يسجل ارتفاع مفرط في أسعار اللحوم البيضاء بأسواق ولاية خنشلة، رغم التطور المسجل في الإنتاج بهذه الشعبة، الأمر الذي جعل المواطن، الذي ضعفت قدرته الشرائية، يطرح تساؤلات كثيرة في هذا الشأن. وقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج إلى 400 دج الأمر الذي اعتبره بعض المواطنين غلاء فاحشا يفوق بكثير قدرتهم الشرائية، فيما برر بعض أصحاب محلات القصابة هذا الغلاء بسعر الدجاج المرتفع الذي يفرضه عليهم مربو الدواجن والممونون وذلك بحجة ارتفاع كلفة الإنتاج. وأرجع زريدي حمودة، مسيّر مؤسسة مدواس للفلاحة، المختصة في إنتاج اللحوم البيضاء الواقعة ببلدية بغاي بولاية خنشلة، ارتفاع أسعار لحم الدجاج إلى قانون العرض والطلب، مذكرا بأن سعره كان منخفضا في فصل الصيف لكثرة العرض الذي قابله طلب ضعيف. وقد فسر ذلك باستغناء المواطنين عن اللحوم البيضاء في فصل الحر، بالإضافة إلى كون المؤسسات التي تستهلك هذه المادة الغذائية تكون في عطلة، على غرار المطاعم الجامعية والمدرسية وغيرها. وأضاف بأن تلك الوضعية دفعت بمربي الدواجن الذين كانت تجارتهم غير مربحة في تلك الفترة إلى العزوف عن هذه الشعبة خلال الأشهر الأخيرة السابقة مما أدى، حسبه، إلى نقص العرض وكثرة الطلب الذي نجم عنه الارتفاع الملحوظ في الأسعار حاليا، وإضافة إلى قانون العرض والطلب، أكد زريدي على أمر اعتبره مهما وسببا رئيسيا في ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والمتعلق بغلاء أعلاف الدجاج التي وصل سعرها مؤخرا إلى نحو 6 آلاف دج للقنطار الواحد. من جهته، أوضح رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، أحمد حمزاوي، بأن ولاية خنشلة عرفت هذا الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء فقط خلال الشهرين الأخيرين (أكتوبر ونوفمبر) اللذين تراجع فيهما الإنتاج لعدة أسباب أبرزها زيادة أسعار الأدوية والأعلاف الخاصة بالدواجن ما أدى -كما قال- إلى عزوف الكثير من المنتجين عن الاستثمار في هذه الشعبة، بالإضافة إلى تحكم قانون العرض والطلب في الأسعار التي تعرف منطقيا ارتفاعا في ظل قلة العرض في السوق. وقد عرفت شعبة اللحوم البيضاء بولاية خنشلة تطورا في الإنتاج خلال هذا الموسم الفلاحي 2015-2016 إلى غاية شهر سبتمبر الماضي حيث تم تحقيق إنتاج ب19 ألف و500 قنطار (19500)، مقابل 18 ألف و999 قنطار (18999) في 2014-2015 فيما لم تكن تتعد -وفقا لذات المصدر- كمية اللحوم البيضاء المنتجة بالولاية 9142 قنطار سنة 2008 أي بتطور إنتاج فاقت نسبته 114 بالمائة. وتتوفر ولاية خنشلة -وفقا لحمزاوي- على 179 مدجنة خاصة بإنتاج لحوم الدجاج وذلك عبر بلديات الولاية، بالإضافة إلى 14 مدجنة أخرى لإنتاج لحم الديك الرومي فيما وصل عدد مربي الدواجن إلى غاية ديسمبر 2015 إلى نحو 119 مرب. واستنادا لذات المسؤول فإن أسباب تطور شعبة إنتاج اللحوم البيضاء بولاية خنشلة تعود إلى حملات التوعية الموجهة للمربين من طرف مختلف الفاعلين في الشعبة بالإضافة إلى دعم المربين بمختلف وسائل الإنتاج ضمن آليات دعم الدولة المختلفة. كما يعود تطور هذه الشعبة إلى تحسين شروط تربية الدواجن وذلك بدعم إعادة الاعتبار للمداجن من طرف مديرية المصالح الفلاحية -يقول حمزاوي- مشيرا في هذا السياق إلى أنه تم ترميم إلى غاية 30 جوان من السنة الجارية 37 مدجنة قد تصل كلفة ترميم الواحدة منها 1 مليون دج.