ليلة هادئة خلال احتفالات رأس السنة في قسنطينة كانت الساعة تشير إلى الخامسة والربع من مساء أول أمس الأحد، عندما انطلقت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، بقيادة المقدم أوكالي رضا، لمعاينة ومتابعة عمل الفرق الإقليمية الموزعة عبر المحاور والطريق السيار ومداخل التجمعات الكبرى، لتأمين الطرقات والنقاط السوداء تزامنا مع بداية السنة الميلادية الجديدة 2018، و هي خرجة شاركت فيها النصر و تبيّن من خلالها أن الليلة مرّت بهدوء. وحسب المقدم رئيس أركان المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، فقد عُقد اجتماع قبل حلول نهاية السنة، ضبطت خلاله كافة التحضيرات الخاصة بتأمين الأشخاص والممتلكات تزامنا والمناسبة، خاصة مع الارتفاع الكبير المسجل في الحركية سواء بالنسبة للراجلين أو المركبات خلال العطلة الشتوية، ما استدعى وضع مخطط خاص يتزامن والمناسبتين، بتسخير كامل الوحدات المتاحة ماديا وبشريا، على غرار وحدات فصيلة أمن التدخل، الثنائيات السينوتقنية «الكلاب المدربة» وفرق الدرك الوطني لأمن الطرقات، الموزعة عبر البلديات ال12، لمراقبة السيارات المشبوهة وحتى الأشخاص، والحيلولة دون وقوع مشاكل تخل بالنظام والأمن العام، والسماح للمواطن بالراحة والاستجمام وحتى الاحتفال بكل أمان. الوجهة الأولى كانت مفترق الطرق بحي زواغي، وهو محور كثيف الحركة خصوصا باتجاه المدينة الجديدة علي منجلي، التي تضم قرابة 400 ألف ساكن و تتوفر على مساحات التسوق الكبرى وكذا الفنادق، حيث فضلت العديد من العائلات تناول وجبة العشاء خارجا كسرا للروتين، و قد تواجد عناصر الدرك الوطني لتسهيل حركة المرور، من جهة، ومراقبة المركبات المشتبه في نقلها لكميات كبيرة من المشروبات الكحولية وحتى المخدرات، إضافة إلى الجانب الوقائي والتذكير باحترام قوانين المرور، كعدم السياقة في حالة سكر ووضع حزام الأمان واحترام السرعة المقيدة قانونا. توجهنا رفقة الموكب و تحت إشراف المقدم أوكالي رضا، نحو حديقة التسلية واللعب المخصصة للأطفال بطريق المطار، حيث تواجدت العائلات رفقة الأولاد لقضاء ساعة للراحة واللعب، اغتناما لفترة العطلة الشتوية والعطلة مدفوعة الأجر، بالنسبة للأولياء، وأبدت الأسر ارتياحا كبيرا للتواجد الأمني الكثيف منذ مساء يوم الأحد، خاصة لعناصر الدرك الوطني، ما جعل عشية الاستجمام تمتد إلى غاية الساعات الأولى من الليل، دون تسجيل تجاوزات أو اعتداءات على الأفراد بالمكان. المحطة الثالثة كانت مفترق الطرق نحو جامعة قسنطينة 3، وهو محور حساس ومنفذ أساسي للداخلين والخارجين من المدينة الجديدة علي منجلي، ليلتقي المقدم رضا أوكالي في الميدان مجموعة من الضباط السامين وأعوان الدرك من مختلف الرتب، مهمتهم الأساسية الحفاظ على الأمن عبر الطرقات وتفتيش السيارات المشبوهة، والمراقبة العادية للوثائق، حيث قدم توجيهات لهم، واستفسر عن الوضع العام بمختلف نقاط المراقبة والحواجز الأمنية للدرك الوطني، التي وضعت خصيصا في عدد من النقاط الحساسة للتحكم في الوضع، على الرغم من عدم تسجيل أي انفلات أو حجز ممنوعات لدى السائقين. و رغم عطلة الشتاء واحتفالات رأس السنة، إلا أن وحدات الدرك الوطني كانت حاضرة في الميدان، لتأمين تغطية أمنية شاملة ل 24/ 24 ساعة، ضمن نظام المناوبة، وتغيير المجموعة كل ثمانية ساعات، حيث يضحي الأعوان براحة العائلة والأبناء، إلى جانب راحتهم الشخصية، لتأمين ظروف ملائمة وحسنة للمواطن حتى يحس بالطمأنينة، وهو سؤال أجاب عنه المقدم والضباط الحاضرون «مهمتنا تأمين المواطن الجزائري، نعلم ما ينتظرنا دوما». وجاءت النقطة الأخيرة في الخرجة الميدانية لمعاينة مراقبة سير المركبات وتأمين سلامة المواطن، بغابة المريج، ولم يسجل حضور للمواطنين بعدما تجاوزت الساعة وقت صلاة العشاء، كما أفاد المقدم رئيس أركان المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، أن النشرات الإخبارية والفواصل الإشهارية والتذكير بالانتشار الأمني للدرك عبر مختلف قنوات الاتصال والإعلام، على غرار التلفزيونات والجرائد والإذاعة، جاء بمثابة رسالة واضحة لمثيري الشغب والراغبين في الاحتفال خارج القانون بالابتعاد عن محيط تواجد العائلات والتغطية الأمنية، وهو ما سمح بمرور ليلة الاحتفال برأس السنة بكل هدوء. بعد ذلك عدنا رفقة المقدم أوكالي رضا إلى قيادة المجموعة الإقليمية للدرك، متمنيا عاما بدون مشاكل ولا حوادث مرور، خصوصا، ومشددا على أن دور الدرك الوطني هو الحماية والوقاية والسلامة، وليس الردع فقط.