كمال بوعكاز لا أحب الإسراف في رمضان و لست من هواة السهر «أنا واحد من الناس الذين يحبون النوم خلال الفترة الصباحية ،ولا يستيقظون قبل الساعة 11 صباحا، فبحكم طبيعة عملي اضطر أحيانا للسهر بسبب العروض التي أقدمها، مع أنني لست من هواة السهرات و أنام عادة قبل الساعة الواحدة ليلا. رمضان بالنسبة إلي كباقي الأشهر، لا يختلف عنها إلا في هذه النقطة، أما خلاف ذلك فعاداتي لا تتغير خلاله كثيرا. أستهل يومياتي بالتوجه للسوق، أختار بعناية ما نحتاج إليه في المنزل، فأنا لا أحب الإسراف في الشراء، خصوصا و أنني لست من الأشخاص الذين يشتهون الأكل بأعينهم خلال الشهر الفضيل، أشتري فقط ما هو ضروري، و بالرغم من أنني طباخ جيد، مع ذلك لا أدخل المطبخ في رمضان، بل أترك مهمة تحضير الإفطار لزوجتي ، فهي تدرك جيدا ما أحبه، شربة الفريك ،الحريرة ،و خاصة الأطباق التقليدية. باقي اليوم تحدد تفاصيله ،حسب جدول أعمالي، علما أنني كثير الحركة و النشاط خلال الشهر الفضيل، كثيرا ما أقضي أربعة أيام في الأسبوع بعيدا عن عائلتي، إذا ما كانت لدي جولات خارج العاصمة، لكنني أنظم وقتي بحيث يمكنني تعويض غيابي عنها بشكل كاف خلال أوقات الفراغ. كغيري من الجزائريين، أحب النوم خلال فترة القيلولة حتى يتسنى لي الخروج بعد الإفطار و أداء واجباتي الدينية، لأن رمضان هو قبل كل شيء شهر للصيام و العبادة ، هو شهر الخير و فرصة للتقرب إلى الخالق بالصلاة و الدعاء و الأعمال الصالحة ، لذلك وجب استغلاله قدر المستطاع. أما السهرات فأقضيها عادة مع الأصدقاء والأحباب، و كثيرا ما ألبي دعوات النوادي الثقافية والجمعيات المهتمة بالفن بصفة عامة، لتخفيف وطأة الصيام وإدخال الفرحة والبهجة والسرور على قلوب الجمهور المتعطش للترفيه وفق مضامين ورسائل هادفة عبر قوالب فنية راقية، خصوصا وأنه ليس من السهل إضحاك الجزائريين، لأنهم جمهور ذواق يعرف جيدا ما يريده، وهو ما أحاول تقديمه خلال إطلالاتي الرمضانية عبر التلفزة. صحيح أنها قليلة في السنوات الأخيرة، لكن ذلك مترتب عن قلة الأعمال الهادفة و الراقية، فعن نفسي أفضل كفنان الغياب في رمضان، على الظهور في أعمال غير ناجحة و لا ترقى للمستوى المطلوب، فهذه السنة مثلا، قدمت عملين فقط خاصين برمضان.