نظام التعليم الحالي لا يوفر قاعدة للتخصص في الفلسفة قال الدكتور محمود يعقوبي عميد الفلسفة والمنطق في الجزائر أن التوجيه المعمول به حاليا في تدريس مادة الفلسفة بالجامعات الجزائرية يطرح أمام الأساتذة اشكالات كبيرة مردها أن بعض الطلبة يجدون أنفسهم مجبرين لدراسة هذه المادة وهم لا يملكون القاعدة الأساسية. وأوضح الدكتور يعقوبي في تصريح للنصر على هامش افتتاح الملتقى الوطني الثاني حول تدريس مادة الفلسفة في الجزائر الذي احتضنته أمس المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، أن الكثير من الطلبة الذين يحصلون على البكالوريا يجبرون على دراسة الفلسفة وهم لا يملكون قاعدة علمية متينة، وقال أن التوجيه يتم في الغالب وفق النقاط المحصل عليها في شهادة البكالوريا، في حين يضيف ذات المتحدث أن هذه المادة تتطلب من الموجهين لها أن يكونوا على مستوى عال من الثقافة العلمية في كل المجالات رياضيات بيولوجيا، علم الفلك، لأن طلاب هذه المادة يواجهون في مسارهم العلمي اشكاليات وتحديات كبيرة وبالتالي لا بد من التسلح بثقافة علمية متينة. ويرى الدكتور محمود يعقوبي ان التوجيه المعمول به حاليا سواء في الثانويات أو الجامعات الجزائرية هو لا يستجيب لهذا المطلب، مشيرا الى ان التخصص في الفلسفة لها شروط بحيث لا يمكن لأي كان أن يكون فيلسوفا، وأضاف إذا كانت الفلسفة في القديم تعد أم العلوم، فأنا أقول إنها إبنة العلوم على اعتبار تشعبها وتأثرها بجميع العلوم. وقال ذات المتحدث إن الكثير من الطلبة الذين يوجهون لدراسة الفلسفة لا يملكون الثقافة المتينة مما يطرح الإشكالات أمام الاساتذة، وحسبه فان الجامعات الجزائرية وحتى الثانويات لا تمتلك الوسائل الضرورية لتدريس هذه المادة وهذا عامل يساهم في ضعف المستوى التحصيلي لدى الطلبة، وقال إن المنتمين للشعبة الأدبية ليسوا كلهم مؤهلين لمتابعة دراسة مادة الفلسفة مما يجعل النتائج ضعيفة وبالتالي لا يقدم المستوى المرجو. ومن جهته أكد الدكتور عبد العزيز بوالشعير على ضرورة تشخيص الواقع التعليمي للفلسفة حتى نقدم طلبة مؤهلين على امتداد المرحلتين الثانوية والجامعية، وقال لابد من التركيز على طرائق تدريس الفلسفة لمعرفة مدى تناسبها مع ما تطمح إليه هذه المادة، وكذلك التدقيق في وضع المناهج التي تتناغم مع روح الخطاب الفلسفي. وكانت الجلسة الأولى لهذا الملتقى الذي سيختتم اليوم، قد ساهمت في تسليط الضوء على آثار الدكتور محمود يعقوبي من خلال مداخلات تناولت الإسهامات العلمية لواضع برنامج تدريس الفلسفة في التعليم الثانوي. وقد تمحورت أشغال اليومين في ست جلسات أثراها أساتذة من عدة جامعات من داخل الوطن مثل الدكتور بوعلي نابي من جامعة معسكر، الدكتور طيبي، الدكتور عليش لعموري، لكحل فيصل.. الخ. وكان افتتاح هذا الملتقى قد حضره رئيس جامعة منتوري السيد عبد الحميد جكون ومدير المدرسة العليا للأساتذة الدكتور محمد رغيوة.