يطالب سكان أكواخ قصديرية متواجدة بحي 40 مسكنا بأرض أمزيان داخل حي بوذراع صالح بقسنطينة، بالترحيل الفوري من سكناتهم الهشة التي تتدفق بالقرب منها، كلما تساقطت الأمطار، سيول من مياه الصرف الصحي. السكان الذين التقينا بهم في عين المكان، أكدوا أن 25 فردا منهم يعيشون داخل أربعة أكواخ قصديرية متاخمة لمصرف مياه قذرة آتية من أحياء قدور بومدوس، السيلوك و المنشار، و قالوا أنهم باتوا غير قادرين على تجنبها أو إيقافها، حيث أضافوا أن قوة تدفقها عند اشتداد تساقط الأمطار كادت تؤدي مرات عديدة إلى انهيار جدران منازلهم الهشة فوق رؤوسهم، بحيث يضطرون للمبيت عند جيرانهم، خوفا من أن تجتاحها السيول و تجرفهم معها، أو لثقب الجدران لتمرير هذه المياه أسفلها. إحدى السيدات قالت أن الوضع المزري الذي تعيشه عائلتها تسبب في إصابة أبنائها بأمراض الحساسية، نتيجة للرطوبة الشديدة التي ملأت سكناتهم المهددة بالانهيار، فيما ذكرت أخرى أن ابنتها الصغيرة أصيبت بمرض في القلب لصدمتها من مشهد السيول التي تقتحم مساكنهم كل شتاء، لتضيف أن زوجها الذي يعمل في إطار الشبكة الاجتماعية، يعيش على 3 آلاف دينار شهريا، احتار بين صرفها على علاج فلذات أكباده أو على القيام بإصلاحات لتجنب تسرب المياه إلى داخل المنزل. و أضاف السكان أنهم لم يتلقوا أي رد بشأن الترحيل منذ إحصائهم سنة 2007، و ذلك رغم المراسلات العديدة المدعومة بالصور التي قالوا أنهم رفعوها إلى كل من رئيس الدائرة و الوالي، كما قالوا أن عدم تنظيمهم في جمعية حي و عدم تمكينهم من الانضمام إلى جمعية الحي القصديري المقابل لهم و المعروف بحي الإدريسي، هو ما جعلهم يعيشون تهميشا "قاتلا"، بعدما لم تلتفت السلطات المحلية إلى معاناتهم، على حد تعبير السكان. مندوب القطاع الحضري لحي بودراع صالح أوضح أن جميع البيوت الهشة و القصديرية المتواجدة بالحي المقدر عددها ب 273 بيتا، و بما فيها قاطنو البيوت الهشة بأرض أمزيان من المحصيين للترحيل سنة 2007، مبرمجون لهذه العملية شهري جوان و جويلية المقبلين. أما عن مشكلة مياه الصرف فأكد أنها في طريقها إلى الحل بحيث برمجت مصالحه لاحقا، عملية لإعادة تهيئة شبكة الصرف الصحي.