أقدم سكان بلدية المهير على بعد حوالي 35 كيلومتر غرب ولاية برج بوعريريج على غلق الطريق الولائي رقم 60 أ ابتداء من يوم أمس الأول ، احتجاجا على تفاقم أزمة المياه التي استمرت لأسابيع و زادت حدتها خلال الأسبوعين الأخيرين ، أين تم توقيف تزويد سكان البلدية من الآبار و المنابع المائية المتواجدة ببلديتي المنصورة و الياشير القريبتين ، في حين كانت البلدية تستعين بهذه المنابع لتزويد سكانها بالمياه بواسطة شاحنات مزودة بصهاريج استفادت منها مؤخرا لتجاوز أزمة العطش التي تميز البلدية في كل فصل صيف بالنظر إلى شح المياه الباطنية عبر قرى و مركز البلدية ، إضافة إلى امتزاج الموجود منها بمادة الكبريت . و قد عبر المحتجون عن يأسهم من الوعود التي بقيت تتكرر على مدار العشرية الأخيرة بتزويد المنطقة من سد تليسديت دون تجسيد ، بالإضافة إلى عدم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الأزمة رغم التجارب السابقة و علم جميع السلطات في الولاية بمشكل شح المياه ، ما دفع بالسكان إلى غلق الطريق و سد حركة السير للمسافرين المتنقلين عبر ولايتي البرج و المسيلة و بقائهم بمكان الاحتجاج طيلة الليلة الماضية ، الأمر الذي عرقل حركة السير و شكل متاعب للمسافرين . من جهة أخرى أوضح المحتجون أن الأزمة امتدت لتطال أصحاب الجرارات في ظل الطلب المتزايد عليهم و نقص منابع التموين بعد رفض أصحاب الآبار المتواجدة بالمنصورة و الياشير تزويدهم بهذه المادة الأساسية ، مع اشتداد موسم الحر و ارتفاع درجات الحرارة ، التي تؤثر على منسوب المياه بالتراجع إلى أدنى مستوياته ، فيما يتحصل بعض السكان من المحظوظين على مياه الصهاريج مقابل دفع مبالغ تصل حدود الألف دينار . رئيس البلدية من جهته أوضح أن الاحتجاج كان متوقعا في ظل النقص الحاد للمياه و ذلك لانعدام المياه الجوفية الصالحة للشرب بالمنطقة و الاصطدام بنوعية المياه الملوثة و الممزوجة بمادة الكبريت في معظم مشاريع حفر التنقيبات ، و زادت الوضعية سوء حسب ذات المتحدث بسبب تعطل المضخة في بئر بوطويل لانخفاض شدة التيار الكهربائي ، ما خلف أزمة نقص في التموين بالمياه يصعب تجاوزها بالإمكانيات المتوفرة .