يواصل المنتخبان التونسي والمصري لكرة اليد (رجال) هيمنتهما على اللعبة بعد حصولهما في طبعة 2016 لكأس افريقيا للأمم بالقاهرة على بوديوم جديد، في الوقت الذي اكتفى فيه المنتخب الوطني، حامل لقب دورة 2014 داخل الديار، بالمركز الرابع بعد إخفاقه أمام أنغولا في المباراة الترتيبية. خلال النسخة ال22 التي احتضنتها العاصمة المصرية، سجلت تونس المنهزمة في المباراة النهائية أمام مصر (19-21)، منصتها الشرفية رقم 22 وهو إنجاز غير مسبوق ينقسم الى 9 ذهبيات و7 فضيات و6 برونزيات، بينما أضافت مصر المتوجة أمام جمهورها باللقب القاري السادس، الميدالية رقم 17 (6 ذ - 5 ف - 6 ب). في المقابل، لم يتمكن الخضر من إثراء رصيدهم المتمثل في 18 منصة شرفية (7 ذ - 7 ف - 4 ب) عقب انهزامهم في اللقاء الترتيبي من أجل نيل المركز الثالث أمام أنغولا (19-25). واستغلت أنغولا هذه المناسبة لتظفر بميداليتها البرونزية الثانية بعد تلك المحصل عليها عام 2004 أمام الجزائر دائما (31-30) وأيضا بمصر، وهو ما منحها شرف المشاركة في العرس العالمي للكرة الصغيرة. ومع ذلك، يبقى الثلاثي التونسي - الجزائري - المصري يمتلك إنجازا خارقا واستثنائيا غير مسبوق، يتمثل في احتلاله سويا المنصة الشرفية في 14 دورة من أصل 22، وهو شيء قلما حدث في تاريخ كرة اليد القارية وحتى العالمية. فقبل انطلاق الطبعة الثالثة والعشرين للمنافسة المقررة من 17 إلى 27 جانفي بالغابون، يبقى الثلاثي تونس - الجزائر- مصر الوحيد الذي نقش اسمه في السجل الذهبي وفاز بكل الألقاب منذ انطلاق كأس افريقيا عام 1974، تاركا المراتب الشرفية للمنتخبات الإفريقية الأخرى. وتمكنت ستة منتخبات إفريقية أخرى من الحصول على ميداليات وهي الكاميرون (1 فضية - 1 برونزية) والكونغو (1 فضية - 1 برونزية) وكوت ديفوار (1 فضية) وأنغولا (برونزيتان) والسنغال والمغرب (برونزية واحدة لكل منهما). من جهته، يمتلك السباعي الجزائري رقما قياسيا فريدا من نوعه يصعب تحطيمه في وقت قريب، وذلك بتتويجه باللقب الإفريقي خمس مرات متتالية خلال الثمانينيات (1981 - 1983 - 1985 - 1987 و1989) أثناء عهدة المدرب السابق محمد عزيز درواز، متقدما تونس بثلاثة ألقاب متتالية خلال السبعينيات (1974 و1976 و1979) بينما اكتفت مصر بذهبيتين في ظرف عام واحد (1991 و1992)، اي بعد تحويل المنافسة من السنوات الفردية للسنوات الزوجية. وسيحاول الغابون الذي يشرف على تدريبه النجم العالمي السابق جاكسون ريشاردسون والذي ينظم لأول مرة هذه التظاهرة القارية، إلى جانب المنتخبات الصغيرة الأخرى على غرار أنغولا والمغرب والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وضع حد للهيمنة المستمرة للثلاثي الجزائر - تونس - مصر ولما لا الظفر بأول لقب سيكون تاريخيا في سجل الكرة الصغيرة الإفريقية.