بوتفليقة: الجزائر بدأت التغييرقبل أكثر من عشر سنوات رفع حالة الطوارىء خطوة جديدة في اتجاه إزالة آثار المحنة قال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس أن الجزائر بدأت التغيير قبل أكثر من عشر سنوات، مشيرا إلى أن البرامج الخماسية المتعاقبة التي اشتملت على الإصلاح الإداري والقضائي والمالي تعتبر مقدمة لمضمون الإصلاح الشامل الذي يصبو إلى تغيير وجه الجزائر في جميع المجالات. قال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس أن الجزائر بدأت التغيير قبل أكثر من عشر سنوات، مشيرا إلى أن البرامج الخماسية المتعاقبة التي اشتملت على الإصلاح الإداري والقضائي والمالي تعتبر مقدمة لمضمون الإصلاح الشامل الذي يصبو إلى تغيير وجه الجزائر في جميع المجالات. وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها المشاركين في الندوة التي عقدت أمس بدار الثقافة عبد الرحمان كاكي في مستغانم بمناسبة ذكرى عيد النصر "ان ما يتحقق اليوم في مجال بناء الهياكل الاقتصادية وإقامة المنشآت القاعدية الكبرى، وما ينفذ تباعا من مشروعات اجتماعية وتعليمية وصحية، وفي مجال النقل والمواصلات والإسكان والعناية بالشباب وبالشرائح الاجتماعية الهشة، هو ثمرة الفكرة الإصلاحية المتحددة الأبعاد"، وهي الإصلاحات التي اعتبرها الرئيس بوتفليقة من "الضروريات الملحة للخروج من حالة التأزم والجمود". وأضاف رئيس الجمهورية في الرسالة التي قرأها نيابة عنه محمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية، بأن هذا الزخم التنموي متعدد الابعاد والأهداف يتطلب بل يفرض علينا ان نتحلى بالقدر الكبير من الحكمة والهدوء والتبصر حتى "يؤتي ثماره وحتى نفوت الفرصة على من تستهويهم حالات التعطل أو الارتباك" وتابع رئيس الجمهورية بأن الدولة سوف تستمر في العمل على توفير كل العوامل المشجعة على حفز التنمية والتقدم والاستجابة للانشغالات المطروحة سواء على صعيد توفير مقومات تنشيط الاستثمار التي اتخذت في سبيله مجموعة من التدابير الحفزية أو على صعيد العناية بالفلاحة أو في العمل على انجاز الطاقات البديلة للطاقات النفطية الناضبة والتي سوف تتوسع جميعها أفقيا وعمقا وتصبح من الروافد المهمة في تشغيل اليد العاملة وفي تزويد السوق بمختلف الاحتياجات. كما تطرق رئيس الدولة إلى المجال الاجتماعي مؤكدا أنه يحتل "صدارة الاهتمام من خلال تجنيد كل الوسائل للقضاء على البطالة وتحقيق الادماج المهني لحملة الشهادات الجامعية والتقنيين السامين وادخال تحسينات على آليات الادماج في عالم الشغل لخريجي التكوين المهني مع اعادة النظر في مفهوم المناصب المؤقتة والتعويضات المرتبطة بها. وأشار رئيس الجمهورية في ذات السياق إلى أن هدف تأمين مناصب شغل دائمة للمواطنين يظل من الأولويات التي يتعين على المؤسسات الانتاجية والخدمية والقطاع الفلاحي أن تنفذها وتلتزم بها بالفعالية المطلوبة. كما نبه الرئيس بوتفليقة إلى انه يجب ألا يغيب على الاذهان في هذا السياق ما تخصصه الدولة من جهد لتلبية حاجة المواطنين للاسكان وذكر رئيس الدولة في هذا الشأن بأن البرنامج الخماسي الحالي ينص على تسليم 1.2 مليون وحدة سكنية في آفاق 2014 مقابل مليون وحدة سكنية خلال الفترة الخماسية السابقة وقد حصل الشباب على نسبة استفادة مرتفعة مراعاة للظروف والحاجات الملحة في هذا المجال إلى جانب العناية بتحسين أداء مرافق الدولة وفي مقدمتها اعادة النظر في دور المجالس المحلية بما يفضي إلى حسن التكفل بالمواطنين وتحسين الخدمة العمومية في مجالات الصحة والتأمين الاجتماعي وغيرها. وفي حديثه عن ذكرى عيد النصر المصادقة ليوم 19 مارس من كل سنة قال رئيس الجمهورية "لقد اسقط عيد النصر رهان سلاح العدو أمام رهان إرادة الجزائريين ليبدأ رهان أخطر وأجل وهو تصفية الاستعمار الإستيطاني الذي كاد يسكن لا وعي الانسان الجزائري، وقطع دابر التخلف، وكل مظاهر التفرقة والتهميش، ومصادرة المقومات، ومحو جميع ما يمت بصلة إلى تاريخنا التعرق"، ولفت رئيس الجمهورية إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة وضع الجزائر بوضع أي قطر آخر إلا فيما ندر. وفيما يتعلق بتعليقات البعض على مدى وفاء الجزائريين لدواعي الأمانة التي رسمتها تضحيات الشهداء والمجاهدين، أوضح الرئيس بوتفليقة بأن الخطوط العامة التي انتهجتها الدولة الجزائرية الحديثة تنحدر في بيان أول نوفمبر وباقي وثائقها الاساسية. وأضاف أن "الحريةالتي سقاها شعبنا بدمائه الزكية ماثلة اليوم للعيان من خلال التعددية الاعلامية والسياسية والبرلمانية، وباقي المجالس المحلية، ومازال ذلك دأبنا على تجذيرها وتعميقها بكل ما تستدعيه تحديات الواقع والمستقبل"، داعيا إلى التعلق بالمثل والاهداف النبيلة لتفويت الفرص على كل من في قلبه مرض أو غل على بلادنا. وفي تطرقه إلى قرار رفع حالة الطوارىء، اعتبر رئيس الجمهورية أن هذا القرار لا يعني التخلص من واجب اجتثاث بقايا الإرهاب، كما يمثل هذاالقرار خطوة جديدة في اتجاه إزالة كل الآثار الناجمة عن سنوات المحنة. محمد م