أكثر من 200 ألف قنطار من الحبوب بجنوب الولاية مهددة لانعدام المازوت كشف عدد من الفلاحين بمنطقة الاستصلاح بالمرموثية بإقليم بلدية نقرين " 190 كلم جنوبتبسة" عن الهواجس والمخاوف التي باتت تتملكهم جراء تعرض محاصيلهم الفلاحية من القمح والشعير التي أصبحت كما يؤكدون معرضة للموت هذه الأيام بسبب صعوبة الحصول على مادة المازوت من المحطة الرئيسية العمومية للوقود ببلدية نقرين ، والتي تحولت إلى ملكية لعصابات التهريب ، في حين يحرمون من حقهم في التزود بهذه المادة . الأمر الذي نجم عنه تسجيل أضرار كبيرة في المحصول الفلاحي من مادتي الشعير والقمح اللذين تتميز بإنتاجهما المنطقة منذ عقود من الزمن ، والتي توقفت سنابلها عن النمو وذبلت قبل الأوان في منظر يبعث على الحسرة والأسى. و حسب ما صرح به عدد من الفلاحين ل " النصر " فإن أكثر من 700 فلاح يملكون مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية تنتج سنويا أكثر من 200 ألف قنطار من القمح والشعير ، عادة ما تساهم في رفع إنتاج الولاية من الحبوب ، غير أنها باتت معرضة هذه الأيام للإتلاف بسبب صعوبة التزود بمادة المازوت ،وهو ما ينذر بموسم فلاحي سيئ عكس السنوات الفارطة أين سجلت المنطقة إنتاج زهاء 200 ألف قنطار من الحبوب، تم بيعها لديوان الحبوب والبقول الجافة، حيث بلغ مردود الهكتار الواحد أكثر من 80 قنطارا ، مما سمح لأحد الفلاحين من الحصول على الميدالية الذهبية من وزارة الفلاحة لتحقيقه هذه النتيجة الرائعة ، كما سمح ل 9 فلاحين آخرين من دخول نادي أفضل 50 فلاحا في الجزائر ،فضلا على تعرض الآلاف من أشجار الزيتون بالمنطقة إلى التلف. الأمر الذي دفع بالفلاحين إلى الاتصال برئيس بلدية نقرين لإيجاد حل لمشكلتهم لإنقاذ الموسم الفلاحي من كارثة حقيقية ولكن دون جدوى ،خاصة وأن المنطقة تتوفر على نظام السقي من الآبار لكونها تتوفر على طاقة هائلة من المياه الجوفية يمكن استعمالها لسقي مختلف المحاصيل من خضراوات، وفواكه، وحبوب حيث تجود منطقة المرموثية بأفضل المحاصيل سيما من القمح الجيد ، حتى أن عملية الحصاد تتم مرتين في السنة . غير أن الزائر وهو يتجول بين الحقول تبدو له آثار الجفاف القاتلة بوضوح على مستوى المحيط العام للاستصلاح بالمنطقة ، ولم يخف الفلاحون الذين يستثمرون مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية خيبة أملهم لما آل إليه وضعهم بسبب تراجع إنتاجهم للموسم الفلاحي الجاري الذي تأثر كثيرا للأسباب المذكورة آنفا ،ويأملون من والي الولاية القيام بزيارتهم للاطلاع عن كثب على خيرات المنطقة لتدعيمها وذلك بربطها بشبكة الكهرباء، وتوفير مادة المازوت أو تدعيمهم بالطاقة الشمسية حتى تصبح المنطقة خزانا غذائيا للولاية خاصة ما تعلق بالحبوب ، لتحقيق احتياجات الولاية منها.