يناشد سكان حي حسين لوزاط القصديري بمدينة سكيكدة، السلطات الولائية بالتعجيل في ترحيلهم، و تخليصهم من «جحيم» العيش داخل بيوت من الصفيح يتقاسمون داخلها الحياة مع الثعابين والفئران، في مظاهر بائسة لا تليق بالبشر، مبدين في الوقت ذاته استغرابهم لتأخر أشغال التهيئة الجارية بموقع السكنات الجديدة. هذا التجمع الذي تطلق عليه تسمية «الحي المنسي»، لم يشفع موقع تواجده على بعد أمتار من مقر الولاية، في أن يلفت انتباه المسؤولين طيلة عقود، حيث بقي «مهمشا» بحسب قاطنيه، رغم الحصص السكنية التي كانت توزع في سنوات سابقة، لتظل العائلات تعاني في صمت. الحي الذي زارته النصر، عبارة عن أكواخ قصديرية متداخلة، قلما تجد أروقة تفصلها عن بعضها البعض، فيخيل لك أنك تتجول في إسطبلات بسبب انتشار الأوساخ والقاذورات المتناثرة هنا وهناك في غياب حاويات كافية لرمي القمامة. وذكر مواطنون بالحي أن حياتهم في الصيف أشبه بالجحيم بسبب الحرارة المرتفعة، حيث يتعذر عليهم تشغيل المكيفات نتيجة لضعف شدة التيار، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية باستثناء بعض الأعمدة الكهربائية التي لا تكفي لتغطية التجمع بأكمله، فيغرق في الظلام الدامس ليلا، ما حرم على الشباب قضاء السهرات لا سيما في ظل انتشار الثعابين والفئران التي أصبحت تقاسمهم العيش في الأكواخ. و يعتمد السكان في إنارة أكواخهم، على جلب أسلاك كهربائية على مسافة تزيد عن 500 متر، و ذلك بطريقة متداخلة وتشكل خطرا كبيرا على العائلات، حيث كثيرا ما تسببت حسب ما ذكر السكان، في حدوث شرارات كهربائية. أما في الشتاء فإن العائلات لا تعرف طعم النوم و تعيش حالة متواصلة من الفزع، مخافة من الرياح التي تؤدي إلى اقتلاع الأسقف القصديرية وكثيرا ما تتسبب في متاعب كبيرة للسكان، كما تُركت عائلات دون مأوى نتيجة لسيول الأمطار التي تجتاح البيوت. أحد المواطنين أكد لنا بأن شيوخا عاشوا في حسين لوزاط منذ فترة الاستعمار، و ماتوا فيه قبل أن ينعموا بالاستفادة من سكن يأويهم، مشيرا إلى أن الشباب بهذا الحي يرفضون الزواج ومنهم من بلغ الخمسين بسبب أزمة السكن. وطرح السكان أيضا قضية الماء الذي يبقى من أبرز المشاكل الأساسية، نتيجة للتذبذب الحاصل في عملية التوزيع، حيث تصل مدة الانقطاع أحيانا إلى أزيد من أسبوع، لا سيما عند حدوث الأعطاب في فصل الصيف، علاوة على مشكلة المواصلات إذ يعزف سائقو سيارات الأجرة وحتى «الفرود» عن التنقل للحي بسبب تدهور الطرقات وانعدام التهيئة على مستواها. وجدد السكان مطلبهم للسلطات الولائية بالتعجيل في ترحيلهم إلى شقق جديدة قبل الدخول المدرسي القادم، و ذلك حتى يتسنى لهم تسجيل أبنائهم في المدارس الجديدة، فيما كان والي سكيكدة درفوف حجري قد أكد في بيان صدر مؤخرا، بأن ملفات المرشحين للاستفادة من السكن العمومي الايجاري توجد قيد الدراسة، على أن تضبط القوائم الخاصة بهم لاحقا، كما أكد بأنه سيسهر شخصيا على منح سكن لكل من له الأحقية في الاستفادة و ذلك في أقرب الآجال الممكنة.