لا يزال تلاميذ منطقة الجمعة ببلدية عين الزرقاء بتبسة ينتظرون قيام البلدية بتصليح أو تغيير حافلات النقل المدرسي من نوع طاطا التي غالبا ما تتعطل، ونفس الوضع تعيشه المعلمات بالمنطقة، اللواتي يقطعن مسافة تصل إلى 8 كلم للالتحاق بابتدائية بوكاف بأولاد حمزة، حيث أكدن صعوبة الالتحاق بالمدرسة وسط ظروف جد قاهرة خاصة في فصل الشتاء أين يجبرهن الوضع على التغيب عن العمل. تقول إحداهن «نقطع مسافة 8 كلم ذهابا وإيابا من» منطقة الجمعة إلى أولاد حمزة ثم العودة مساء لانتظار مرور سيارات الخواص للعودة إلى منازلنا بعين الزرقاء وقسطل ونحن مرهقات، وهي مسافة أخرى تقدر ب 10 كلم»، ونفس الشيء يعانيه تلاميذ المتوسط والثانوي، حيث كشف السكان على وجود حافلتين عبارة عن خردة من نزع «طاطا» غالبا مع تتعطلان، ويتغيب التلاميذ عن الدراسة لعدة أيام خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تعزل الأمطار المنطقة عن البلدية بعد انهيار 3 جسور. و يشتكي سكان المنطقة الواقعة شمال ولاية تبسة، من وضع معيشي صعب، حيث لازالوا يعيشون حياة بدائية انعدمت معها أبسط شروط الحياة العادية، ولعل أشدها تأثيرا على يومياتهم وضعية الطريق الذي يربط القرية بمركز البلدية عين الزرقاء من جهة، و بمنطقة القصيرة التابعة لبلدية بوالحاف الدير من جهة ثانية، فهو لأنه عبارة عن مسلك ترابي يصعب السير فيه لاسيما في الفصول الممطرة، إذ يتحول إلى شعاب ومجاري مائية، ما يؤدي إلى عزل سكان المنطقة على غرار أولاد حمودة، أولاد حمزة رقم 1 بمحاذاة جبل الدير، عن محيطهما الخارجي. بينما قال مصدر من البلدية أن مصالحها أعدت بطاقية بمطالب المنطقة تتضمن مشاريع تهيئة الطريق و توفير مياه الشرب و النقل المدرسي، لكن في ظل محدودية ميزانيتها ترغب البلدية في تسجيل مشاريع قطاعية لصالح سكان منطقة الجمعة. السكان يجدون صعوبات كبيرة في التموين بالمواد الغذائية والتنقل، و يطالبون السلطات المحلية بالإسراع في تهيئة الطريق وتعبيده، ويقول سكان المنطقة أنهم يعيشون الغبن والحرمان ومحرومون من أغلب متطلبات العيش الكريم جراء انعدام تام للمشاريع التنموية بالمنطقة التي يقولون أنها استفادت منها مناطق أخرى، ومنها مشروع ربط المنطقة بماء الشرب، وهو مشروع وصفه السكان بالوهمي، إذ بعد 3 سنوات من انطلاقه لم يستفد السكان من قطرة ماء، فهم مجبرون على جلب المياه فوق ظهور الأحمرة من منطقة عين زويغة عبر مسالك جبلي لا يصلح حتى لسير «الدواب»، وعلى مسافة 4 كلم. إلى جانب ذلك تفتقر المنطقة إلى مرافق الحياة رغم توفر هياكلها ومنها العيادة الطبية بأولاد حمودة المنجزة منذ سنة، والتي بدأت تتعرض إلى الانهيار قبل فتحها، للتكفل بالوضع الصحي للسكان. ونفس الشيء بمنطقة الجمعة التي تتوفر على عيادة طبية، هي عبارة عن هيكل يتواجد به ممرض وحارس فقط، كما يشكو السكان من وضع الفرع البلدي بذات المنطقة الذين يطالبون بتحسين أدائه حتى يستغنوا استخراج وثائق الحالة المدنية من البلدية الأم. ورغم تأكيد السكان بأن العديد من رؤساء بلدية عين الزرقاء المتعاقبين زاروا هذه المناطق خلال حملاتهم الانتخابية فقط، واطلعوا على المشاكل العديدة التي يتخبطون فيها، إلا أن مظاهر البداوة والبؤس والحرمان متجلية ملامحها على حياة السكان الذين أجمعوا في حديثهم أنهم يشتكون بمرارة من تدهور وضعية الطريق الذي يربطهم مع بلدية عين الزرقاء من جهة والقصيرة التابعة لبلدية بوالحاف الدير من جهة أخرى، و هو الطريق الذي يمثل الشريان الوحيد النابض بالحياة في المنطقة، ويناشدون بتدخل والي تبسة لزيارة هذه المناطق التاريخية والأثرية وتمكينها من حقها في التنمية. عضو بالمجلس الشعبي البلدي لم يخف الظروف الصعبة التي تعيشها منطقة الجمعة، وأكد أن البلدية قامت بإعداد بطاقية لكل المناطق تتضمن احتياجاتها لاسيما المستعجلة منها، وفي مقدمتها تهيئة الطرقات، وتوفير ماء الشرب، ووسائل النقل المدرسي، معترفا بعجز ميزانية البلدية عن تجسيد الكثير من مطالب السكان، في انتظار استفادتها بمشاريع قطاعية من شأنها تحسين الإطار المعيشي لسكان البلدية.