امتلأت أول أمس جل قاعات قسنطينة بالنساء المحتفلات باليوم العالمي للمرأة، و قد تنوعت الحفلات بين تقديم الأغاني التراثية و الأغاني العصرية و هي من تنظيم المراكز الثقافية و الجمعيات النشطة وقد عبرت الحاضرات عن فرحتهن بالرقص المتواصل و الغناء . توافدت النساء على قاعات الحفلات بكثافة، و لم تتمكن بعضهن من الدخول، نظرا لعدم استيعاب جل القاعات لعددهن الكبير، وهو ما اضطر بعض الجهات المنظمة لاستدعاء الشرطة لتجنب انزلاقات أمنية. الشاب خلاص والشاب غزال والشاب بابو في قاعة الحفلات الكبرى أحمد باي قدم الشاب خلاص أشهر المقاطع الغنائية التي عرف بها، على غرار «آلو وينك» و «ليلي يا عمري»، في حفل ضخم نظمه الديوان الثقافي للثقافة و الإعلام بقاعة العروض الكبرى أحمد باي. الشاب خلاص ألهب القاعة التي تجاوز الحضور بها 3 آلاف امرأة، رقصن وغنين معه بشكل متواصل، فقد وضعت المقاعد قرب المنصة و حولت القاعة إلى حلبة للرقص على إيقاعات الأغاني الخفيفة. هتفت النساء باسم الشاب خلاص أثناء فقرته الغنائية لتحيته على طريقتهن، و طالبنه بإعادة الكثير من الأغاني القريبة إلى قلوبهن، وهو ما جعل ابن مدينة قسنطينة خلاص، يعدهن بلقاءات قريبة في مناسبات أخرى، لأن الوقت المخصص للحفل انتهى. الشاب خلاص قال للنصر على هامش الحفل، بأنه حضر خصيصا للغناء للمرأة الجزائرية في عيدها، رغم تزامن ذلك مع جولته الفنية في أوروبا. وبين بأنه بصدد التحضير لألبومه الغنائي الجديد الذي سيكون مفاجأة لكل محبيه، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يصدر في الشهور القادمة و سيضم أغنيات من نفس نوعية أغنية «آلو وينك» المعروفة. الحفل شارك في إحيائه أيضا شابان صغيران في العمر هما الشاب غزال الصغير والشاب بابو، فقاما بإعادة أداء أشهر الأغاني المعروفة في الساحة الجزائرية و المغاربية و قاما بإهدائها للنساء بمناسبة احتفالهن بيومهن العالمي. وقد حيت الحاضرات الشاب غزال الذي يبلغ من العمر 15 سنة الذي أبدع في أداء أشهر أغاني «سطاي راي» المعروفة في الشرق الجزائري، على غرار أغنية «العين في العين»، فيما مزج الشاب بابو بين التراث و الطابع العصري عبر إعادة أشهر أغاني الحوزي و المالوف. أحمد بن خلاف يستجيب لرغبات النساء و يؤدي أغانيهن المفضلة استجاب فنان العيساوة أحمد بن خلاف لرغبات النساء اللائي طلبن منه أداء أغنيات يحبونها و يردن سماعها في عيدهن الوطني، فاستجاب لهن و أداها بصوته الجميل كهدية لكل النساء الجزائريات. الحفل المنظم من طرف دار الثقافة مالك حداد، استقطب أعدادا كبيرة من النساء فامتلأ الطابقان عن آخرهما بالمحتفلات، و قد أبدعت جمعية مريدي الطريقة العيساوية التي يترأسها أحمد بن خلاف في أداء أغاني العيساوة على غرار «طامع في ملقاك» ومقاطع من أغاني الزندالي المعروفة في قسنطينة والشرق الجزائري. أحمد بن خلاف كشف للنصر بأنه تعمد أداء الأغاني الخفيفة التي تدخل الفرحة والبهجة على قلوب النساء و تذكرهن بأجواء الحفلات التراثية التي تؤدى في مدينة قسنطينة. مروان زيتوني يؤدي الأغاني العيساوية بالخروب ألهب الفنان الشاب مروان زيتوني بمعية فرقته بقاعة المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب، بأدائه وصلات من الأغاني العيساوية الخفيفة التي أدخلت النساء في حالة من الرقص المتواصل و «التهوال». القاعة امتلأت أيضا عن آخرها، حتى أن بعض النساء تابعن الحفلة من بهو المركز الثقافي، فقد شهدت الأمسية الغنائية توافدا كبيرا للسناء والفتيات اللائي رقصن بحماس على متن الأنغام العيساوية. المغني الشاب استجاب لطلبات المتواجدات في عيدهن و أدى لهن أجمل أغاني العيساوة المعروفة، على غرار الأغاني التي عرف بها في ألبومه الأخير «نبرى من لضرار»، «أنا سيدي محمد رسول الله» و «الله ما نغلب». كما قدم أشهر الأغاني الصوفية في المنطقة المغاربية، على غرار الطابع التونسي من خلال أغنيتي «بنت الحي» و»سودة و قتالة». شمس الدين جباسي و الشاب ديدين و الشاب كريستال يرغمون النساء على الرقص أدى الفنان شمس الدين جباسي أجمل أغاني المالوف الخفيفة التي تنتمي للطقطوقات الراقصة، في حين أدى الشاب ديدين أجمل الأغاني السطايفية التي عرف بها في الساحة الفنية، بينما أصر الشاب كريستال على تقديم أغاني الراي النظيفة، ضمن الحفل الذي نظمته مديرية الثقافة لولاية قسنطينة، بالتعاون مع مؤسسة تنظيم الحفلات الثقافية «برنساس بيبينا» بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، فرقصت النساء على إيقاع السطايفي و الراي لتختتم الحفلة بالمالوف الخفيف. الشاب كرسيتال أدى أغانيه المعروفة في ألبومه الفني على غرار «نحبك أقريسيف» و «حاولوها تولي»و «عمري راني مضبب» ،أما الشاب ديدين فغنى «راني ولد بلاد» ،»ريتك في منامي»،»ريقل يا بوطيبة» «عولي عليا وزيدي» وغيرها من الأغاني التي عرفت في الساحة السطايفية وصنعت التميز من خلال الاهتمام الجماهيري الكبير. الحفل الذي شهد توافدا نسائيا كبيرا، تحولت خلال فقراته الغنائية المتنوعة قاعة قصر الثقافة إلى حلبة للرقص المستمر من أداء طالبات جامعيات و تلميذات بالثانويات على وجه الخصوص، كما شهد الحفل توافدا كبيرا من قبل سيدات مسنات رقصن أيضا بالمناسبة. جمعية أبناء وأحفاد الطريقة العيساوية تراهن على الأصالة في عيد المرأة نظمت جمعية أبناء وأحفاد الطريقة العيساوية حفلا مجانيا للمرأة القسنطينية في قصر أحمد باي بوسط المدينة، فأعادت المحتفلات بعيد المرأة إلى الزمن الجميل عندما كان طابع العيساوة يؤدى في الزوايا، وفق طقوسه التراثية. كانت بداية الحفل بإنشاد الحزب الصوفي الذي يؤدى بطريقة مميزة تعبر عن عراقة مدينة قسنطينة، و تلته الدخلة العيساوية التي تعتمد على الابتهال و مدح النبي الكريم، و قدمت بعد ذلك الجمعية نوبات و خفيفة و عدة مدائح. الجمعية اعتمدت على الآلات التقليدية في وصلاتها منها الناقرات و التار، ما جعل الحفل تراثيا بامتياز. فاتح غزلاوي رئيس الجمعية، تحدث للنصر عن ضرورة الرجوع إلى روح الصوفية بقسنطينة، خاصة و أن أعضاء الجمعية من أبناء الطريقة الذين تربوا على أسسها و نهلوا من منبعها الصافي.