لم نقتحم الدراما العربية لأننا لا نملك لوبيات في المشرق اشتهر الممثل عماد بن شني،29 عاما بمظهره الوسيم و إطلالته الجذابة، فتحول من طالب للآداب و الفنون بمستغانم، إلى معشوق للجزائريات اللائي خطف أنظارهن منذ ظهوره لأول مرة في مسلسل " أسرار الماضي" و قبل ذلك في فيلم " زبانة". في حواره مع النصر، تحدث عن واقع الممثل الشاب في الجزائر و عن مشاريعه الجديدة و آفاقه. . النصر : كغيرك من الوجوه الشابة الجزائرية، صنعت الحدث في أول ظهور لك على الشاشة، لكن سرعان ما انطفأ بريقك، هل هو غياب مقصود أم تغييب؟ عماد بن شني : إنه تغييب، هذا أمر واضح، فمن غير الممكن أن يرفض أي ممثل شاب دورا قد يسمح له بالعمل و كسب القوت و لقاء جمهوره مجددا، خصوصا بعد نجاحه في خطواته الأولى في عالم التمثيل. مشكلتنا بالدرجة الأولى قلة الأعمال الدرامية ، ويقتصر عرضها على شهر رمضان، كما أن انتقاء الممثلين لأداء الأدوار الرئيسية يتم بطريقة غريبة، يمكنني الجزم بأننا كشباب نعاني من منافسة الجيل القديم، فحظوظنا قليلة في افتكاك الأدوار أمام أسماء لا تزال مفروضة على المشاهد منذ سنوات، و جميعنا ندرك بأنها لا تحظى بذلك القبول الجماهيري الكبير. بالنسبة إلي تحديدا بعد مسلسل " أسرار الماضي"، لم أسجل أي ظهور على القناة الأرضية للتليفزيون الجزائري، و تمت مقاطعتي لأسباب بعيدة عن الفن و أصبحت إطلالتي على الجمهور مقتصرة على القنوات الخاصة. نعاني من منافسة جيل قديم . هل يمكننا أن نعرف الأسباب؟ واضحة جدا إنها تتمثل في مواقفي السياسية، في النهاية أنا لست الوحيد يوجد فنانون كثيرون همشوا لأنهم عبروا عن آرائهم و مواقفهم السياسية و كسروا القاعدة الجزائرية التي تقول بأن الممثل يجب ألا يغرد خارج حقل الفن. . ألم تتلق أية عروض للمشاركة في أعمال درامية عربية بعد اختيارك ضمن قائمة أوسم 10 رجال عرب في سنة 2012؟ . لا... أظن أن المشكل مشكل مقومات جمالية أو موهبة، الفنانون الجزائريون ليسوا أقل شأنا من الفنانين التونسيين أو المغاربة، لكن مع ذلك استطاع هؤلاء أن يفرضوا أنفسهم بقوة في الدراما العربية، عكسنا. السبب أن هؤلاء يملكون لوبيات ضاغطة في الدول العربية. في لبنان و الإمارات العربية و مصر لديهم شبكة فنانين و منتجين و كتاب و ملحنين و تعمل على تشجيع بروزهم و إعطاء بعد مغاربي للدراما العربية. هذه اللوبيات هي من تدعم مواهب بلدانها و تفرضها على الشاشة العربية، و نحن لسوء الحظ لا نملك جماعات ضاغطة، و من استطاعوا النجاح هناك لا يملكون ثقافة مشاركة الآخر أو دفعه لركوب قاطرتهم. أسماء لا تحظى بالقبول تفرض على المشاهد الجزائري شخصيا لا يهمني كثيرا الرواج عربيا، بقدر ما أطمح إلى تحقيق النجاح محليا، كسينارسيت و مخرج و ممثل ، و لما لا بلوغ العالمية مباشرة، أفقي أقصاه الغرب و ليس الشرق. . شاركت مؤخرا في التجمع الذي نظمه الفنانون تضامنا مع الشاب " موح فيتا" بعد منعه من العزف في الشارع، ماذا حدث بالفعل؟ أنا وغيري من الفنانين الشباب نبحث عن فرصة للبروز وتحقيق حلم النجاح و الشهرة في مجال نعشقه. خروجنا إلى الشارع لم يكن بهدف الوقوف في وجه القانون أو التحدي، كل ما أردنا قوله هو التعبير عن دعمنا لفنان، لم يجد سبيلا للعيش و الاسترزاق من فنه، سوى الخروج به الى الشارع، ربما خطوته كانت جريئة و جديدة نوعا ما، لكنه فنان إنسان بسيط و من غير المنطقي أن يجر إلى مركز الشرطة فقط، لأنه أراد العزف في الشارع. الآن الوضع اختلف نحن كفنانين شباب مثقفين و خريجي معاهد أدب و فنون و لغات، ندرك بأن تغيير الذهنيات هي مهمتنا، و أظن أننا في الجزائر بحاجة ماسة لنفس فني جديد لإنقاذ المجال من الرتابة، عن نفسي صدمت للهجوم الذي تعرض له فيلم" زبانة" فقط، لأنه تناول قصة حب جمعت البطل بإنسانة معينة، أردنا من خلال أحداثها أن نبرز الجانب الإنساني للشهيد و ليس أن نمجده فقط كأسطورة. ما ذا تحضر بعد فيلم "زبانة"، هل سنراك قريبا على الشاشة الصغيرة؟ في الدراما التلفزيونية ليس هناك جديد، أما سينمائيا فأحضر لعمل ضخم سينطلق تصويره في شهر جوان، الفيلم يتحدث عن قصة حياة القديس أوغيستين، وقد اخترت من قبل المخرج المصري سامي سيف لأداء دور البطولة أي دور القديس في الفيلم الذي ينتجه المركز الوطني لترقية السينما بمساهمة تونسية. إختيار أدوار البطولة في الجزائر يتم بطريقة غريبة يشاركني بطولة الفيلم الذي ستصور مشاهد منه في سوق أهراس و تونس و حتى أمريكا و دول أخرى، الممثلة التونسية نجلاء بن عبد الله و الجزائرية إيمان نوال، إضافة إلى الممثل أحمد رياض و مجموعة من الوجوه التونسية.