أطلقت مجموعة من شباب الأحياء السكنية بالمدن الكبرى بقالمة حملة واسعة لإزالة النفايات و الحشائش و الأشواك و تنظيف الفضاءات العامة و دهن البنايات و الشوارع الرئيسية في محاولة للقضاء على الوجه البائس للعديد من مدن و قرى الولاية بعد أن عجزت البلديات عن مواجهة الوضع المتردي و إضفاء الطابع الجمالي على المدن الرئيسية الآخذة في التراجع بسبب الإهمال و تراكم النفايات و تدهور واجهة البنيات العمومية و الخاصة تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن و توقف أعمال الصيانة الدورية. و قد انطلقت الحملة من مدينة قالمة قبل أشهر و تمكن شباب المدينة القديمة بإمكانات بسيطة من تغيير الوجه البائس لعدة شوارع رئيسية حيث تم دهن مساحات كبيرة من الواجهات الرئيسية للمحال التجارية و المباني السكنية، و قام شباب الحملة بترميم الواجهات المنهارة قبل دهنها و ذلك بعمليات تطوع و تبرعات سمحت بشراء مواد الدهن و البناء و معدات ميكانيكية لإنجاز العملية التي تتم خلال ساعات الليل في غالب الأحيان لتفادي زحمة السير وسط المدينة القديمة أين تتركز أغلب المرافق التجارية و الإدارية. شارك عشرات السكان في الحملة التي توسعت إلى خارج المدينة القديمة و إمتدت إلى غابة الصنوبر الشهيرة و فضاءات أخرى ظلت بعيدة عن فرق النظافة و الصيانة التابعة للبلدية. بمدينة وادي الزناتي ثاني كبرى مدن ولاية قالمة أطلقت مجموعة من الشباب حملة مماثلة لتنظيف الأحياء السكنية و دهن الشوارع و الأرصفة و جدران المباني . الحملة بدأت تستقطب الكثير من السكان و تدفع المزيد من الشباب المتطوعين إلى تكثيف العمل خلال عطلة الصيف و توسيع الحملة إلى كل المدن و القرى الغارقة في الفوضى و النفايات التي غزت كل الفضاءات و شوهت المدن الكبرى. و يستعمل قادة الحملة شبكات التواصل الاجتماعي للترويج و دعوة السكان للمشاركة في عملية التنظيف و تجميل المحيط كل حسب إمكاناته و مؤهلاته المهنية و الفنية فهناك الدهان و الفنان التشكيلي و البناء و عامل النظافة و المساحات الخضراء و المرصص و الكهربائي حيث التحم الجميع و شكلوا فرق عمل متكاملة تؤدي عملها بكفاءة و دون مقابل و هذا فقط من أجل وسط عمراني جميل خال من النفايات و الأشواك و الواجهات الكئيبة. و بمدينة حمام باغ السياحية شن السكان حملة مكثفة لإخراج كميات كبيرة من النفايات المتراكمة وسط المدينة الجديدة البساتين حيث عجزت فرق النظافة عن مواجهة الوضع بسبب قلة الإمكانات و سلوك بعض السكان الذين ساهموا في تردي الوضع و ذلك بتدمير المساحات الخضراء و رمي النفايات في كل مكان. و يتوقع توسع حملة النظافة و تجميل المحيط إلى مزيد من المدن و القرى بولاية قالمة بعد أن حققت نتائج واضحة بمدن قالمة، وادي الزناتي و حمام دباغ.