أصاب بحرج كبير كلما سألني جمهوري عن جديدي قال نجم الدراما الجزائرية الممثل الشاب سمير عبدون للنصر بأنه يصاب بحرج كبير كلما أوقفه جمهوره في الشارع ليسأله عن جديده ، بعد إنقطاعه عن التمثيل لمدة خمس سنوات. وقال أنه يخشى من تقديم أعمال أدنى مما قدمته شاشة رمضان في السنة الماضية ، وذلك بسبب التأخر في إعطاء الضوء الأخضر للبدء في تصوير الكثير من الأعمال التلفزيونية المبرمجة لهذا الشهر الذي يشهد عادة نسبة مشاهدة عالية، مبديا من جهة أخرى رغبته في المشاركة في أعمال عربية ، وأنه - كما أكد - لن يتردد في قبول أول فرصة تعرض عليه . يتساءل الجمهور عن سبب غياب سمير عبدون عن الشاشة في السنوات الأخيرة ؟ - أعتقد أن الجميع بما فيهم الأشخاص الذين يتساءلون عن سبب اختفاء أي فنان يعرفون أن ذلك يرجع إلى انعدام الإنتاج و هذا الأمر خارج عن نطاقنا، و ما لا يعرفونه هو سبب ذلك. و قد أصبحت أصاب بالحرج الشديد عندما يوقفني مواطنون في الشارع أو في الأماكن العامة ليسألوني عن جديدي، و مللت من الرد عليهم بأنه ليس لدي أي جديد. و هذا في الواقع حال كل فنانينا في الوقت الحاضر . وهو أمر مؤسف حقا و لكننا لا نملك أي وسيلة لتغييره، فإلى غاية الآن لم يتم توقيع أي عمل من الأعمال التي يفترض أن تعرض خلال شهر رمضان المقبل ، و الوقت يمر بسرعة ، و أخشى أن نقدم أعمالا بمستوى أدنى من أعمال السنة الماضية . و من المؤسف أن فترة الشباب لدى الممثل الجزائري تهدر في الانتظار الطويل، و هو يترقب أي عمل جديد يعيده للظهور مرة أخرى على الشاشة وإلى جمهوره. فالفنان الجزائري متعطش حقا للعمل و لكن الإنتاج أصبح بالفعل عملة نادرة. كيف كانت بدايتك في مجال التمثيل ؟ - بدايتي في عالم التمثيل كانت بفضل المخرج موسى حداد الذي اقترح علي سنة 1994 أول دور لي في السينما في فيلم “ ماد إن “. وقتها كنت طالبا بالجامعة و عارض أزياء في نفس الوقت ، و لم يكن التمثيل أبدا من بين طموحاتي أو تطلعاتي ، لذلك لم أتحمس كثيرا لهذا العرض ، و لكنني اقتنعت فيما بعد به و قررت مواصلة التجربة ، وخضت أول دور لي في التلفزيون في مسلسل “اللاعب” مع نفس المخرج ، و الذي حقق لي شهرة واسعة . إلى أي مدى ساعدك عرض الأزياء في اقتحام عالم التمثيل ؟ - عرض الأزياء كان بداية مهمة بالنسبة لي لأنه فتح أمامي أبواب التعارف مع عالم الفن و سمح باحتكاكي بعدد كبير من الممثلين و المخرجين و المنتجين. و كان هذا أهم ما قدمته لي هذه الحرفة القصيرة العمر التي توقفت عن ممارستها فيما بعد عندما تقدمت قليلا في السن. تعود المشاهد على رؤيتك في الأدوار الدرامية و العاطفية، ما سر نجاحك في مثل هذه الأدوار؟ - الأدوار الدرامية التي جسدتها تعبر معظمها عن وضعية الشباب الجزائري و عن مشاكله و اهتماماته، هي شخصيات من الطبقة المتوسطة و المكافحة، مستوحاة كلها من الواقع الذي يعايشه الجمهور الجزائري كل يوم. فالمشاهد يحب أن يرى نفسه من خلال المسلسلات التي تعرض عليه. كما أن حالة الحب التي تعيش فيها معظم شخصياتي تجعل المتفرج يشعر بالتعاطف معها بفضل بعدها الإنساني، فالعاطفة هي وقود الحياة، و طبعي العاطفي يساهم كثيرا في إقناع الجمهور بالدور. دورك في مسلسل “ الربيع الأسود “ كان من بين أكثر الأدوار تأثيرا في الجمهور لماذا برأيك؟ - الشخصية التي جسدتها في “ الربيع الأسود “ كانت شخصية معقدة مثلت فيها دور شاب بسيط يحب فتاة تعاني من الكثير من المشاكل العائلية مع زوج أمها و كان شعوره نحوها مختلطا بين الشفقة و الحب، و أتصور أن الجمهور تعلق بهذا المسلسل لأن لديه الكثير من الرسائل الاجتماعية ، و كان هدفه هو إعطاء صورة جيدة عن الشباب الجزائري من الجانب الإنساني و الاجتماعي. تتمتع بحضور قوي في كل الأعمال التي تقدمها فمثلا في سلسلة “ ناس ملاح سيتي “ كان ظهورك ملفتا رغم دورك الصغير في آخر إحدى هذه الحلقات ؟ - في “ ناس ملاح سيتي” كان لي الحظ في العمل مع الممثلة بيونة و سيد على كويرات . حقيقة دوري في حلقة الزواج كان صغيرا و لكن تأثيره على المشاهدين كان كبيرا و أنا نفسي أجهل السبب ، أو ما هو الشيء الذي أراد المخرج جعفر قاسم إبرازه من خلال شخصية بشير الشاب الوسيم و الثري الذي يظهر في نهاية مسابقة الزواج . و في جميع الأحوال أمر جيد أن نظهر شبابنا جميلا و أنيقا و ذكيا ، فهذا يعطي صورة حسنة عن بلادنا. كما أن موضوع الحلقة يتحدث عن واقع مازال موجود في مجتمعنا و هو خطبة الأم لابنها و اختيارها لكنتها بنفسها. كيف تواجه ندرة الإنتاج والبطالة الفنية المفروضة عليك؟ - لحسن الحظ أني خريج جامعة ، لدي ليسانس في العلوم الاقتصادية اختصاص علوم مالية ، مما سمح لي بالحصول على عمل في شركة خاصة ، يضمن لي العيش بكرامة في ظل ندرة الإنتاج ، لأنه من الصعب البقاء دون عمل لفترات طويلة و عدم زيارة بلاطوهات التصوير لسنوات عديدة ، حيث لم أتلق أي عرض للتمثيل وذلك لمدة خمس سنوات . فالتفرغ للفن و الاحتراف يتطلب غزارة في الإنتاج و هذه مسؤولية المنتجين و المخرجين . ماهي طموحاتك في المجال الفني؟ - أمنيتي الكبرى في مجال الفن تحسين مستوى الإنتاج التلفزيوني و السينمائي في بلادنا و استثمار الطاقات الشبابية التي تتمتع في نفس الوقت بالموهبة، لإيصال صورة جيدة للعالم العربي، الذي لا يعرف عنا الكثير ، بينما نعرف عنه كل شيء بفضل الأعمال الكثيرة التي يعرضها على شاشتنا وعلى الفضائيات العربية. و أحلم بالمزيد من الأعمال في السينما و التلفزيون في الجزائر أو في العالم العربي ، و بصراحة لن أتردد في قبول أي عرض للمشاركة في أي عمل عربي .