تعرضت عدة مناطق فلاحية بالجهة الشرقية لولاية بسكرة، هذه الأيام، إلى موجة جليد تسببت في إتلاف مساحات زراعية شاسعة كبدت الفلاحين خسائر مادية معتبرة، بعد أن تفحمت مئات الهكتارات المغروسة بمختلف أنوع الخضروات حسب عدد من الفلاحين بمنطقتي عين الناقة و مزيرعة. و أكد بعض المتضررين في حديثهم للنصر، أن التلف مس الزراعات المحمية التي سجل بها تضرر كبير للفلفل الطماطم و البازلاء (الجلبانة) و الفول ... مضيفين بأنهم يبذلون جميع جهودهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بإمكانياتهم الخاصة، مبدين تخوفهم من استمرار الانخفاض الكبير في درجات الحرارة ليلا و من بعض الأمراض التي ستنتشر عقب هذه التقلبات الجوية و التي ستكبدهم خسائر مادية مضاعفة هم في غنى عنها، في ظل جملة الصعاب التي تواجههم بشكل يومي. في المقابل، أجبرت هذه الوضعية بعض المتضررين على بيع محاصيلهم الزراعية بأثمان زهيدة لأصحاب المواشي، بعد أن تم تخصيص مساحاتها لرعي القطعان و هو ما ساهم في تقليص نسبة إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المنطقة. و تحدث فلاحون عن صعوبات في تحقيق نتائج جيدة تكون عاملا محفزا لهم في تطوير إنتاجهم رغم أهمية ما ينتجون في تزويد السوق المحلية و الوطنية بمختلف أنواع الخضر. و في سياق ذي صلة، دق الكثير من الفلاحين ناقوس الخطر جراء ما يعانونه من مصاعب يومية إثر انعدام مياه السقي، ففي بعض المناطق، أدى نقص مياه السقي إلى هلاك أشجار النخيل و الزراعة الحقلية في مناطق من بلديتي الحوش و الفيض، بحيث يشكو الفلاحون من انعدام كلي لمياه السقي جراء انخفاض منسوب المياه الجوفية و قلة التساقطات المطرية منذ أكثر من عامين. من جهة أخرى، طالب مئات الفلاحين الجهات المختصة بالتدخل و إنجاز مصدات الرياح لمواجهة التحديات البيئية، خاصة الرياح المحملة بالأتربة التي كبدتهم في الكثير من المرات خسائر مادية فادحة، في ظل ما تتوفر عليه المنطقة من مقومات أهلتها لأن تكون قطبا زراعيا بامتياز.