تسارع وتيرة الانهيارات يثير الرعب وسط مدينة قسنطينة يعيش سكان نهج الثوار وسط مدينة قسنطينة منذ أيام حالة من الذعر بسبب الانهيارات الحاصلة والتي مست عشرات البنايات منها ثماني سكنات انهارت تماما، وهو وضع يشكو منه سكان الأحياء القديمة. سكان الحي لم يتوقفوا عن الاحتجاج منذ أسبوع حيث تنقلوا أكثر من مرة إلى ديوان الوالي أين اعتصموا في عملية تكررت يوم الخميس الماضي بعد تسجيل انهيار أربعة مساكن أخرى ليصل عدد العائلات المقيمة في العراء إلى ثماني عائلات، فيما يتكبد باقي السكان معاناة التعايش مع تشققات يقولون أنها ظهرت إثر الأمطار الأخيرة، حيث تحدث تصدعات نتيجة تشبع البنايات بالمياه وهو ما خلف حالة من الذعر في أوساط السكان الذين هجر الكثيرون منهم مساكنهم خوفا من انهيار وشيك. وقد دق من تحدثنا إليهم ناقوس الخطر حول ما تبقى من البنايات بحي نهج الثوار وقالوا أن التشققات أصبحت عميقة وتشكل خطرا محدقا بمائات العائلات التي تقيم في سكنات تحمل رمز x ويفترض أنه تم إخلاؤها منذ سنوات لوقوعها ضمن المنطقة الحمراء للإنزلاقات، و تضاربت الآراء حول بقاء سكان بالمنطقة، حيث قال البعض أن البنايات التي أخليت أعيد كراؤها من طرف الملاك فيما يتحدث آخرون عن عمليات تحايل أقصت السكان الفعليين ومكنت الدخلاء من الحصول على سكنات جديدة، لكن الحقيقة التي يتفق عليها الجميع هو كون المكان نقطة سوداء قد تنتهي بكارثة تهدد الأرواح. وقد أثارت آخر عملية ترحيل حصلت بالمنطقة الحمراء للإنزلاقات، منها نهج الثوار، منذ أكثر من عشر سنوات جدلا كبيرا واحتجاجات لمقصيين وآخرين رفضوا الانتقال إلى شقق من ثلاث غرف كونهم يقطنون مساكن اكبر من حيث المساحة والنوعية، وطالبت مصالح مديرية التعمير والدائرة أنذاك من رفضوا الإخلاء بتوقيع تعهدات تخلي مسؤوليتها في حال حصول انهيارات، وكان مقررا إتمام العملية بعد أشهر لكن الملف طوي نهائيا بمجيء الوالي السابق عبد المالك بوضياف الذي نفى وجود مشكلة إنزلاقات واعتبر ما يحصل نتيجة لعيوب في شبكات توزيع وصرف المياه، وغير إستراتيجية الإزالة بعمليات تأهيل وتجديد للشبكات وطالب مكتب الدراسات الفرنسي المكلف بالملف بتقديم مقترحات أخرى بعيدا عن منطق الترحيل،قبل أن يعود السكان للمطالبة بحقهم في الترحيل ويتكرر سيناريو نهاية التسعينات الذي شهد تزايدا لوتيرة الانهيارات نتيجة تسارع حركة التربة في هذه الفترة من السنة. وليس بعيدا عن هذا الحي وبقلب المدينة القديمة تسجل يوميا انهيارات جزئية وكلية لمنازل قديمة وهشة أخلي بعضها منذ سنوات لكن تقيم بها عشرات العائلات، حيث تسجل كل سنة مصالح الحماية المدنية ما لا يقل عن مائة عائلة في خطر وتوجه تقارير بهذا الشأن للسلطات إلا أن ضعف إمكانيات التكفل بالمتضررين أبقى على وضع يتجه من سيء إلى أسوأ، وكانت السلطات قد قررت إخلاء المنازل التي أعيد احتلالها بعد إحصائها، لكن ذلك لم يحدث وظاهرة الإقامة في منازل منهارة تأخذ في التوسع من سنة إلى أخرى في وقت يتواصل فيه انهيار ما تبقى من البنايات. و تشير الأرقام المعلن عنها من طرف مكتب دراسات مختص كلف بمشروع ترميم المدينة القديمة إلى وجود 88 بناية منهارة كليا و 139 بناية منهارة جزئيا كما أحصت 248 حالة تدهور تام 136 بناية متدهورة جزئيا. نرجس/ك