على المواطنين الحذر من فتاوى المتسلقين و على الأئمة تقديم خطاب مسجدي عصري كيف يستعد المسلمون لشهر رمضان؟ رمضان ضيف كريم يستقبله المسلمون في كل عام مرة وكما يجب حسن استقبال الضيوف من بني البشر وإكرام وفادتهم والابتهاج بحضورهم وأول خلق هو الابتهاج بقدومه حيث كان السلف الصالح يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان ستة أشهر ثم الاستعداد النفسي لاستقبال هذا الشهر ولا مانع من أن يستعدوا ببعض الماديات ثم بعد ذلك ان يضع المسلم نصب عينيه كيف يغتنم هذا الشهر الكريم اغتناما صحيحا ليجعل منه محطة انطلاق فبالنسبة للعصاة محطة التوبة والتصالح مع الله تعالى ومع النفس وبالنسبة للمتدينين محطة التزود بالطاعات لأن النفس البشرية ينتابها من العجز والفتور خلال العام ما يجعلها تبتعد عن جادة الصواب فهذا الشهر محطة لرفع أسهم الطاعات. وهو أيضا محطة للبدل والعطاء والتكافل الاجتماعي وتفقد حال الفقراء واليتامى والمعوزين. في هذا الشهر تكثر الفضاءات الإعلامية والمسجدية التي تقدم الفتاوى الجاهزة للمسلمين الصائمين، كيف يمكن للصائم التمييز بين الفتاوى الأصيلة والفتاوى الدخيلة، وبين المؤهلين من المتسلقين؟ لقد وضعت يدك على جرح غائر في المجتمع وهو موضوع الفتوى حيث تعم الفوضى في مجال الفتوى وذلك راجع لغياب المرجعية الفقهية المخول لها حق الفتوى مع العلم أننا وبفضل الله تعالى يوجد من المخزون العلمي والرصيد الفقهي عند علماء الجزائر وفقهائها ولكن مع هذا نجد الناس يلجأون إلى من لا تتوفر لديهم مؤهلات الفتوى بل قد يلجأون إلى الفضائيات لطرح مشاكلهم ومسائلهم على من لا يعرف أعراف الجزائر وعادات الشعب ولا دراية لهم بحقيقة النوازل التي تحز بالمستفتين فيجانبون الصواب تارة وينحرفون تارة أخرى عن الفتاوى الصحيحة وعليه فإننا نغتنم هذه الفرصة من خلال الجريدة لتوجيه عناية الشعب إلى اللجوء إلى أهل العلم والفقه ومن خول بالفتوى لا إلى من تغرهم مظاهرهم وهم ليسوا من أهل العلم. كما نتوجه إلى أهل العلم أن لا يتركوا مجالس العلم والفتوى شاغرة وأن يفتوا بما يحقق المقاصد العامة من التشريع كالتيسير على الناس وعدم اعنافهم وما لا يتعارض مع المرجعية. شرعت وزارة الشؤون الدينية مند أشهر في تجسيد برنامج وطني للرفع من مستوى الخطاب المسجدي، ماذا تقترحون ضمن هذا المسعى لإنجاح المشروع باعتباركم أكاديميا منخرطا في هذا الخطاب مند سنوات؟ هذا المشروع مشروع رائد ويجب على الأئمة الارتفاع بالخطاب المسجدي بما يحقق آمال الناس ويستجيب لانشغالات شرائح واسعة من الشعب الجزائري لاسيما شريحة الشباب الذين يعيشون عصر العولمة الثقافية والإعلام الجديد الذي جعل من العالم كله حيا واحدا وان يكون الخطاب معاصرا يستجيب للغة العصر ومتطلبات الوقت ويعالج المشاكل الراهنة والأزمات الفعلية للناس وأن يبتعدوا في خطابهم عن العموميات وضغضغة العواطف واجترار الماضي والتغني بالأمجاد إذ أن التاريخ لا يورث عزا ولا هوانا. هل يمكن الاستفادة من التجارب القطرية للدول العربية والمسلمة؟ لاشك أن هناك تجارب قطرية كثيرة يمكن الاستفادة منها مثل تجارب ماليزيا وأندونيسيا وتركيا التي نجحت في بلورة خطاب دعوي يجمع بين الخطاب الفقهي القديم و النظرة المقاصدية و الاصلاحية لشؤون العصر ومقتضياته.