قائد فرقة الجمعية الراشدية العيساوية يتحدث للنصر الزوايا كانت سند الأغنية العيساوية في قسنطينة اعتبر الفنان عزوز بوعبيد قائد فرقة الجمعية الراشدية العيساوية بأن تغييب مكانة الزوايا في الجزائر ساهم في ضرب الأغنية الصوفية في الصميم وذلك راجع للدور الكبير الذي كانت تلعبه هذه المراكز من الناحية الروحية وكانت تعد في نفس الوقت منبتا للفنون والألحان الصوفية معتبرا الزوايا سندا كان يدعم الفن العيساوي وساهم في استمراره. الفنان أوضح بأن الأغنية العيساوية في قسنطينة تعاني كثيرا نظرا لانفضاض جمهورها وما بقي من يتبع فنها سوى القليل من المحافظين على العادات والتقاليد حيث تم التصدي لهذه الموسيقى من خلال تقاليد جديدة أصبح يتبعها المجتمع الجزائري لا تمد لخصوصيته بصلة. وأرجع عزوز بوعبيد موت مشايخ الصوفية ساهم بشكل كبير في موت طقوس الموسيقى العيساوية وهو ما جعلها تنحصر في مناسبات معينة. عزوز بوعبيد تحدث عن ضرورة جمع الأغاني العيساوية وتسجيلها حيث أن حفاظها يتناقصون يوما بعد يوم وهو ما اعتبره خطر على الإرث الموسيقي الجزائري إذ يساهم بفرقته بإعادة هذه الأغاني ضمن مشروع حفظ التراث اللامادي التابع لمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 خاصة في تسجيل ألبومات للطريقة الحنصالية والرحمانية وأشعار سيدي المبارك. استهجن محدثنا ظاهرة اعتبار الأغنية العيساوية أغنية فلكلورية هدفها خلق الجو المرح فقط معتبرا إياها أغنية روحية هدفها البلوغ بالمستمع لدرجات وجدانية عالية لما تحتويه من مدائح وأذكار وإبتهالات، لكنه لم ينفي الجانب المرح فيها باعتبارها فنا وهو ما أوضحه المغني العيساوي بان العيساوة ّ»فن روحي مرح». عزوز بوعبيد أثنى على الموسيقى العيساوية باعتبارها فنا صوفيا أصبح مقترنا بالطابع القسنطيني حيث أن إدخال الآلات الموسيقية على الأغنية الصوفية في قسنطينة كرس تميز الطابع المحلي عن الطبوع الصوفية في الموسيقى المغاربية. ابن مدينة قسنطينة نفى أن تكون فرقته تبدع قصائد جديدة لأن جل القصائد العيساوية لم تؤد كما يجب وهو ما تعمل عليه فرقته من غناء تلك القصائد وتسجيلها، فحينما ينتهي هذا العمل الضروري، يمكن للفرقة أن تتوجه للإبداع والكتابة.