"الخبزة" ترغمني على"التطياش" في الأعراس يتأسف الفنان عبدو السكيكدي لأن شريحة كبيرة من الجمهور تقيس نجاح أية أغنية بمدى قدرتها على إثارة الرغبة في الرقص وتحريك الأجساد فتستمع اليها – على حد تعبيره- بالخصور قبل الآذان والقلوب .. وكل الجهد الذي يكرسه للبحث عن كلمات نظيفة وجميلة ومعبرة يذهب سدى لأننا في عصر "أهدر برك" على أنغام صاخبة وراقصة.. والكارثة –كما قال صاحب الأغنية الذائعة الصيت "رولي .. رولي يا البيضا" أن الجيل الجديد من المغنيين يحترف "خطف الأغاني من أصحابها دون إذن أو خجل أو وجل واعادتها، في الوقت الذي تشهد ظاهرة القرصنة ذروة ازدهارها في السوق.. وعن جديده أوضح في اتصال بالنصر، بأنه طرح منذ حوالي شهر ألبوما غنائيا يحمل عنوان الأغنية الرئيسية فيه وهو: "قالوا الشغل لمليح يطول" ويتضمن 8 أغنيات تعالج مواضيع اجتماعية وعاطفية ومن بينها أغنية تواكب موسم الأعراس والأفراح عنوانها "العريس" كتحية وتهنئة لعرسان صيف 2011 بعد أن أهدى في الصيف الماضي أغنية "البشبوشة" للعرائس. وبخصوص تصنيف أغانيه في خانة "سطايراي" وهو مزيج من اللونين السطايفي والراي، شرح بأنه لا يعترف بأي شيء اسمه "سطايراي مؤكدا بأن أغانيه تنتمي للطابع السطايفي الخفيف، وهذا اللون –حسبه- ولد بالعلمة وانتقل الى سطيف ثم الى قسنطينة وسكيكدة، مسقط رأسه وكلما تحتضنه منطقة يضفي عليها أبناؤها من الفنانين بصمتهم الخاصة. واشار الى أن الاقبال كبير جدا على هذا الطابع الذي أصبح أحد رموز الغناء والموسيقى بشرق البلاد، وعندما سألناه عن مدى تأثير بداياته "الرايوية" على آدائه للسطايفي، صمت هنيهة، ثم أسر الينا بأن الحنين يشده الى ذاك الزمن الجميل عندما كان أهله يضربونه ويوبخونه لكي يبتعد عن الغناء ويواصل دراسته.. وحلق بعيدافي فضاءات الذكرى قائلا: "بدأت أغني وأنا طفل صغير جدا وعندما بلغت ال 11 من عمري حفظت عن ظهر قلب أغاني عبد الله مناعي التي كنت أحبها كثيرا، وتوقفت عن الدراسة لدى بلوغي ال 16 لكي أتفرغ للغناء، عشقت أغاني المرحوم حسني وبدأت أؤدي الراي وطرحت أول ألبوم رايوي خاص بي سنة 1999، لكنني اعتبر انطلاقتي الفنية الحقيقية في 2005 عندما توجهت للون السطايفي". واعترف بأنه لا يزال يعشق الراي ويجد نفسه وتتفجر قدراته عندما يؤديه، لكن اضطر للاذعان لمتطلبات السوق ورغبات المنتجين والجمهور كما أن السطايفي يرمز لمنطقة الشرق الجزائري التي ينتمي اليها وواصل اعترافاته. "لم أندم طيلة مساري الا عن أداء أغنية واحدة عنوانها "سربي يا لخضر" سجلتها في ألبوم "عشقك صعيب" سنة 2008، كانت غلطة وورطة فمضمونها يتنافى تماما مع أخلاقي ومبادئي بعض المحيطين بي شجعوني على ارتكابها، فتهورت..". واستدرك قائلا: "المؤسف أن الغالبية العظمى من الجمهور لن تركز على كلمات الأغنية التي ندمت عليها ولا الأغاني التي صنعت شهرتي ونجاحي مثل "عمري كي جات" و"اعطيني كلمة" وقبلهما "رولي يا البيضا" بالنسبة للأغنية الأخيرة لم يفهم الكثيرون بأنها عبارة عن مناجاة وافضاء سائق يقطع مسافة طويلة لسيارته البيضاء .. وليس لامرأة.. اننا في عصر "أهدر برك" على أنغام صاخبة الذوق في انهيار والمستوى في انحطاط.. الجمهور يقيس نجاح أية أغنية بمدى إثارتها لرغبته في الرقص وتحريك الجسد، أي أنه يسمح بخصره قبل أذنه.. ومن يبحث ويتعب في البحث عن كلمات نظيفة ومعبرة يمكن أن يستمع اليها افراد العائلة معا، يجد أمامه معادلة صعبة التحقيق.." وشرح بأنه يضطر في حالات كثيرة للتنقل من مكان لآخر للبحث عن كلمات وألحان مناسبة ويقضي اسابيع طويلة في حفظها والتحضير لتسجيلها.. وبعد يوم من طرحها في ألبوم، يعيدها مغن جديد على طريقته وهو يتفرج ولا يستطيع –حسبه- أن يفعل أي شيء أمام اهدار جهده كما يتكفل القراصنة ب "قتل" الألبوم في نسخ تغرق السوق وأشار من جهة أخرى الى أنه عصامي لم يدرس الموسيقى، لكن لديه محاولات في كتابة الكلمات والتلحين وقد بدأ مساره الفني مع الفنان المعروف عمر جوماطي ولا يزال يواصل الدرب الى جانبه، وقد استعان في ألبومه الأخير بمجموعة من الشباب المبدع. وأعرب عن تذمره من وضع الفنان الجزائري، معلنا بأنه لو وجد عملا مهما كان نوعه في المسرح أو دور الثقافة لانتهت معاناته من "التطياش" في الأعراس ! –على حد تعبيره- فهو لا يملك أي دخل آخر، واذا لم يغن لا يستطيع توفير "الخبزة" لزوجته وأبنائه الثلاثة.. وشدد: "إذا طرحت البومات تتم قرصنتها ويؤدي من هب ودب أغنياتي، دون اذني واذا غنيت في الأعراس لا اشعر بالراحة لأنني لست في مكاني، لكنني مضطر لذلك لأتمكن من إعالة ابنائي.. كل هذه المعطيات جعلته يفكر في ركوب موجة ال "لايف" على غرار الكثير من زملائه، وشرح بأن هذه الطريقة تجعله يضرب عصفورتين بحجر واحد. فأثناء احيائه لعرس أو "قعدة" فنية عائلية يسجل بشكل مباشر كل الأغاني التي يؤديها ثم يطرحها في ألبوم كل من يستمع اليه يستحضر "القعدة" أو العرس. واضاف بأنه بصدد التحضير لإعادة باقة من أغنيات الشاب نصير، ابن العلمة، ليسجلها في ألبوم "لايف" سيطرحه بعد رمضان واستطرد قائلا بأنه سيحيي مجموعة من الحفلات في اطار تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، وسيشارك في فعاليات مهرجان جميلة المقبل وبروزنامته جولة فنية ستنقله الى فرنسا.