الخضر جاهزن لأم المعارك بأم درمان تحتكر أم المعارك "بأم درمان بين منتخبنا الوطني ونظيره المصري واجهة الحدث الكروي، حيث ستكون حاسمة وفاصلة ومحددة لهوية ممثل الكرة العربية الوحيد في مونديال العم مانديلا في الصائفة المقبلة. مباراة شدت الأنظار ورفعت درجة الضغط والتوتر منذ إعلان الحكم الجنوب إفريقي جيروم دامون نهاية "معركة" القاهرة التي عدلت كفة المنتخبين بعد أن أعاد هدف عماد متعب "غير الصحيح) طائرة الخضر من على مشارف جنوب إفريقيا مؤجلا الحسم والفصل إلى موعد اليوم الذي يعد بالكثير من الندية والإثارة على اعتبار أن جيل زياني ورفاقه على موعد مع تذكرة المشاركة في مونديال لم يحظ بشرف لعبه نجوم كبار. مباراة وإن جردت الخضر من أفضلية التقدم في سلم الترتيب وفارق الأهداف إلا أنها بالمقابل جردت المصريين من أوراقهم التي طالما راهنوا عليها ووضعتهم اليوم أمام ساعة الحقيقة على أرض السودان المضياف والمحايد، بعيدا عن تعصب وشوفينية الجماهير المصرية وضغوطات وإعتداءات "متعصبي الكرة" بأم الدنيا ولئن منوا أنفسهم بحجز التذكرة على ضفاف النيل وإستغلال عامل الجوار وتدفق عديد الأنصار فإن الجزائريين يرون في السودان الشقيق الميدان الفيصل والأمثل للعب الكرة وحجز تذكرة تمثيل الكرتين العربية والإفريقية في العرس العالمي بلاعبين كبار تعودوا على اللعب والإبداع فوق المستطيل الأخضر وفي أجواء رياضية. مباراة يدخلها "كومندوس" سعدان رافعا شعار الإنتصار لرد الإعتبار وإسعاد ملايين الأنصار، بعد أن تحولت معركة القاهرة إلى بروفة لمواجهة أم درمان، فالشيخ وأشباله إستفادوا سهرة السبت من فرصة دراسة منهجية لعب المنافس وإمكانات لاعبيه الذين يفقدون شجاعتهم ويفل برقيهم وينطفىء حماسهم خارج القاهرة اين تعودوا على فرض ضغط رهيب على منافسيهم فكومندوس الخضر ورغم الأجواء "العدائية" كسر شوكة المصريين وربح المعركة البسيكولوجية حين وفق بإقتدار في الخروج من "كمين ستاد ناصر" وجر تشكيلة شحاتة إلى ملعب المريخ المحايد. الذي سيدخله زياني، بوقرة مغني، غزال وعنتر يحي والأخرين بمعنويات تعانق السحاب وإصرار على قهر الفراعنة وقد تحرر لاعبونا من "إرهاب" الجماهير المصرية وآثار الإعتداء الذي أنسى مطمور ورفاقه اللعب الجميل والتركيز الذي تتطلبه المقابلات الكبيرة وعلى النقيض من لقاء السبت الذي لعبه المحنك رابح سعدان بذكاء وسعى على مر دقائقه إلى إمتصاص حرارة وإندفاع المصريين وتسيير الوقت والنتيجة إيمانا منه بأن التأهل في المقام الأول، سيخرج الشيخ مساء اليوم أسلحته الهجومية ويعمد إلى مباغتة وإحراج المصريين في منطقتهم كما فعل في البليدة، من خلال حسن الإستثمار في عيوبهم التي إنكشفت في لقاء السبت الأخير، أين تأكد الشيخ وكل من تابع اللقاء أن التشكيلة المصرية "كبرت وشاخت" ولا يمكنها اللعب بريتم عال كما ان التغطية الدفاعية لديهم ضعيفة ومحور قاطرتهم الخلفية "ممر وطريق سريع" امام أصحاب البراعة الفنية لمطمور، مغني، زياني، غزال وصايفي المطالبين بالتحلي بالفعالية وعدم الأنانية لأن مباراة كالتي تنتظرهم اليوم تتطلب تجسيد أرباع وأنصاف الفرص وعدم اعطاء الحضري فرصة كسب الثقة بالنفس ولا أخذ الأنفاس. فالشيخ سيتخلى اليوم عن تحفظه وحذره المفرط في لقاء يحتم علينا النهج الهجومي ولا يمنحنا أية فرصة أخرى للإستدراك فاليوم نكون في الموندال أو لانكون وعليه فدوليونا مطالبون بالحفاظ على الروح الجماعية والروح القتالية فوق الميدان و"القلب" سيكون كلمة السر أمام آلاف الأنصار الذين تحدوا مشاق السفر وسيمنحون سعدان وأشباله الدعم اللازم والكافي لإسعاد ملايين الجزائريين الذين لم يفقدوا ولا مرة ثقتهم بالخضر الذين أدوا مشوار البطل وسيؤكدون اليوم أن خسارة معركة القاهرة لايعني خسارة تذكرة جنوب إفريقيا سيما والناخب الوطني استعاد كافة اللاعبين ويملك اليوم عديد الخيارات والبدائل لهزم المصريين والتأكيد أن خسارة القاهرة ما كانت لتكون لولا الظروف القاهرة.