أرجع رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين مصطفى زبدي أمس التسممات الغذائية الجماعية التي تم تسجيلها منذ بداية الصائفة إلى عدم احترام سلسلة التبريد وقواعد النظافة، محذرا من تناول مواد غذائية سريعة التلف لم تخضع إلى شروط الحفظ الصحي، خاصة اللحوم ومشتقات الحليب. وأوضح مصطفى زبدي في تصريح «للنصر» بأن ارتفاع درجات الحرارة يعد عاملا مساعدا على تكاثر البكتيريا المسببة للتسممات الغذائية الجماعية أو الفردية، وأن عدم احترام شروط الحفظ الصحي وسلسلة التبريد يؤدي إلى تغيير تركيبة المواد الغذائية، خاصة منها المواد سريعة التلف، على غرار البيض واللحوم والأجبان والمثلجات. وأضاف المصدر بأن التسممات الغذائية ليست ناجمة دائما عن اقتناء مواد فاسدة، بل قد تعود إلى الاستهلاك غير الصحيح للمواد الغذائية، أي تناول وجبات لم تحفظ في الثلاجة وظلت لساعات معرضة لعامل الحرارة. كما حمل من جهته المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش المواطن جانبا من المسؤولية فيما يخص ارتفاع نسبة التسممات الغذائية خلال فصل الصيف، بسبب عدم حرصه على اقتناء المواد الغذائية من المحلات التجارية التي تحترم شروط التخزين والحفظ، وكذا سلسلة التبريد، فضلا عن عدم تقيده بالطريقة الصحيحة للاستهلاك، بتناول وجبات غذائية تعرضت لعوامل خارجية. وأضاف المتدخل بأن الحد من حالات التسمم يتطلب ارتفاع مستوى الوعي لدى المستهلك، وكذا التجار من خلال حرصهم على احترام القواعد الصحية وعدم التلاعب بدرجات التبريد أو تواريخ الصلاحية. وأرجع الدكتور كواش ارتفاع حالات التسممات الجماعية في الصيف، إلى كثرة الولائم والأعراس والمناسبات العائلية التي تهمل فيها شروط النظافة والطريقة الصحيحة لطهي بعض المواد، قائلا إن تزامن التسممات مع الأمراض المعدية والمتنقلة عن طريق المياه سيأزم الوضع الصحي أكثر خلال الصائفة. وبحسب المتدخل فإن التسممات الغذائية تعد عاملا مساعدا على الإصابة بفيروس كورونا، لأنها تضعف جهاز المناعة، وتجعل الجسم غير قادر على مقاومة الفيروسات، وهو ما يدعو إلى الحيطة والحذر، وتجنب قدر الإمكان الوجبات السريعة، خاصة تلك التي تقدمها محلات لا تراعي شروط النظافة. كما نصح المختص في الصحة العمومية بتفادي الإكثار من تناول الوجبات سريعة التلف، على غرار المثلجات والحلويات المصنوعة من مشتقات الحليب، مع ضرورة مراعاة شروط النظافة في تنظيف الخضر والفواكه باستعمال ماء الجافيل. ونبه الدكتور امحمد كواش إلى ضرورة انتقاء خزانات المياه المصنوعة من مادة البلاستيك، بعد أن لاحظ استخدام مواطنين لخزانات غير صحية وتحتوي على مواد كيميائية مسرطنة لمواجهة أزمة المياه، مع أن هذه الخزانات غير موجهة أصلا للمياه الصالحة للشرب بل استعمالات أخرى، وبعضها مصنوعة من بلاستيك تم تدويره لعدة مرات. وأضاف من جهته رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار في تصريح «للنصر» بأن نسبة 50 بالمائة من التسممات الغذائية تحدث في فصل الصيف، بسبب كثرة الأعراس والولائم والمناسبات العائلية التي خلالها استهلاك مواد تعرضت للتلف بسبب عدم احترام سلسلة التبريد، أو شروط التخزين بعد اقتنائها من المحلات التجارية أو الأسواق. ودعا بولنوار إلى تشديد الرقابة على التجار من قبل أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة، وكذا مكاتب الوقاية التي تخضع لسلطة البلديات، مع منع كل الأنشطة التجارية غير المرخص لها، خاصة الأنشطة التي تنتشر على الشواطئ لعرض مأكولات خفيفة على المصطافين، بعضها مكونة من مواد سريعة التلف. وأوضح المصدر بأن المواد المصنوعة من مشتقات الحليب كالمثلجات والأجبان إلى جانب اللحوم والبيض والمعلبات، والوجبات الغذائية المقلية في الزيت الأكثر تسببا في التسممات الغذائية، من بينها التسممات الجماعية.