إعلاميون يخلطون بين مهنة الصحفي ومهنة الشرطي والقاضي انتقد مدير الإذاعة الثقافية محمد شلوش أمس التجاوزات الكثيرة السائدة على مستوى الممارسة الإعلامية في الجزائر "من قذف وانتحال وافتراء واتهامات غير مؤسسة فضلا عن الجري وراء الإثارة والإشاعة الخلط بين مهنة الصحفي ومهنة القاضي أو الشرطي، معتبرا بأن أغلب هذه التجاوزات صادرة عن صحافة القطاع الخاص التي كثيرا ما لا تفصل كما قال بين الخبر والتعليق، بما يتنافى وأخلاقيات المهنة، والتي تصل حسبه إلى حد التحريض على العنف والتعصب. وخلال إشرافه على تنشيط ندوة تكوينية نظمتها وزارة الاتصال في تيبازة بعنوان "الأخلاقيات في الإعلام: الإذاعة الجزائرية كتجربة " دعا شلوش إلى ضرورة إعداد ميثاق لأخلاقيات المهنة من أجل تأمين الصحافيين من الانزلاقات ومن التجاوزات في ممارسة مهنتهم وبالتالي قطع الطريق أمام أية جهة للتدخل من أجل كبح حريتهم في ممارسة عملهم بحجة منع التجاوزات، مبرزا بأنه "خلافا لما قد يعتقد البعض فإن مثل هذه الآلية ليس المقصود منها فرض نوع من الرقابة أو الرقابة الذاتية أو الردع أو التضييق على أداء الصحافيين، بل بالعكس فإن الهدف هو تأمين الصحافيين من الوقوع في الانزلاقات والتجاوزات. وأكد شلوش على ضرورة أن يحدد ميثاق أخلاقيات المهنة القواعد والمبادئ التي ينبغي أن يتم الالتزام واحترامها كالتحقق من صحة المعلومات التي تُنشر أو تُبث احترام كرامة الإنسان، احترام الحياة الخاصة للأشخاص الامتناع عن القذف، الامتناع عن الترويج للعنف والإرهاب والكراهية والتمييز العنصري والتمييز الجنسي، عدم الخلط بين دور الصحفي ودور القاضي أو الشرطي وغيرها ...›› وأكد المتدخل بأن وجود مجلس لأخلاقيات المهنة يتطلب وجود تنظيم أو تنظيمات نقابية تجمع الصحافيين وتتولى مهمة إنشاء هذا المجلس وعملية انتخاب أعضائه، مشيرا إلى أن "من نتائج حالة الفراغ على مستوى تنظيم مهنة الصحافة من حيث الضوابط والأخلاقيات، ما نعيشه الآن من حالة اللاانضباط التي تسود خاصة وسائل الإعلام الخاصة التي يسجل عليها عدم الالتزام بالمبادئ الأساسية التي ينبغي احترامها في ممارسة مهنة الصحافة››. وحرص مدير الإذاعة الثقافية على التأكيد أن الانتقادات التي وجهها لبعض الممارسات والتجاوزات التي تقوم بها صحف خاصة "ليس معناها الحكم على تجربة الصحافة الخاصة في بلادنا بالفشل بل بالعكس، هذه التجربة لا بد أن نثمنها ولاشك في أنها ماضية نحو النضج " وقال " الصحافة الخاصة في وسائل الإعلام المكتوبة في فترة ميلادها وانطلاقتها في مطلع التسعينيات، ليست هي نفسها الآن، هناك تطور كبير أغلبها كانت مجرد عناوين مندفعة ومتعطشة لممارسة الحرية دون أية ضوابط، أما الآن فالوضع يختلف، هناك تطور ونضج، بعض الصحف تطورت من مجرد عناوين إلى مؤسسات إعلامية محترمة››. وأثناء حديثه عن تجربة الإذاعة الوطنية قال شلوش " رغم غياب هيئة للضبط في مجال الأخلاقيات ، تعتبر الإذاعة من أكثر المؤسسات الإعلامية اتزانا فيما يخص احترام قواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة».