت مديرية الصحة والسكان بولاية قسنطينة بتنصيب عيادة متنقلة بساحة مسجد الأمير عبد القادر ، تحت شعار لتغيير داء السكري ، وذلك على مدار عشرة أيام، كما سيتم تنظيم يوم إعلامي، تحسيسي حول المرض، بقاعة المحاضرات بجامعة العلوم الإسلامية. وفي إطار اليوم العالمي لداء السكري المصادف ل14 نوفمبر، تنظم المديرية المذكورة تحت إشراف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، يوما إعلاميا، تحسيسيا، مع تنصيب قرية صحية مفتوحة لكافة المواطنين، من أجل الاستفادة من التشخيص والفحص المجاني ومعلومات حول داء السكري والعوامل المسببة له. وتدعو مديرية الصحة كافة المصابين بالسكري إلى زيارة العيادة المتنقلة للاستفادة مجانا من حصص التعليم العلاجي والتحاليل والفحص الطبي وكذا من أنشطة ترفيهية ورياضية للكبار والصغار، ستكون متاحة على مدار عشرة أيام، وذلك بساحة مسجد الأمير عبد القادر . وفي ذات السياق، تنظم جمعية مرضى السكري لولاية تيزي وزو في 19 نوفمبر الجاري تظاهرة قرية تعيش وداء السكري ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لهذا الداء، حسب بيان صادر عن الجمعية. وستنظم هذه التظاهرة على مستوى دار الثقافة مولود معمري حيث ستتضمن تنصيب أجنحة للعرض وورشات عمل بهدف إعلام وتحسيس المواطنين بهذا الداء الذي يعرف انتشارا لافتا، يضيف المصدر. كما سيشكّل هذا الحدث فرصة للمصابين بالسكري نوع 1 و2 بالتعرف على وسائل الوقاية لتجنب المضاعفات الناجمة عن مرضهم. وستخص هذه التظاهرة الأولياء وأبنائهم المرضى بالاهتمام وذلك من خلال تقديم مداخلتين عن داء السكري لدى الأطفال وورشة للرسم ومعبر للسيارات وألعاب مخصصة لفائدة هذه الشريحة من المجتمع. كما برمج المنظمون مداخلات أخرى حول السكري لدى النساء وأخرى عن التكفل النفسي بالمصاب، علاوة على عمليات الكشف عن هذا الداء.. وغيرها.