الصينيون يفوزون بمشروع إنجاز جامع الجزائر الكبير فاز المجمع الصيني العمومي "سي.أس.سي. أو.سي" بصفقة انجاز جامع الجزائر الكبير بعدما قدم عرضا ماليا قدر ب 1,03 مليار يورو، متجاوزا بذلك العرضين المقدمين من طرف مجمع جزائري- إسباني وآخر إيطالي –لبناني. كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس أن عملية فتح العروض المالية المقدمة لانجاز جامع الجزائر الكبير التي جرت مساء أول أمس أفضت إلى فوز مجمع صيني عمومي بالصفقة مقابل عرض مالي يقدر ب 109 ملايير دينار، أي ما يعادل 1,03 مليار يورو،في آجال حددت ب 48 شهرا. وقد تفوق المجمع الصيني المذكور على منافسين اثنين له هما المجمع الجزائري الاسباني الذي يضم شركة كوسيدار العمومية ومجمع حداد الخاص ومجموعة "أف.سي سي" الاسبانية، ومجمع إيطالي –لبناني، فقد قدم المجمع الأول عرضا ماليا ب1,3 مليار يورو( 130 مليار دينار) وآجال للانجاز ب 44 شهرا، والمجمع الثاني بلغ عرضه المالي 2,18 مليار يورو، أي ما يعادل 218 مليار دينار مع إتمام الانجاز في ظرف 42 شهرا فقط. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رفقة مسؤولين كبار في الدولة والوزراء المعنيين بانجاز هذا المعلم الحضاري الكبير قد أشرف أول أمس بقصر الشعب على علمية عرض مشروع ومجسم المشروع، ونشير أن علمية فتح الأظرفة الخاصة بالعروض التي جرت في جويلية الماضي قد أسفرت عن اختيار المجمعات الثلاثة المذكورة سلفا لاستيفائها الشروط والمعايير المطلوبة، إلا أن الاختيار وقع في آخر المطاف على المجمع الصيني. ويتربع مشروع جامع الجزائر الكبير على مساحة إجمالية تقدر ب 20 هكتارا ببلدية المحمدية شرق الجزائر العاصم، وهو يطل على البحر وكانت أشغال تهيئة أرضيته قد بدأت في سنة 2008، ويضم هذا الصرح الحضاري 12 بناية منفصلة، وسيتم انجازه وفقا للطراز المعماري العربي الإسلامي والفن المعماري المغربي الذي ينسجم و مدينة الجزائر. وسيضم الجامع الكبير هذا قاعة للصلاه تتسع ل120 ألف مصلي، حيث سيتم انجازها بدورها وفق تصاميم وأشكال ذات علاقة بالفن المعماري المغربي والعربي الإسلامي بصفة عامة. وفضلا عن قاعة الصلاة يحتوي الجامع الكبير للجزائر أيضا على دار للقرآن مخصصة لطلبة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي، أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب، وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين و التجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب و الوسائل السمعية البصرية. ويبقى أهم ما يميز جامع الجزائر الكبير منارته التي تصل إلى علو 300 متر وفق مقاييس المنارات التقليدية المعروفة في منطقة المغرب العربي، وتتوفر المنارة بدورها على متحف للتاريخ، و مراكز بحث في الميادين التاريخية و العلمية، وعلى مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة و ضواحيها على مدار 360 درجة، ولتسهيل راحة المصلين والزائرين و الطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل 6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي و الجزء الغربي من حديقة هذا المعلم. للتذكير كانت الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع التي قدرت تكلفتها بمليار يورو قد أسندت للمجموعة الألمانية "أنجل و زيمرمان" خلال سنة 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية و الدولية لانجاز المشروع.