أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس الثلاثاء حكما بالسجن لمدة 8 سنوات و الحجر و الحرمان من الحقوق المدنية في حق ثلاثة أشخاص أعمارهم بين 32 و 34 سنة متهمين بارتكاب جناية الاختطاف و التعذيب و الضرب و الجروح المفضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها، و ذلك في شهر فيفري من سنة 2006 بمدينة سوق أهراس، و هي الواقعة التي أودت بحياة شخص إثر مطاردة و عراك حاد بسبب طالبة جامعية كانت رفقة أحد المتهمين الثلاثة ليلا قرب إقامة جامعية بالمدينة. و حسب وقائع المحاكمة التي تابعتها النصر و غاب عنها أهل الضحية فإن المتهم الرئيسي (ش.م.ص) كان على موعد مع صديقته الجامعية ليلا، بمكان قليل الحركة قرب الإقامة عندما تفاجأ بهجوم عنيف قاده شخصان تمكنا من السيطرة على الفتاة و صديقها و تجريدهما من هاتف نقال و مبالغ مالي. و أمام خطورة الوضع اتصل (ش.م.ص) بصديقين له طالبا منهما النجدة لتخليص الفتاة من المهاجمين و استرجاع المسروقات، و بسرعة حضرا إلى المكان المحدد و دارت معركة عنيفة بين الأصدقاء الثلاثة و المهاجمين اللذين أجبرا على الاستسلام للأمر الواقع بعد أن تعرضا للضرب و التعنيف و الجر وسط الحجارة و الأشواك و الحجز داخل سيارة. و بعد أن انهارت قواهما بسبب السكر المتقدم و الضرب المبرح وضع أحد المهاجمين في الصندوق الخلفي للسيارة و الآخر في المقعد الخلفي يمسك به اثنان من المتهمين، بينما تولى الثالث قيادة السيارة باتجاه مركز للشرطة، و عند الوصول إلى ممهل إسمنتي وسط الطريق خفضت السيارة من سرعتها و في هذه الأثناء قام المهاجم الموجود بالصندوق الخلفي بفتحه و الفرار، لكن المجموعة لحقت به و أعادته إلى السيارة لكن هذه المرة وضع بالمقعد الأمامي بجانب السائق و شددت عليه الرقابة خوفا من هروبه مرة أخرى. سارت السيارة بعض الوقت بين شوارع مدينة سوق أهراس و قبل أن تصل إلى مركز الشرطة قررت المجموعة إخضاع المقبوض عليهما للاستنطاق و التفتيش قرب إحدى مقاهي المدينة، و في هذه الأثناء عاود الضحية الفرار من مختطفيه و عندما وصل إلى جدار مرتفع قفز فوقه و سقط على كومة من الحجارة هشمت رأسه و أحدثت جروحا و كدمات في أنحاء مختلفة من الجسم، و عندما لحقت به المجموعة وجدته في حالة صعبة حيث بدأ ينهار قبل وصوله إلى مركز الشرطة حيث كان السقوط عنيفا، و أحدث كسرا في الجمجمة و تعرض المخ لنزيف حاد. داخل مركز الشرطة سلم الأصدقاء الثلاثة المهاجمين المقبوض عليهما لمصالح الأمن و بدأت الضبطية القضائية في التحقيق مع المهاجمين و أصدقاء الطالبة الجامعية، التي عادت إلى غرفتها بعد تخليصها من قبضة المعتدين، و خلال التحقيق بدأ المهاجم الذي سقط من فوق الجدار ينهار متأثرا بنزيف المخ و السحايا، و نقل بسرعة إلى المستشفى أين فارق الحياة في وقت لاحق. فانقلبت مجريات التحقيق رأسا على عقب فبعد أن كان أصدقاء الطالبة الجامعية ضحايا و شهود في حادثة الهجوم تحولوا إلى متهمين بالاختطاف و الاحتجاز و التعذيب و الضرب المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها. و قد حاول كل متهم الدفاع عن نفسه و إقناع الهيئة المحكمة في قالمة أمس بأن سبب وفاة الضحية هو السقوط من فوق الجدار العالي و ليس بسبب الضرب و الاحتجاز داخل السيارة، و صرح المتهمون الثلاثة بأنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس و عن صديقتهم التي تعرضت لمحاولة اختطاف بالقوة ليلا، و اعترفوا بالقبض على الشخصين المهاجمين و حجزهما داخل السيارة بغرض تسليمهما إلى الشرطة لكن أحدهما حاول الفرار مرتين و أصيب بعنف في رأسه عندما قفز من أعلى جدار يفوق علوه 3.5 متر. النيابة العامة أكدت على خطورة الوقائع و ثبوت الأدلة التي تدين المتهمين، و أشارت إلى ملف التشريح الطبي الذي أكد بأن الضحية تعرض لعنف فضيع تسبب في تحطيم جمجمته و إصابته بجروح بليغة ناتجة عن الضرب و الجر عاريا وسط الأشواك و الحجارة، و التمست عقوبة السجن المؤبد لكل واحد من المتهمين الذين استنجدوا بفريق دفاع قوي، حاول التركيز على واقع السقوط من فوق الجدار و اعتبرها سبب الوفاة. ليصدر الحكم ضدهم بالسجن لمدة 8 سنوات.