تحتفل الصحافة الجزائرية بعيدها الوطني، للسنة الخامسة على التوالي، بعد أن تم ترسيم تاريخ 22 أكتوبر من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عيدا للصحافة، يوم يعيد فتح ملف الصحافة الجزائرية وما حققته من مكتسبات. تشهد الساحة الإعلامية الوطنية، زخما وتنوعا في المنابر الإعلامية، وذلك رغم تراجع عدد المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة إلى 140 صحيفة يومية وأسبوعية، منذ بداية الأزمة الاقتصادية سنة 2014، حيث توقفت حوالي 60 صحفية عن صدور لضائقات مالية، إلا أن هذا الأمر لا يعكس مدى الاهتمام الذي توليه الجزائر لحرية الرأي والتعبير، أين اعتبرها العديد من الإعلاميين رائدة في هذا المجال. ولاستكمال هذه الريادة اتجهت الساحة إلى القنوات المفتوحة أين أتيحت الفرصة للتجارب في مجال السمعي البصري للعديد من القنوات الفضائية بمحتوى جزائري بحت، حيث يوجد حاليا في الجزائر ما يقارب 60 فضائية، خمسة منها معتمدة والباقيين تنشط بصفة غير قانونية ويخضعون لقوانين أجنبية، ومؤخرا أعلنت الحكومة عن فتح باب التقدم للحصول على رخص بث القنوات الفضائية الخاصة، لأول مرة، بعد 6 سنوات من إنهاء الدولة احتكارها للإعلام السمعي البصري وذلك حسب قرار لوزارة الإعلام يتضمن فتح الإعلان عن الترشح لمنح رخص إنشاء خدمات البث التلفزيوني الخاص. ووفق الشروط التي وردت في القرار فإنه سيتم فقط فتح 7 قنوات، تتعلق بالأحداث (إخبارية) والثقافة والشباب وفن الطبخ والاكتشافات والمسلسلات والترفيه والرياضة، كما أكدت الوزارة أنه يتم استعمال البث باللغتين الوطنيتين أي العربية والأمازيغية، مع إمكانية استعمال اللغات الأجنبية في البرامج الموجهة للبث في الخارج. واعتبر مختصون وإعلاميون أن الجزائر سجلت تقدما كبيرا في مجال حرية التعبير، حيث اعتبروا أن الإعلام الجزائري ساهم بشكل كبير في إعادة التوازن للمجتمع وأن قطاع السمعي البصري قد حرر المشاهد الجزائري من القنوات الأجنبية، موضحين انه بمجرد فتح قنوات جزائرية أصبح المشاهد الجزائري ينظر إلى القنوات الجزائرية ولا يلتفت إلى هذه القنوات الأجنبية، إلى جانب الفرصة الكبيرة التي أتاحها الدستور الجديد للجرائد ولحرية التعبير في الجزائر والتي تعرف تطورا لا بأس به، رغم النقص في بعض القوانين التي ترتب المشهد الإعلامي، فيما أشاروا إلى وجود تهديد حقيقي للصحافة الورقية من طرف الصحافة الإلكترونية. بن حبيلس: حرية الصحافة مكسب للجزائر وفي هذا السياق، أكدت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائر ل السياسي ، أن ما تتمتع به الصحافة الوطنية اليوم من حرية تعبير هي مكسب للجزائر، والتي تدخل في إطار تعميق المسار الديمقراطي، مقارنة ببعض الدول، مشيرة إلى أن هذه الصحافة المتنوعة هي مكسب ولابد من الحفاظ عليها ودعمها بغض النظر عن أن حرية التعبير والديمقراطية تقف عند مصالح الدولة. وأضافت بن حبيلس أن العالم اليوم يسوده اللامن واللاستقرار وغياب الانسانية، مشيرة إلى أن العالم لم يعش مأساة من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية مشددة على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر ووحدة الشعب والتراب الوطني. ودعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري للوقوف وقفة تقدير وإجلال على أرواح 67 صحفيا الذين ذهبوا ضحايا الإرهاب، مضيفة أن الصحافة الجزائرية ولدت من رحم الصمود ضد الإرهاب، فيما قدرت جهود كل الصحفيين والصحفيات الذين دفعوا ثمن قول كلمة الحق. بن رحال: الدستور الجديد منح الصحفي عدة إمتيازات وبهذه المناسبة، قالت الصحفية نائلة بن رحال، في تصريح ل السياسي ، أن الأسرة الإعلامية تحيي هذه السنة اليوم الوطني للصحافة في ظل ظرف خاص تمر به الصحافة الجزائرية في ظل الأزمة الاقتصادية التي ترتب عنها توقف العديد من الصحف وتسريح عمالها من بينهم صحفيين، مشيرة إلى أن هذا الوضع يثير مخاوف على مستقبل المهنة وأخلاقيات المهنة أيضا لأنه سيفتح المجال أمام سماسرة الإعلام لتوظيف صحفيين دون أدنى حقوق منها التامين مع راتب زهيد لأن الصحفي مضطر للعمل، وسيرضخ حتما في ظل قلة العرض إلى الاستغلال كما يقع حاليا في عدة قاعات التحرير. وأضافت ذات الصحفية، أن الوقت قد حان بل وبات أمرا مستعجلا أن يتحرك الصحفيون للم شملهم وتجاوز خلافاتهم واختلافاتهم، مضيفة أن الدستور الجديد حمل عدة امتيازات للصحفي منها رفع عقوبة السجن، مشيرة إلى أن الصحافة الجزائرية تتمتع بمساحة واسعة من حرية التعبير إلا أن هذه الحرية أصبحت في خطر، تضيف المتحدثة، وذلك بسبب تحولها إلى التجريح والقذف وتصفية الحسابات واستغلال هامش الحرية بطريقة سلبية جدا مما اثر على نوعية المادة التي تقدم للقارئ والجمهور ولم يعد يضمن الواجب الأساسي وهو حق المواطن في المعلومة. بن شريط: إجراءات الدولة للصحافة جيدة من جهته، يرى المحلل السياسي، بن شريط عبد الرحمن، أن حرية التعبير وحرية الصحافة في الجزائر مازالت تحتاج للمزيد من ضمانات الحرية الصحافية، مشيرا إلى أن الإجراءات التي قامت بها الدولة فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة جيدة خاصة بالنسبة للصحافة إلا أن هذه الأخيرة بحاجة إلى الانعتاق من هيمنة الإشهار الذي اصبح بدونه تختفي الصحف.