تأشيرة تركيا بنفس إجراءات "شنغن" و الوكالات السياحية تحت الصدمة عدلت القنصلية التركية بالجزائر في إجراءات ومحتوى ملف حصول المواطنين الجزائريين على تأشيرات الدخول إلى ترابها، حيث أقرت بوجود تدابير جديدة في منح التأشيرة للأشخاص الراغبين في دخول الأراضي التركية، بشكل لا يختلف كثيرا عن "الفيزا" الخاصة بالدول الأوروبية التي تتعامل بتأشيرة "شنغن". وفرضت القنصلية التركية نظاما مفاجئا في منح تأشيرة الدخول إلى "إسطنبول" ومختلف المدن التركية، في إطار الإجراءات التنظيمية التي باشرتها منذ أشهر للتقليص من حالات "الحرقة" نحو أوروبا، والتي ارتفعت بشكل كبير وسط الجزائريين، إلى درجة أن الظاهرة أصبحت تشكل هاجسا بالنسبة للسلطات التركية التي تتواجد في مأزق منذ عدة شهور، خاصة في ظل الهجرة المتواصلة للرعايا السوريين إلى ترابها، و ما خلفته الظاهرة من مشاكل على جميع الأصعدة. وعلمت النصر أن مختلف وكالات السياحة بالجزائر قد تلقت منذ أيام تعليمات جديدة من القنصلية التركية تخص الملف الذي يستوجب على المواطن تقديمه من أجل الحصول على تأشيرة تركيا، واستنادا لذات المصادر فإن محتوى الملف قد تغيّر بشكل كبير، وبات يتضمن العديد من الوثائق، والإجراءات المعقدة، في إجراءات أثارت دهشة وكالات السياحة التي كانت تستفيد كثيرا من التنقل الكبير للمواطنين الجزائريين ، ويبدو أن الشروط الجديدة التي فرضتها القنصلية التركية ستجعل من زيارة تركيا حلم صعب المنال بالنسبة للجزائريين، إلى درجة أن ذلك سيذكرهم بنفس الإجراءات المعقدة التي يقومون بها من أجل أن تطأ أقدامهم لندن أو باريس أو برلين، وغيرها من العواصم الأوربية الكبيرة. الملف الجديد مطابق لملف فيزا "شنغن" وبعد أن كان الملف الخاص بالحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي التركية، لا يتعدى صورتين شمسيتين، وتكاليف التأشيرة وجواز السفر وانتظار الحصول على موافقة الجهات المعنية، فإنه وبالإضافة إلى الوثائق السالفة الذكر، فقد تقرر تجهيز ملف مغاير عن السابق، وهو الملف الذي يتضمن نفس الوثائق التي يتم تقديمها من أجل الحصول على تأشيرة "شنغن"، وذلك بجلب وثيقة تثبت التأمين الخاص بمدة السفر، معها ثلاث شهادات تثبت المدخول الشهري أو السنوي للمعني، فضلا على الحجز النهائي لتذكرة السفر، على أن يكون كل هذا مرفقا بالموافقة الأمنية النهائية التي تحصل عليها السفارة أو القنصلية التركية من الجهات الأمنية الجزائرية، وذلك من خلال امتلاك الشخص الراغب في السفر لسيرة ذاتية نظيفة على جميع المستويات. علما وأن فيزا تركيا أصبحت ممنوعة منذ عدة شهور على الشباب المولودين بعد سنة 1988، إضافة إلى أولئك الذين لا يحوزون على التأشيرة دخول تركيا من قبل ولم يسبق لهم السفر خارج الجزائر، حيث باتت القنصلية التركية تتفحص الكم الهائل من الطلبات بدقة، خاصة وأنه تزامن مع استقبال بعض الدول الأوربية للاجئين السوريين من التراب التركي، وهو ما وضع السلطات التركية في حرج. وحسب ما أفاد به أحد الوكلاء السياحيين فإن القنصلية التركية بالجزائر قد انطلقت منذ يوم أمس في العمل بالنظام الجديد في منح تأشيرات الدخول إلى ترابها، حيث أكد صاحب وكالة للنصر بأنه لم يعد بمقدور أي وكالة العمل بالنظام السابق بداية من تاريخ الخامس من جانفي الجاري، مضيفا بأن كافة وكالات السياحة بالجزائر قد شرعت منذ يوم أمس بناء على البيان الذي تلقته من القنصلية التركية، في إخطار الراغبين في السفر إلى تركيا بضرورة القيام بكافة الإجراءات سالفة الذكر، وهي الأمور التي ستؤثر لا محالة في عدد المواطنين الجزائريين المتنقلين إلى تركيا، ما سيعود بالخسارة على الوكالات السياحية التي استفادت من مداخيل كبيرة في السنوات القليلة الماضية من خلال عدد التأشيرات التي تحصلت عليها للأشخاص الراغبين، في زيارة تركيا سواء للتجارة أو السياحة. الخطوة تخدم دول الجوار تجاريا ومما لا شك فيه، فإن الخطوة التي قامت بها الجهات المسؤولة التركية ستخدم دول الجوار تجاريا بفضل نظرائهم الجزائريين، حيث أن النسبة المئوية منهم كانت تتنقل إلى تركيا لغرض تجاري في أغلبه وسياحي كدرجة ثانية، إلا أن الأمور هذه ستختلف لا محالة ويكون هناك تغيير كبير منتظر للوجهة نحو السفر التقليدي للشقيقة تونس، والمغرب و مصر وربما أبعد من ذلك نحو بلدان لديها نفس المواصفات التجارية بالنسبة لتركيا، كما أن هذا الإجراء الجديد سيربك الكثير من التجار، خاصة الذين تعتبر تجارتهم الرئيسية من تركيا وليس من أي بلد آخر وبالتالي أخذ تدابير واحتياطات جديدة للتعامل مع الوضع الحالي. تركيا كانت الوجهة المفضلة للجزائريين بسبب الإجراءات غير المعقدة وتعتبر تركيا الوجهة السياحية المفضلة لأغلب الجزائريين خارج الوطن، حيث تؤكد كافة وكالات السياحة أن الجزائري بصدد البحث عن الوجهات التي لا تكون فيها إجراءات الحصول على "الفيزا" معقدة، وهذا ما كانت توفره تركيا قبل الإجراءات الجديدة التي اتخذتها القنصلية التركية، وكانت الأرقام تشير إلى أن هناك قرابة مليون سائح سنويا يتوجهون إلى تركيا خلال الأعوام الأخيرة، ومهما اختلفت الأسباب التي كانت تدفع الجزائريين لاكتشاف سحر "البوسفور"، فإن أغلب من تحدثنا إليهم يرجعون الأسباب إلى سهولة الحصول على "الفيزا" وعدم تعقد الإجراءات، وهو الأمر الذي سيتغير لا محالة بعد الخطوة التي إتخذتها السلطات التركية، حيث ستتحول وجهة الجزائريين إلى بلدان أخرى، في شاكلة ماليزيا، وقبرص، ودبي وغيرها من البلدان الأخرى التي تعتبر إجراءات الحصول على الفيزا بها سهلة مقارنة بما أصبح عليه الحال بتركيا.