منع الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة من الحج قرر الديوان الوطني للحج والعمرة بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان إخضاع الحجاج الجزائريين لفحص طبي قبلي على مستوى المطارات التي ستنطلق عبرها الرحلات باتجاه المملكة العربية السعودية، للتأكد من الوضع الصحي للحجاج، وكذا لمنع النساء الحوامل والمصابين ببعض الأمراض المزمنة التي لا تسمح لأصحابها بأداء المناسك من السفر إلى البقاع المقدسة. وجاء هذا الإجراء وفق ما صرح به المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة للنصر، بهدف الحد من التجاوزات التي تسجل في كل موسم، بسبب إخفاء عديد الحجاج حقيقة الأمراض المصابين بها، خاصة ما تعلق بالعجز الكلوي وأمراض القلب على اللجان الطبية التي تتولى معاينة المرشحين لأداء المناسك، فضلا عن إخفاء مدة الحمل بالنسبة للنساء، وأوضح المصدر بأن أطباء أخصائيين سيعاينون الحجاج قبل امتطاء الطائرة، بغرض تجنب وقوع مضاعفات صحية خلال أداء المناسك، فضلا عن الحرص على الحفاظ على صحة الأم والطفل بالنسبة للحوامل، إذ تم توجيه تعليمات صارمة للجان الطبية بمنع النساء الحوامل وحتى وإن كن في الأشهر الأولى من أداء هذه الفريضة، بعد أن تم تسجيل حالتي ولادة السنة الماضية بالبقاع المقدسة، علما أن الحاج يخضع لفحص أولي على مستوى العيادات الطبية كشرط للحصول على تأشيرة ودفتر الحج، وسيتبعه لأول مرة فحص طبي آخر على مستوى المطارات، كما قرر الديوان تدعيم الفرق الطبية التي سترافق الحجاج إلى البقاع بمختصين في الأمراض المعدية، خشية ظهور فيروسات جديدة قد تنتقل بين صفوف الحجاج على غرار مواسم سابقة. وبشأن سير موسم الحج المقبل، طمأن السيد عزوزة باتخاذ كافة التدابير، من بينها تدعيم أعضاء البعثة بمختصين في تقديم الفتوى للحجاج، بهدف تحصين الحجاج الجزائريين من التيارات الدخيلة، موضحا بأن جهودا بذلت من أجل تمكين لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية من العمل على مدار الساعة في البقاع المقدسة، لتقديم الفتوى الصائبة، إضافة إلى القيام بحملة تحسيسية مسبقة عن طريق القنوات الإعلامية والأنشطة الجوارية، والأهم من ذلك حسن انتقاء أعضاء البعثة وكذا لجنة الفتوى، التي ستكون قريبة من الحاج في مكة والمدينة ومنى، وأبدى المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة ارتياحا لدرجة الوعي التي بلغها الفرد الجزائري بصورة عامة بشأن المسائل الدينية، موضحا بأن التواصل سيكون دائما ومستمرا ما بين الحجاج و الأئمة والمرشدين الدينيين. وبخصوص موسم العمرة، سجل المتحدث ارتفاعا محسوسا في العدد الإجمالي للمعتمرين الجزائريين منذ بداية الموسم الذي ينطلق عادة مع المولد النبوي الشريف، وذلك رغم الرسوم التي فرضتها وزارة الحج السعودية والمقدرة قيمتها ب 2000 ريال عن كل معتمر، موضحا بأنه تم تسجيل زيادة بحوالي 7000 معتمر مقارنة بالسنة الماضية، حيث تم منح لغاية الآن 240 ألف تأشيرة من قبل السفارة السعودية للمعتمرين الجزائريين، في انتظار أن يشهد هذا العدد ارتفاعا خلال شهري شعبان ورمضان، حيث يكثر الطلب على أداء العمرة على مستوى الوكالات السياحية المختصة في هذا المجال.ويتوقع السيد عزوزة أن يساهم صالون الحج الذي تنطلق فعالياته في طبعتها الثالثة غدا بالعاصمة، إلى جانب قافلة الحج المبرور التي ستجوب مختلف الولايات، في تكوين الحجاج وتلقينهم الطريقة الصحيحة لأداء المناسك بشرح كافة مراحلها، مع تنظيم جملة من الأنشطة، من بينها وضع مجسمات للكعبة سيطوف حولها المرشحين لأداء الحج، كما سيسمح الصالون بإثارة الجو التنافسي ما بين الوكالات السياحية لتشجيعها على تقديم أحسن الخدمات لفائدة الحجاج وتنظيمهم بأفضل طريقة، فضلا عن بث ومضات إشهارية عبر القنوات التلفزية بشأن كيفية القيام بالمناسك، وكذا طبيعة السلوكات والتصرفات التي ينبغي أن يلتزم بها الحاج الجزائري في البقاع المقدسة، وما يجب أن يتفاداه، وبحسب السيد عزوزة فإن إنجاح الموسم لا يتحقق إلا بالتفاعل ما بين أعضاء البعثة والحجاج في إطار من الانسجام والتنسيق.