تشكيل تحالف دولي لمحاربة «داعش» في ليبيا سيفرز تهديدات لأمن الجزائر حالة الفوضى في ليبيا قد تمتد لعشر سنوات أخرى اعتبر الأستاذ و الباحث في العلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، الدكتور مناس مصباح، أن التدخل العسكري المصري في ليببا، سيزيد من تعقيد الأوضاع أكثر في المشهد الليبي، مشيرا إلى ما اعتبره تخوف الطرف المصري من الدور الذي تقوم به الجزائر فيما يخص الحالة الليبية. وأوضح الباحث في تصريح للنصر، أن دعوة السيسي لتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على غرار التحالف القائم حاليا لمحاربة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، سيفتح الباب - كما قال- للتدخل الأجنبي في ليبيا، محذرا في هذا الإطار، من العواقب والانعكاسات المترتبة عن هذا التدخل على ليبيا والجزائر أيضا، مضيفا أن تواجد قوات عسكرية لحلف الناتو في ليبيا في إطار التحالف يعتبر تهديدا للأمنين الجزائري والمصري في المستقبل .ونوه الدكتور مناس مصباح، في نفس السياق، بالدور الذي تقوم به الجزائر في الوقت الراهن لإخراج ليبيا من أزمتها المعقدة من خلال تدعيم سبل الحوار، والدفع بالحل السياسي بين الفرقاء الليبيين. و أكد أن الجزائر تقوم بدورها المحوري في المنطقة، ومدعوة أكثر لتقديم المساعدات اللازمة للجيش الليبي من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية و الاستمرار في مساعدة الليبيين على إيجاد الحلول المثلى عبر بوابة الحوار لتسوية الأزمة. و أوضح في ذات الخصوص، أن تدخل الأطراف الأجنبية لا يخدم القضية بل سيزيد من تدهور الأوضاع وتعقيدها أكثر، معتبرا أن دور الجزائر ومصر، يبقى محوريا لإنهاء الصراع، لكنه حذر من محاولات بعض الأطراف الأخرى القادرة على خلط الأوراق الداخلية في هذا البلد من خلال تدعيم طرف على حساب طرف آخر، وهو ما يزيد من استمرار حالة الفوضى والانهيار الأمني الحاصل، وأبرز أن الأدوار الإقليمية الأخرى تزيد من تعقيد الأمور، مشيرا في هذا السياق، إلى التدخلات الخارجية لقطر وتركيا والسعودية بخصوص الوضع الليبي الراهن . من جانب آخر، لم يستبعد المتحدث إمكانية وجود تنسيق بين مصر والولايات المتحدة بخصوص العمل العسكري الذي قامت به القوات المصرية ضد أهداف تابعة للفرع الليبي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، و أشار إلى إمكانية وجود محاولات لدفع الجزائر أيضا للتدخل في منطقة الغرب الليبي أكثر لكنه اعتبر، الحل العسكري لن ينجح في إنهاء النزاع في هذا البلد دون اللجوء إلى طاولة الحوار. ولفت المتحدث إلى أن ليبيا ستذهب إلى سنوات أخرى من الفوضى قد تمتد إلى 10 سنوات، مبررا موقفه بالأجندات الخارجية الراهنة الرامية لتقسيم البلد في آخر المطاف في ظل عدم وجود مؤسسات قائمة، و انهيار مؤسسة الجيش بعد حملة الناتو التي أطاحت بنظام العقيد القذافي، معتبرا ما حصل في ليبيا بأنه استهداف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للجزائر ومصر وقال، «أن المحيط الجغرافي للجزائر أصبح ملتهبا وأنه ليس من مصلحتنا فتح جبهات أخرى في نفس الوقت»، داعيا لضرورة التكيف مع هذه الأوضاع وتكثيف التواجد العسكري على مستوى الحدود والتنسيق مع المنظومة الدولية لحلحلة الأوضاع الليبية.