سلطاني: كسرنا التحالف الرئاسي ونجري مشاورات للتحالف مع الإسلاميين كشف أمس رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بأن حركته دخلت في مشاورات متقدمة مع الأحزاب الإسلامية لعقد تحالف معها استعدادا للتشريعيات المقبلة، مبينا بأن قرار الانسحاب من التحالف الرئاسي هو قرار سيّد مكن من فتح ثغرة سياسية متحدثا عن سعي حزبه للاستفادة من تجارب بقية الأحزاب الناجحة في عديد الدول على غرار حزب العدالة والتنمية التركي. أبو جرة سلطاني وعلى هامش إشرافه على الملتقى الجهوي للهيئات الانتخابية لحزبه بولايات الشرق والذي احتضنته دار الثقافة نوار بوبكر بأم البواقي قال بأن قرار انسحاب الحركة من التحالف الذي دخلت فيه بتاريخ السادس عشرة من شهر فيفري من سنة 2004، ليس كما يظن البعض بأنه قرار تكتيكي بل على العكس من ذلك فهو قرار سيد وفك الارتباط مع أحزاب التحالف صدر من أعلى هيئة في الحركة ، والرأي العام حمّل الحركة -يضيف متحدثا- وزر غلق الساحة السياسية من خلال التحالف واليوم فتحت الحركة بانسحابها من التحالف ثغرة سياسية للشعب وكسّرت بذلك التحالف ولو تعاملت تكتيكيا لبقيت في التحالف، وعن السعي للتحالف مع أحزاب إسلامية أوضح أبو جرة بأن المشاورات حاليا متقدمة والحركة استقبلت كل الأطياف التي تمثل التيار الإسلامي ورحبت بالمبادرة وستمضي لآخر المشوار لكل من يمد يده إليها، وبحسب رئيس الحركة فالجزائر أثقل من أن يحملها حزب واحد ومشكلات الجزائر أعقد من أن يسعى لحلها حزب واحد والتحالفات بعد الانتخابات لا مفر منها ويفرضها الصندوق كذلك، سلطاني وفي حديثه عن زيارته الأخيرة لتركيا أشار بأنها تأتي في سياق القانون الأساسي للحزب الذي يتضمن الاستفادة من كل التجارب الناجحة عالميا وتأتي بعد سلسلة زيارات لتونس وماليزيا والصين وغيرها والحركة بحسب أبو جرة ليست منغلقة على العالم الخارجي لكنها لا تقبل الأوامر والتوجيهات وحاليا تعمل على الاستفادة من كل التجارب وجعلها بخصوصية جزائرية بعد دراستها في لجنة الدراسات والاستشراف داخل الحزب، أما عن إقبال الناخبين من عزوفهم خلال التشريعيات المقبلة فأوضح بأن الحركة تتوقع العزوف كما تتوقع الإقبال وهذا الأخير لا يتأتى إلا إذا أصدر رئيس الجمهورية سلسلة قوانين لمحاربة المزورين مع إعادة النظر في اللجان الولائية والبلدية لمراقبة الانتخابات مع النظر كذلك في مكاتب التصويت وتشكيلتها التي بقت نفسها منذ عقود، والشعب يحس بعدها بوجود جدية وإذا بقيت الأمور بهذه الوتيرة فالشعب غير مهتم وسيسجل عزوف للمواطنين عن صناديق الاقتراع. أبو جرة سلطاني وعند إشرافه على إشارة انطلاق فعاليات الملتقى الجهوي الذي حمل شعار "نحو جيل سياسي جديد" الذي يعد المحطة الخامسة في سياق التحسيس السياسي أوضح بأن الخطاب الإعلامي والسياسي تغيّر في الجزائر من الفاتح جانفي من السنة الحالية، وصدور حزمات قوانين الإصلاحات فتح الباب لنقاش جديد وللأحزاب الجديدة أن تعرض برامجها، وما يحصل من حولنا يضيف أبو جرة في تونس التي احتفت بذكرى هروب رئيسها ورياح التغيير والديمقراطية في الوطن العربي أحدث نوعا من الإرباك في الساحة السياسية الجزائرية وهي كلها معاني وجب استخلاص الدروس منها كي لا نغني لوحدنا خارج السرب، رئيس حركة حمس كشف في معرض حديثه بأن الساحة السياسية والإعلامية طغى عليها ثلاثة محاور كبرى منها ما يتحدث عن المؤامرة الخارجية وهو أمر غريب بالنظر لأن الشعب الجزائري لا يتحكم فيه عن بعد وهو يملك قدرة صناعة قراراته من خلال الصندوق وانتخابات شفافة ونزيهة، أما المحور الثاني فيتمثل في التوجس من فوز الإسلاميين وكأن التيار الإسلامي -يضيف أبو جرة- دخيل بدأ يفرض توجهات على الصناديق وهي أقاويل لا تخدم لا الحملة ولا البرامج بالنظر لأنها تشكك في كيف يصل الإسلاميون وليس بماذا سيصل الإسلاميون؟، وفي الاستحاقات القادمة الحركة تريد صناعة وطنية جزائرية من إنتاج الشعب على عكس الانتخابات الماضية فالانتخابات الأولى صودرت والثانية زورت والثالثة سرقت، أما المحور الثالث فيتعلق بالتوترات الاجتماعية وهي ثقافة بدأت حسب أبو جرة تترسخ في الواقع السياسي وهي التوترات التي وصلت حتى لتلاميذ الثانويات وكان لزاما على الوزارات تحسس نبض الشارع وصناعة قرارات تستبق الأحداث، وفي حديثه عن المراقبة الدولية للانتخابات بين سلطاني بأن حركته ترافع من أجل معادلة الانتخابات النظيفة والمشاركة النظيفة وهي معادلة بسيطة تنتج انتخابات نزيهة وشفافة، والمراقبة الدولية مسألة شكلية بالنظر لعدد مراكز الاقتراع المقدر بنحو 53 ألف مركز وعدد المراقبين عادة يكون 700 شخص وهي مراقبة فقط من أجل إعطاء الانطباع بأننا منفتحون وثمرة إصلاحات الرئيس سوف تظهر في صناديق الاقتراع وفي نتائج الانتخابات.