شدد أساتذة مدرسة صغار المكفوفين حسان كحول بمدينة قسنطينة في يوم دراسي نظم أمس، على ضرورة توسعة المؤسسة و إضافة حجرات بيداغوجية، لإعادة فتح الأقسام التحضيرية. و قد أثار الأساتذة المتدخلون في ندوة حول آليات تعلم البراي بمدرسة صغار المكفوفين حسان كحول بمدينة قسنطينة، مشكلة نقص الحجرات البيداغوجية التي تسببت في عدم استيعاب أكبر عدد من التلاميذ، و كذا عدم فتح أقسام خاصة وتحضيرية، هذه الأخيرة تساهم، حسبهم، بشكل فعال في تلقين تقنية البراي للتلاميذ الجدد، قبل ولوجهم الطور الابتدائي، لأن أستاذة السنة أولى يواجهون صعوبة كبيرة في تقديم و إتمام البرنامج المسطر من قبل وزارة التربية و الذي يتطابق مع برنامج التلاميذ العاديين، و تعليم هذه التقنية التي تتطلب جهدا و متسعا من الوقت. و أشار الأساتذة إلى أن وزارة التضامن الوطني و الأسرة وضعت برنامجا خاصا بالأقسام التحضيرية سنة 2006، و تم تفعيله و فتح أقسام تحضيرية على مستوى مدارس المكفوفين التي كانت قسنطينة رائدة فيها، حيث أوضح الأساتذة الذين خضعوا حينها، لدورة تكوينية في التربية المبكرة و القسم التحضيري، بأن الأطفال المكفوفين أولى بالأطفال العاديين بالأقسام التحضيرية، باعتبارها مرحلة تمهيدية و أساسية للتربية الحسية و الحركية و لتعليم تقنية البراي و كل الوسائل البداغوجية الخاصة بهم، حيث يصبح التلميذ يتحكم في هذه التقنية و يستطيع تكوين كلمة و حتى جملة، و هو ما يساعد الأستاذ على تقديم البرنامج المسطر و إتمامه من جهة، و يجعل التلميذ يركز على الدروس بدل تعلم تقنية البراي من جهة أخرى. بالمقابل تحدث الأساتذة المكفوفون على هامش اليوم الدراسي، عن نقص فرص إدماجهم في سوق الشغل، موضحين بأنه بالرغم من أنهم يحملون شهادات ليسانس في تخصصات مختلفة، إلا أن فرص الشغل لا تتاح لهم، لأنهم مكفوفون، موضحين بأنه و مع هذا التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر، صار بإمكانهم ولوج مختلف المهن، فهم يتحكمون في تقنيات الإعلام الآلي و يستعملون حتى لوحة المفاتيح، حيث بإمكانهم كتابة نصوص و طباعتها، بالإضافة إلى قدرتهم على ولوج عالم الانترنيت و استعمال الهاتف، و ذلك من خلال برامج ناطقة ك"التولك باك" و"فويس أوفر"، معتبرين ربط إعاقتهم بالعمل بمصنع المكانس يؤثر عليهم بشكل سلبي. الأساتذة المؤطرون بمدرسة صغار المكفوفين بقسنطينة، تحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها في الأقسام الخاصة، التي تضم الأشخاص حديثي الإعاقة، خاصة الذين يعانون من إعاقة بصرية، سمعية و حركية، و قالوا بأنهم يواجهون مشكلة في إدماجهم، بسبب عدم تقبلهم للإعاقة من جهة، و كذا عندما تكون لهم حاسة لمس ضعيفة نوعا ما من جهة أخرى، مشيرين في ذات السياق إلى أن المحيط الأسري يلعب دورا أساسيا في مساعدة المكفوف على تقبل إعاقته وإدماجه. الأساتذة المتدخلون عرضوا خلال مداخلاتهم آليات تعلم تقنية البراي، بواسطة لوحة كتابة إلى جانب قلم ومسطرة خاصة، بالإضافة إلى وسائل تلقينية أخرى تستعمل في مختلف المواد كلوحة الرسوم، و هي عبارة عن لوحة بلاستيكية مسطحة مدعومة بمكعبات، تساعد على رسم أي شكل من الأشكال الهندسية .