* سيارات إسعاف خاصة لنقل الطلبة العائدين من الصين وتقنيات لمنع تسرّب الهواء خارج مركز العزل كشف مدير الاستعجالات بوزارة الصحة الدكتور بوعلام شرشالي أمس عن تجهيز مصلحة الحجر الصحي بمستشفى القطار لاستقبال الطلبة الجزائريين الذين سيتم إجلاؤهم من الصين، في حين أكدت مصادر طبية أخرى إمكانية عزل الطلبة بإقامة تقع بعيدا عن التجمعات السكانية مع إخضاعهم للمراقبة الطبية الصارمة لمدة 14 يوما. وأوضح الدكتور شرشالي في اتصال مع «النصر» أن وزارة الصحة قامت بتجهيز مصلحة الحجر الصحي بمستشفى القطار بالعاصمة، تحسبا لاستقبال الطلبة الجزائريين المقيمين بمقاطعة «ووهان» الصينية التي ظهر بها فيروس «كورونا»، بعد أن يتم إجلاؤهم عبر طائرة خاصة بقرار من رئيس الجمهورية، كاشفا عن تنقل فرقة مختصة لمعاينة المصلحة وتفحص الوسائل والإمكانيات المتوفرة على مستواها، مع تجهيز غرفة للإنعاش في حال تسجيل تعقيدات صحية على الوافدين من الصين الشعبية. وطمأن المسؤول بوزارة الصحة باتخاذ كافة الإجراءات لمنع انتشار فيروس كورونا وضمان الصحة العمومية، وأفاد من جهته الدكتور محمد يوسفي رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة، ورئيس نقابة الأطباء الأخصائيين للصحة العمومية، بأنها المرة الأولى التي ستلجأ فيها وزارة الصحة لوضع مجموعة من الأشخاص في الحجر الصحي خشية نقلهم للعدوى، إذ أن العزل كان يخص عددا محدودا من المصابين بأمراض معدية على غرار ما تم اتخاذه بعد ظهور الكوليرا بنواحي تيبازة والبليدة. ويقصد بالعزل منع الشخص من الاحتكاك بالمحيط، وقد يكون ذلك على مستوى عيادة طبية أو مستشفى أو إقامة تقع خارج المناطق الحضرية، وذكر على سبيل المثال فرنسا التي وضعت 180 شخصا تم إجلاؤهم من الصين الشعبية فور ظهور فيروس كورونا بمركز لتمضية العطل لمدة 14 يوما، وهي أقصى فترة لحضانة الفيروس التي تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين. وسيتم تزويد مراكز الحجر بكافة متطلبات الحياة من مأكل ومشرب ووسائل لتمضية الوقت كشاشة التلفاز، حتى لا يتحول المكان إلى سجن للأشخاص الذين يحملون خطر الإصابة بالفيروس، وسيشرف على التكفل بهم طبيا فرق مختصة تقوم بفحصهم يوميا، وفي حال ظهور أعراض المرض كارتفاع درجة حرارة الجسم والإسهال وآلام في المفاصل أو ضيق في التنفس، سيتم وضع المصاب في الإنعاش مع إخضاعه لعلاج مكثف للتخفيف من المضاعفات الصحية إلى غاية الشفاء التام. وأضاف من جهته الدكتور فتحي بن أشنهو مختص في الصحة العمومية في اتصال معه، أن الحجر الصحي يجب أن يخضع لمعايير ومقاييس علمية، من بينها الاعتماد على تقنيات تمنع تسرب الهواء من القاعة التي يقيم بها الشخص إلى الخارج، لأن فيروس كورونا يتنقل هوائيا، ناهيك عن تجهيز الطائرة بتقنيات للتحكم في الفيروس في حال وجد. سيارات إسعاف خاصة لنقل الطلبة وبشأن كيفية استقبال الطلبة المقيمين بمقاطعة ووهان، منذ امتطائهم الطائرة إلى غاية الوصول إلى المطار الدولي بالعاصمة، كشف رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني عن إلزام الطلبة وكذا مرافقيهم وطاقم الطائرة بارتداء الكمامات لأن الفيروس يتنقل عن طريق الهواء، دون الحاجة إلى ارتداء ألبسة واقية أو عازلة. وسيتم نقل الطلبة القادمين من الصين إلى مركز الحجر الصحي عبر سيارات إسعاف تابعة لمصالح الحماية المدينة مجهزة بوسائل خاصة، وبحسب بقاط بركاني فإن العزل قد يكون بإقامة تقع بمنطقة بعيدة عن مراكز المدن والتجمعات السكانية، مع منع تلقيهم الزيارات والاتصالات من الأقارب، وذلك لمدة 14 يوما ليتم الترخيص لهم بالالتحاق بأسرهم ومباشرة حياتهم الطبيعية دون أن يخشوا من الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا، أو نقل العدوى، علما أن أحد الطلبة المقيمين بالصين عاد مؤخرا، واقترح على الوزارة إخضاعه للعزل، مبديا خشيته من نقل الفيروس لأفراد أسرته. وأضاف المصدر بأن وضع القناع هو من بين أهم الإجراءات التي تفرض على القادمين من الصين، من بينهم العمال الصينيون الذين يشتغلون بعدة ورشاء بالجزائر، لكنه نصح بعدم الارتباك أو الخوف من إمكانية الاصابة بالمرض عن طريق العمال الصينيين، على غرار ما تشهده دول أوروبية، لأن إقامتهم بأرض الوطن تعود إلى ما قبل ظهور الفيروس، لكنه انتقدا ما اعتبره تأخرا في تطبيق قرار رئيس الجمهورية بالإجلاء الفوري للطلبة الجزائريين، وما نجم عنه من تأجيل رحلة العودة من قبل السطات الصينية التي قامت بغلق مطار ووهان كإجراء احترازي.