رفض قادة الحركة الاحتجاجيّة في السودان، أمسالأربعاء، عرض المجلس العسكري الإنتقالي الحاكم للتفاوض، مطالبين بالعدالة بعدعمليّات قمع أوقعت 108 قتلى على الأقل منذ الإثنين حسب لجنة الأطباء المركزية. وقال أمجد فريد، المتحدّث باسم تجمّع المهنيّين الذي قاد الاحتجاجات، إنّ "الشعب السوداني ليس منفتحاً على الحوار، والشعب السوداني ليس منفتحاً على هذا المجلس العسكري الانتقالي الذي يقتل الناس، ونحن بحاجة إلى العدالة والمحاسبة قبل التحدث عن أي عملية سياسية". ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث قوله إن التجمّع وقوى الحرّية والتغيير "سيُواصلان استخدام كلّ الأساليب السلميّة والعصيان المدني في مواجهة المجلس العسكري الانتقالي". وجاء الرفض بعدما أكّد نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو الذي يقود "قوات الدعم السريع"، أنّ البلاد لن تنزلق إلى "الفوضى". وقال دقلو المعروف ب"حميدتي" في خطاب متلفز "لن نسمح بالفوضى ولن نرجع بقناعتنا... يجب فرض هيبة الدولة بالقانون"، مشيرًا إلى ضرورة "فتح الطرق الرئيسية (وإزالة) المتاريس والطرق العرضية". وكانت "قوّات الدعم السريع"، وهي مجموعات مسلّحة يَصفها كثيرون بأنّها نسخة معدّلة لميليشيات الجنجويد المتّهمة بارتكاب فظاعات في دارفور، قد قامت يوم الإثنين بفضّ اعتصامٍ أمام مقرّ قيادة القوّات المسلّحة بالخرطوم كان يُطالب بتسليم السُلطة إلى المدنيّين. وأعلنت لجنة الأطبّاء المقرّبة من المتظاهرين، أمس الأربعاء، مقتل 108 أشخاص على الأقلّ منذ الإثنين في حملة القمع، بينهم 40 عثِر على جثثهم في مياه نهر النيل، مشيرةً إلى سقوط 326 جريحًا أيضًا جرّاء أعمال القمع. ورغم القلق الدولي المتزايد إزاء ما يصفه المتظاهرون ب"المجزرة الدموية"، فشلَ مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء ، في إدانة قتل مدنيّين وبإصدار نداء دولي ملحّ لوقف فوري للعنف في هذا البلد، وذلك بسبب اعتراض الصين مدعومةً من روسيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيّون.