أثار مُقترح مدير مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، بإلغاء سورة الإخلاص من الطور المدرسي الإبتدائي، تحت مبرر صعوبة استيعاب معانيها، جدلا كبيرا في الساحة السياسية و الاكاديمية و الدينية في الجزائر، بل وطرح علامات استفهام كبرى حول الاسباب الخفية وراء تصريحاته الملغمة التي عكرت أجواء مؤتمر دولي قيم شهد حضور وزراء و علماء من 30 دولة في العالم، و فيما توجه كثير من رجال الدين و الائمة و السياسيين لانتقاد تصريحاته،سارع آخرون لتصحيح او توضيح ما قصده الدكتور جيلالي مساري . و في السياق قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الدكتور عبد الرزاق قسوم في تصريح ل السياسي أمس ان اقتراح مدير الكراسك بالغاء سورة الاخلاص من المناهج و بيان الشخصيات الفرنسية المطالبة بحذف سور من القرآن الكريم تنصهر في خانة واحدة و هي السعي لتشويه الاسلام و السعي في تشويه صورته لدى الجيل الصاعد و كل هذا ينم عن حقد دفين يكنه هؤلاء لهذا الدين العظيم . و انتقد الشيخ قسوم المبررات التي تحجج بها مدير الكراسك للمطالبة بالغاء سورة الاخلاص ،و قال : آيات سورة الاخلاص مكية و هي سهلة للفهم و الحفظ و هذا معروف عند المختصين في مجال التربية الاسلامية قبل ان يتساءل محدثنا عن الاهداف الخفية وراء هذا المطلب بالقول: دواعي الغاء سورة الاخلاص غير موضوعية و غير اكاديمية و الاهداف مكن هذه الدعوة غير واضحة إلا اذا كان الهدف قذرا و هو عدم تعليم الاطفال لمعاني الاخلاص في عبادة الله لفائدة حشو عقولهم بالعولمة . و خصص عدة أئمة في الجزائر أمس خطبا و دروسا في الجمعة للتطرق الى التحرشات الاخيرة على التربية الاسلامية في المناهج التربوية ،اين فتحوا النار على المطالبين بإلغاء سور من القرآن الكريم في الدروس المقدمة للتلاميذ ،و قالوا ان الامر يعتبر امتدادا للمؤامرات التي تحاك هنا و هنالك على عقيدة الجزائريين . بدوره نشر رئيس حزب الشباب حمانة بوشرمة عبر صفحته الرسمية في الفايسبوك امس شرحا مبسطا لسورة الاخلاص بالتزامن مع الجدل الكبير الذي خلفه مقترح مدير مركز الانتروبولوجيا ،في اشارة الى ان هنالك اغراضا اخرى من كلام هذا المسؤول لا تقتصر على صعوبة استيعاب معانيها . اما عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين بن حنفية العابدين فقال في منشور حديث على صفحته الرسمية في الفايسبوك ردا على المطالبين بالغاء سورة الاخلاص هؤلاء يعملون بالتدرج من حذف البسملة الى غيرها ..ثم ان اولادنا يحفظون اجزاء من القرآن دون سن السادسة . و في السياق قال عُضو الفتوى المركزية بوزارة الشؤون الدينية، محمد الأمين ناصري، في تصريحات اعلامية أن الدكتور جيلالي مساري، ذهب أبعد من ذلك عندما اقترح وخلال نفس الملتقى، بإلغاء درس فرائض الوضوء بمبرر صعوبته على تلميذ الابتدائي، ليؤكد ناصري أن الميدان أبلغ رد على ادعاءات مدير "الكراسك"، فحسبه "المدارس القرآنية، مليئة بآلاف التلاميذ في سن قبل التمدرس، والذين يحفظون عن ظهر قلب أداب الوضوء والصّلاة، وآداب الأكل، كما يحفظون حزبا من القرآن الكريم". والمقترح الذي رفعه الدكتور جيلالي مساري خلال مداخلته بالملتقى الدولي حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية، ينادي بضرورة الغاء سورة الإخلاص من كتب الجيل الثاني وعدم مطالبة التلميذ بحفظها وهو في سن صغيرة، بمبرر أن تلميذ الطور الابتدائي لا يفهم معنى السورة رغم سهولة حفظها، حيث قال "الطفل يعرف الأشياء المجردة، ولا يفهم محتوى السور". بالمقابل صحح الدكتور بن يحيى ناعوس المفاهيم بخصوص تصريحات مدير مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، حيث ابرز ان الاخير دعا لتذليل العقبات امام فهم تلاميذ الابتدائي لبعض السور و ليس لإلغائها كما تم تداوله في وسائط متعددة .