هكذا تحوّلت حياة عائلة كاسيل إلى جحيم بن أشنهو: هذه المخاطر التي تنجرّ عن مخلفات المحجرة يواجه سكان حي تيبركانين بدائرة العطاف بولاية عين الدفلى، مختلف الأمراض السرطانية، وذلك بسبب سكنهم بالقرب من محجرة والتي تسبب لهم التلوث جراء الغبار المتطاير بكميات هائلة في الهواء، ما نتج عنه إصابة أغلبية الأشخاص بالسرطان، وهو حال عائلة كاسيل التي يعاني جميع أفرادها مرض السرطان، والذين يقفون عاجزين أمام ما فرض عليهم نظير ظروفهم المعيشية المزرية. الحياة البدائية تطوّق حي تيبركانين بعين الدفلى يعيش سكان هذا الحي الواقع بدائرة العطاف بولاية عين الدفلى، أوضاعا معيشية مزرية، وذلك بغياب أدنى متطلبات حياة العيش الكريم التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، بدءا من السكنات الهشة التي يقبعون تحت أسقفها والتي تنعدم لأدنى شروط ومقومات الحياة، إذ أن أغلبها شيدت بالطوب والأحجار والقصدير والبلاستيك وجذوع الأشجار وبقايا الأخشاب، ما جعلها تبدو كأكواخ لا تليق لعيش الأشخاص، إذ لا توفر هذه الأخيرة الحماية اللازمة لهم إذ لا يمكنها أن تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، حيث تصبح لا تطاق صيفا بسبب الحرارة المرتفعة وبسبب المواد التي شيدت بها والتي لا تعزل الحرارة، بل تساهم بها على غرار البلاستيك والقصدير واللذان يساهمان في اشتداد درجات الحرارة ورفعها إلى أقصى المستويات خلال فصل الصيف، ما يحول حياة الأشخاص إلى جحيم حقيقي في ظل غياب مرافق تحد من الحرارة التي لا تطاق، وبما أن فصل الشتاء على مقربة، فإن معاناة هؤلاء السكان ستزيد سوءا أكثر وأكثر، إذ تصبح لهذه السكنات معاناة أخرى للأشخاص، مع انخفاض درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها خلال فصل الشتاء. وكما هو معروف فإن ولاية عين الدفلى معروفة بقساوة شتائها وبرودتها الشديدة، فإن المعاناة تتضاعف لهذه الأسر مع صراعهم في الحصول على الدفء، وخاصة في ظل الأوضاع التي يعيشون فيها من انعدام الغاز ليفرض عليهم الواقع الاعتماد على إشعال النار واستعمالها في الطهي والتدفئة لمجابهة البرد القارص والظروف القاسية. أمراض تنفسية خطيرة مصير سكان الحي ويتواجد حي تيبركانين بالقرب من محجرة العطاف، ما جعل المقيمين به عرضة للتلوث الشديد و عرضة لمختلف الأمراض الفتاكة على غرار السرطان الذي يحدق بالجميع، إذ يتعرض القاطنون بالحي لتناثر الغبار الذي ينبعث من المحجرة وبصفة يومية لا تتوقف بتوقف نشاط هذه المحجرة والتي تحتوي على مواد مسمومة ما يكفيها لإصابة الأشخاص بالأمراض التنفسية والسرطانات المختلفة، حيث يعاني أغلب الساكنين بالحي من أمراض سرطانية جراء استنشاقهم للغبار المسموم يوميا والذي يهدد سلامتهم، وذلك بسبب وتيرة عمل المحجرة من نقل بالشاحنات التي تخلف الأطنان من الغبار المتطاير يوميا والذي يستقر برئة السكان تلقائيا لانعدام وسائل تجنبهم استنشاقه كونهم ثابتون بالمنطقة، إلى عمليات تحطيم الصخور التي تتم يوميا واستخراج الحصى التي تتطلب عمليات واسعة ومكثفة ومراحل متعددة ما يكفيها لنثر الغبار الذي يغطي السماء ويصب في رئة السكان أيضا، ما قد ينتج عنه مختلف الأمراض التنفسية إلى ما هو أخطر ألا وهو السرطان، الذي يتربص بأغلب السكان الذين هم بالقرب من المحجرة التي تنفث يوميا القناطير من الغبار المتصاعد بمكوناته المسمومة التي أصابت معظم السكان بمرض السرطان، وهو ما يعرض البقية لنفس المصير في حال ما إذا بقوا بعين المكان. شظايا الصخور المتطايرة تهدّد سلامتهم ومن تهديد السرطان الفتاك الذي يعصف بالسكان المقيمين بتيبركانين بعين الدفلى، إلى تهديد سقوط الأسقف على رؤوس ساكنيها، إذ ولدى قيام المحجرة بتفجير الصخور بغية تحويلها إلى حصى تتطاير الشظايا من الصخور على نطاق واسع باتجاه المنازل محدثة بذلك تحطيم ظاهر في أسقف هذه السكنات الهشة مهددة إياهم بإصابات بجروح وعاهات، وهو الأمر الذي يخشاه السكان عادة، إذ ومع سماع دوي هذه الانفجارات القوية، حتى يتجند الأغلبية لتفادي تساقط الأحجار على رؤوسهم وحدوث حوادث أو مكروه لهم، وقد دفع الأمر بهم لاتخاذ الحيطة والحذر، واتخاذ تدابير قد تحد من وقوع كوارث، على غرار استعانتهم بالقصدير والبلاستيك وجذوع الأشجار للاحتماء بها، وضمان سلامة فلذات أكبادهم، ووضعها كواقيات قد تقلل من الأضرار البشرية، إذ طالما كانت هذه المحجرة بمثابة تهديد مباشر للعائلات بفرضها منطقها ونثرها للشظايا وتحطيم أجزاء البيوت والتسبب بخرابها وإصابة الأشخاص، حيث أن أغلب أجزاء وأسقف البيوت محطمة بسبب التفجيرات وتطاير الشظايا الناتج عن المحجرة. المرض الصامت يفتك بعائلة كاسيل ومن مآسي حي تيبركانين الواقع بعين الدفلى ومعاناة سكانه مع وضعهم المزري والمحجرة التي تهددهم بالإصابة بالسرطان، إلى عائلة كاسيل التي هي جزء من الحي المنكوب، إذ يعاني جميع أفرادها من مرض السرطان، جراء سكنهم بالقرب من المحجرة التي تنفث بسمومها عليهم، ما جعلها تكفي لإصابتهم بالمرض الفتاك تلقائيا، وتضم هذه العائلة البسيطة ثلاث ذكور وثلاث إناث تخلى عنهن أزواجهن بعد إصابتهن بالمرض الخبيث واستحالة إعالتهم ورعايتهم، ليجدوا من شقيقهم ذا 33 سنة والمصاب بدوره بسرطان القولون معيلا لهم وبقية العائلة المصابة بذات المرض، ويذكر أن الوالدة متوفاة، والأب مصاب بالعمى وعاجز عن إعالة الأسرة التي تعيش ظروفا معيشية أقل ما توصف بها أنها مزرية كما تفتقد هذه العائلة إلى مدخول ما قد يقلص من حجم المعاناة، فقد أضاف السرطان معاناة أخرى لمعيشتهم ووضعهم الاجتماعي الذي لا يخلو من مظاهر الحرمان من أدنى مقومات الحياة الكريمة بما فيها سكن لائق يمكثون به، فالبؤس والعوز والمرض ثالوث يطوق عائلة كاسيل من كل الجوانب، فمظاهر الحرمان تظهر على محياهم والعجز في توفير مقومات الحياة الكريمة يحول يومياتهم إلى جحيم محقق، وخاصة في ظل مرضهم الذي يحتاج التنقل لأجل العلاج، في ظل ارتفاع تكاليف الأشعة والأدوية والتحاليل وغيرها من الأمور، ليمثل كل هذا وذاك أرق حقيقي لهم يضاف إلى لائحة المعاناة، خاصة وأن 6 أشخاص مصابين بعائلة واحدة تفتقر إلى شروط الحياة الكريمة. جمعيات خيرية تبادر لمد يد العون والتكفل بالمصابين وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على عائلة كاسيل بعين الدفلى خاصة وعلى سكان حي تيبركانين عامة، تطوّعت إحدى الجمعيات الناشطة في مجال رعاية مرضى السرطان للتكفل بعائلة كاسيل، وذلك بتوفير النقل لهم لغرض العلاج، والتنسيق مع المختصين لتمكينهم من إجراء الأشعة والتحاليل، وهو ما أفصحت عليه السيدة مكي رئيسة جمعية السرطان في اتصال ل السياسي والتي أطلعتنا أن الجمعية تتكفل بهذه العائلة إضافة إلى 3 عائلات أخرى لديها مصابين بالسرطان بما فيها أقرباء عائلة كاسيل، لتضيف المتحدثة في سياق حديثها أن هذه العائلات تقتات على نفقات المحسنين وبعض الجمعيات الخيرية التي تزورها دوريا لأجل تقديم المساعدات المختلفة من تقديم المئونة والعلاج. بن أشنهو: هذه هي المخاطر التي تنجر عن المحجرة ومن جهة أخرى أوضح، فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية في اتصال ل السياسي ، ان المحجرات المتواجدة بالقرب من التجمعات السكنية يمكنها التسبب في الأمراض المزمنة التنفسية، كما أن المحجرات والحصى لا تخلو من مادة الأميونت المسببة للسرطان، فاسْتنشاقها يسبّب السرطان على المدى القريب.