فرنسا لا تملك الشجاعة للاعتراف بجرائمها الاستعمارية قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنار كوشنير، أن فرنسا ارتكبت جرائم مروعة في الجزائر، خلال الفترة الاستعمارية ، وأضاف أن على فرنسا الاعتراف بذلك، لأن هناك وقائع وأحداثا لا يمكن إنكارها، مبرزا أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة لم تكن لها الشجاعة الكافية للاعتراف بالجرائم المرتكبة. واعتبر كوشنير في حوار مع جريدة «القدس العربي» ، أن فرنسا ليس لها الجرأة و لا الشجاعة للاعتراف بكل ما اقترفته من جرائم أثناء الحقبة الاستعمارية ، مؤكدا أن فرنسا ارتكبت جرائم مروعة في الجزائر، وعليها الاعتراف بذلك، لأن هناك وقائع وأحداثا لا يمكن إنكارها، وأوضح في رده على سؤال حول لماذا تكيل فرنسا بمكيالين في هذا المجال ، حيث سنت قانونا تعترف بما سمتها «إبادة الأرمن»، لكنها لا تفعل الشيء نفسه مع الجزائر؟ ، أن فرنسا ليس لها الجرأة للاعتراف بكل ما اقترفته من جرائم خلال الفترة الاستعمارية، لأن الحكومات المتعاقبة لم تكن لها الشجاعة الكافية لفعل ذلك، و أضاف بأنها لو فعلت، فأكيد أن هذا الأمر سيعمل على تحسين العلاقات بين البلدين، وسيحس - كما أضاف- أبناء الجيل الثالث والرابع من الفرنسيين من أصول جزائرية، بأن فرنسا تحترم بلد آبائهم وأجدادهم، مشيرا في نفس السياق إلى أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة لم تجرؤ على إغلاق هذا الملف بشكل نهائي، كما فعلت باقي الدول الأخرى مثل بريطانيا، وبخصوص تصريحات المرشح الفرنسي لرئاسيات 2017 إيمانويل ماكرون، والذي قال أن الاستعمار الفرنسي للجزائر جريمة ضد الإنسانية ، ذكر كوشنير بأنه يرفض هذا التوصيف. وقال أن ماكرون لم يكن موفقا في التعبير الذي استخدمه، إذا لم تكن زلة لسان، بسبب حماسة مفرطة، مضيفا أنها محاولة لاستمالة الناخبين الفرنسيين من أصول جزائرية. وذكر في السياق ذاته، أنه لا يمكن معالجة هذا النوع من الملفات الحساسة، وهذا التاريخ المثخن بالجراح والآلام عبر تصريحات غير محسوبة العواقب و لفت كوشنير، من جانب آخر أنه سيصوت لصالح إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة. للإشارة فقد أيدت غالبية الفرنسيين في استطلاع للرأي أجراه معهد «ايفوب»، التصريحات التي أدلى بها المرشح الفرنسي إيمانويل ماكرون حول جرائم فرنسا في الجزائر .