اللوبيا أول الأطباق التي تنفد في مطاعم قسنطينة في الأيام الباردة صحن اللوبيا أول الأطباق التي تنفذ في مطاعم ولاية قسنطينة، وبلدياتها جراء الطلب، الذي يتضاعف في مثل هذه الأيام الشديدة البرودة، بالرغم من ان الإقبال على هذه الأكلة الشعبية يتواصل طوال السنة، ويأتي في المرتبة الثانية بعدها الحمص، الذي أقحمته مختلف المطاعم في قائمة وجباتها، على الرغم من وجود محلات تخصصت فيه في رحبة الجمال و نهج بن مليك، وسط المدينة، هذا ما وقفنا عليه أول أمس في مختلف مطاعم الولاية و من بينها منطقة بونوارة، ببلدية أولاد رحمون التي أصبحت تعج بالمطاعم، و الزبائن من كل أرجاء الوطن من مستعملي الطريق الوطني رقم 20، بما فيهم الأشقاء التونسيين. فوجبة الفاصوليا الجافة، أو اللوبيا، يعد من الأطباق الأكثر استهلاكا لدى القسنطنيين، الذين يتناولونه على أشكال ثلاثة مختلفة، باختلاف الأذواق مما يجعل بعض المحلات التي تسوقه تنال شهرتها من طريقة إعداده، ويصبح لها زبائن دائمين، بعضهم يطلب نصف صحن منها بدلا من السلطة، ليبث الدفء في جسده و معدته مع بعض الهريسة الحارة، في عز الشتاء، في حين يقل الطلب على المقبلات و الوجبات الباردة، في انتظار تناول الوجبة الرئيسية الدسمة. ويختلف عشاق صحن اللوبيا، في طريقة تناوله، حسب طرق طهيه، لأن مطاعم الولاية، على اختلاف تصنيفها لا تتنازل عنه من قائمة الوجبات التي تحضرها طوال السنة، على الرغم من أن الطلب يتضاعف عليه شتاء، فبعضهم يفضل استهلاكه دون إضافات، ويكتفي بطعم ما يوضع فيها من نخاع العظام بعد تجريدها من هبرها، على أن تكون جد ساخنة، فيما يضيف للوبيا آخرون زيت الزيتون، والبصل المفروم، إضافة إلى الأعشاب العطرية الخضراء من بقدونس وكزبرة، وهريسة وخل، و تضيف فئة أخرى، الكمون المطحون و الخل، فيما يفضل آخرون اللوبيا التي تطبخ بأحشاء البقر "الدوارة" بكل مكوناتها، لتضفي على الوجبة نهكة مميزة، ويزداد عليها الطلب أكثر شتاء، جراء كمية الدسم التي تميزها، لمقاومة البرد، ورفع درجة حرارة الجسم، مما يجعل صحن اللوبيا وجبة كاملة، وأكثر مستهلكيها الفئات الضعيفة والمتوسطة الدخل، نظرا لسعرها الذي يتراوح ما بين 120 و150 دج، فيما يتجاوز ال200 دج إذا كان معدا بالدوارة. بعض محدودي الدخل يكتفون بنصف طبق، ومع بعض الزيادة يمكنهم من تناول وجبة كاملة تسد الرمق، بل مغذية وكافية بنصف سعرها، هذا في مطاعم قسنطينة والخروب المدينتين اللتين يعج وسطهما بالمطاعم الشعبية التي تقدم وجبات لكل الفئات، فيجد كل مستهلك ما يناسب دخله، إن اللوبيا و الحمص يعدان وجبتا الفقراء لكن يزاحمهم عليها الأغنياء نظرا لنكهتهما التي لا تقاوم، وخصوصا شتاء،كما قال من تحدث إلينا أول أمس في أحد مطاعم وسط بونوارة، حيث أكد صاحب المحل أن اللوبيا أول طبق ينفذ في مطعمه، وقد يكون ذلك قبل منتصف النهار في عز الشتاء.