محامون جزائريون يدينون جريمة احراق العلم الوطني بمصر ويطالبون بمحاكمة الجناة استنكر أمس العديد من المحامين ورجال القانون ما أقدمت عليه نقابة المحامين المصريين بحرق الراية الوطنية الجزائرية ونعت الجزائريين بأبشع الصفات. وعبر هؤلاء عن رفضهم التام وعدم قبولهم المساس برموز الهوية الوطنية، وقال الاستاذ المحامي مصطفى أنور النقيب الجهوي لمحامي قسنطينة في تصريح للنصر أنه سيتم في حالة اقتضاء الأمر مقاطعة كل المحامين المصريين ونقاباتهم لأنهم أصيبوا بعقدة التفوق على كل العرب في الوقت الذي تراجع فيه دور مصر الاقليمي لصالح دول أخرى في المنطقة وقال أنه سيتم اصدار بيان اليوم للرد على نقابة المحامين المصريين، وكذب السيد أنور أن تكون هناك أي امكانية للمحامين المصريين للتوجه لهيئات دولية من أجل رفع دعاوى على الجزائر لأن هذه الهيئات لديها ما تنشغل به أكثر من الإدعاءات المصرية غير المؤسسة. وقال في المقابل أن كل المحامين الجزائريين مجندون ومستعدون للوقوف في وجه أي تحرك مصري في هذا الاتجاه، مذكرا من جهة أخرى أن نظام النقابات الخاصة بالمحامين في مصر، يختلف عن نظيره في الجزائر حيث توجد أكثر من 13 نقابة مستقلة بالاضافة الى محامين تعينهم الإدارة ولا يخضعون للنقابة وبالتالي يصعب الأمر للتحكم في كل المحامين. أما المحامين خبابة عمار من نقابة العاصمة فعبر عن استغرابه واندهاشه من عدم مراعاة المصريين لحرمة شهر ذي الحجة والعشر الأوائل منه ولا لحرمة التاريخ المشترك وقال أنه كان يلتمس العذر لمن يظهرون كل يوم في الفضائيات ويشتمون الجزائريين، أما أن تقوم نخبة مصر ومحاموها بهذه التصرفات فذلك تجاوز لا يحق السكوت عنه ، ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يلجأ الرعايا الجزائريون في مصر الى المحامين لانصافهم ورد حقوقهم فهاهم يفاجئوننا حيث اصبحوا أطرافا في هذه القضية كما قال. وأضاف الاستاذ خبابة عمار في اتصال للنصر أن المحامين الجزائريين أمام هذا الموقف العدائي يطالبون النقابة المصرية بتحمل مسؤوليتها والكشف عن أسماء هؤلاء المحامين الذين تجرأوا على احراق الراية الوطنية الجزائرية، وذلك حتى يتسن للدولة الجزائرية رفع شكوى ضدهم أمام المحكمة المصرية اذا كان لايزال هناك قانون في مصر كما أضاف. كما يطالب المحامون الجزائريون أيضا باحالة الفاعلين على هيئة أو مجلس الانضباط والتأديب التابع لنقابة المحامين المصريين، وكشف السيد خبابة عن مساعي يقوم بها محامون في شرق ووسط البلاد من اجل رفع طلب إلى جميع منظمات المحامين الجهوية والاقليمية والدولية بهدف تعليق عضوية نقابة المحامين المصريين حتى تستجيب لمطلب الكشف عن أسماء مرتكبي هذه الجريمة في حق رموز الهوية الوطنية، ثم احالتهم على مجلس التأديب والانضباط، واذا لم تستجب النقابة المصرية فسيتم التصعيد والمطالبة بإقصائها وطردها من كل المنظمات المهنية الدولية للمحامين وخاصة اتحاد المحامين العرب لأنهم - كما قال - لا يشرفون هذه المهنة النبيلة. وذكر الاستاذ عمار خبابة في الأخير بنصيحة المحامي الفرنسي الشهير الذي دافع عن الثورة التحريرية جاك فيرجاس والذي قال أنه كلما ابتعدت المحاماة عن السياسة كلما حافظت على نبلها. ومن جهته قال المحامي بن هدان عمار من نقابة قسنطينة ان كل المحامين اندهشوا من هذه التصرفات الصادرة من نظرائهم المصريين واعتبرها مساسا وتعديا من الناحية القانونية على السيادة الوطنية وقال أن المحامين الجزائريين يترفعون عن مثل هذه الاساليب الهمجية ويحتفظون بحقهم في مقاضاة هؤلاء الذين شوهوا مهنة المحاماة النبيلة، مشيرا إلى أن الجزائر دولة مؤسسات وأنه سيتم بعد التشاور مع مختلف الجهات اتخاذ الاجراءات اللازمة للرد، ويمكن أن يصل الأمر الى منظمة الاممالمتحدة لأنه أمر خطير وجريمة ان يتم احراق علم بلد مسلم وعربي.