سكان القرى يغلقون مقر البلدية و يحاولون حرق الأرشيف اقتحمت أمس مجموعة من الشبان مقر بلدية الرابطة الكائنة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج ، مستغلين احتجاج سكان قرى أم الديسة و الفراحتية ، أين قاموا برشق المقر بالحجارة و كسر النوافذ الزجاجية و اقتحام مصلحة الأرشيف في محاولة لحرقها إضافة إلى الاستيلاء على أجهزة الإعلام الآلي بما فيها الجهاز الخاص باستخراج شهادة الميلاد المعدة للوثائق البيوميترية " أس 12 " . موازاة مع ذلك قام سكان قريتي أم الديسة و الفراحتية الكائنتين بذات البلدية بغلق مقر البلدية و الطريق ، احتجاجا على ظروف معيشتهم المزرية و انعدام أدنى مظاهر التنمية بمنطقتهم رغم الوعود المعسولة التي ما فتئت السلطات المحلية أن توجهها للسكان في كل مرة و قد أقدم المحتجون على غلق مقر البلدية منذ الساعات الأولى من صباح أمس مانعين العمال من الالتحاق بمناصب عملهم ، كما قاموا بغلق الطريق الرابط بين بلديتي الرابطة و الحمادية ، ما أدى إلى شل حركة السير و تعطيل مصالح المواطنين المتنقلين إلى أماكن عملهم أو لقضاء حاجياتهم من عاصمة الولاية . و عبر المحتجون عن يأسهم من الوعود التي بقيت تتكرر على مدار السنوات الفارطة من دون تجسيد ، في وقت لازال سكان القريتين يعانون من مشاكل بدائية ، حيث لازالت منازلهم تفتقر إلى شبكة الصرف الصحي ، ما يهدد صحتهم و صحة أبنائهم بالمخاطر الناجمة عن الصرف العشوائي للمياه القذرة و الأوساخ و الانتشار الفوضوي لحفر الردم التقليدية ، فضلا عن تدهور وضعية الطرق و المسالك المؤدية إلى تجمعاتهم السكانية على مسافة تزيد عن ال 07 كيلومترات . من جهة أخرى طالب المحتجون بتفعيل دور قاعة العلاج و إعادة بعث نشاطها بعد أن تحولت إلى هيكل من دون روح ، حيث اكتملت بها الأشغال و أصبحت جاهزة منذ سنوات دون افتتاحها ، إضافة إلى مطالبتهم بربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي و توفير المياه بالشكل الكافي في وقت يعرف توزيع هذه المادة الأساسية حسب السكان تذبذبا كبيرا و انقطاعا لفترات طويلة ما يزيد من متاعبهم في البحث عن توفير الماء من المنابع القريبة او بشراء الصهاريج . و قد حاول رئيس البلدية و السلطات المحلية احتواء الوضع بالدخول في حوار مع المحتجين غير أنهم رفضوا ذلك و أصروا على مواصلة احتجاجهم إلى حين مقابلة السلطات الولائية و الحصول على ردود مقنعة . و أكد رئيس البلدية على تسجيل مشروع لربط مساكن هاتين القريتين بشبكة الصرف الصحي ، حيث ستنطلق الأشغال خلال الشهر المقبل ، إضافة إلى تسجيل مشروع الطريق ، مشيرا إلى الخلافات الحاصلة بين أعضاء المجلس البلدي و كذا إلى إمكانية وجود مناورات بدأ التحضير لها تحسبا للمواعيد الانتخابية المقبلة .تبقى الإشارة إلى تلقي رئيس البلدية لتحذير شديد اللهجة من طرف والي الولاية في الزيارة الأخيرة التي قادته إلى المنطقة ، أين خير أعضاء المجلس البلدي بما فيهم المير بين العمل على دفع وتيرة التنمية و التفرغ لانشغالات المواطنين بعيدا عن خلافاتهم و صراعاتهم الداخلية ، أو اتخاذ قرار بتوقيفهم نهائيا .