يحرص الناخب الوطني جمال بلماضي على وضع التوليفة المناسبة القادرة على ضمان بداية مثالية في تصفيات مونديال قطر، عند ملاقاة منتخبي جيبوتيوبوركينافاسو يومي 2 و7 سبتمبر على التوالي، حيث يعتبر خط الدفاع المنصب الوحيد الذي يشغل بال مدرب الخضر، مقارنة بوسط الميدان والهجوم، خاصة في ظل تواجد أحد ركائز كتيبة «الكوتش» بعيدا عن نسق المباريات الرسمية لفترة طويلة، ويتعلق الأمر بالمدافع جمال الدين بلعمري، الذي تعود آخر مشاركة له إلى شهر مارس الماضي عندما شارك مع فريقه السابق نادي ليون الفرنسي في مباراة لحساب منافسة كأس فرنسا، قبل أن يلازم مقاعد البدلاء، ما أجبره على تغيير الأجواء والانتقال إلى نادي قطر القطري، لكن من سوء حظه أن البطولة لم تنطلق بعد، لكنه شارك في بعض المواجهات الودية، مع فريقه الجديد. ولن يكون بلعمري، الوحيد الذي يعاني من نقص المنافسة، فحتى مدافع الترجي التونسي أيضا عبد القادر بدران لم يشارك في مباريات رسمية منذ شهر جوان الفارط، وكان ذلك في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. وعكس الثنائي السالف الذكر، فإن ماندي وتوبة يشاركان بانتظام مع فريقيهما فياريال الإسباني وفالفيك الهولندي على التوالي، لكن الناخب الوطني يعتبر ثنائية بلعمري وماندي الأفضل، وهو ما سيجعله يعمل على استغلال التربص من أجل اختبار مدى جاهزية عناصره، والبحث عن كيفية تسيير اللياقة البدنية للاعبين، الذين يعانون نوعا ما من نقص المنافسة، خاصة في المباراة الثانية التي ستكون أمام منتخب بوركينافاسو، الذين يتملك هجوما قويا، ويعتبر أبرز نقاط قوته، في وجود مهاجم أجاكس أمستردام لاسينا تراوري. وفي السياق ذاته، فإن الجهة اليمنى من الدفاع أيضا تعرف غياب الرقم واحد على مستوى هذا المنصب، ويتعلق الأمر بمدافع نادي نيس يوسف عطال، وهو ما جعل بلماضي يوجه الدعوة لثلاثة عناصر كاملة تنشط كظهير أيمن، ويتعلق الأمر بكل من مدافع بيرشوت البلجيكي رضا حلايمية ومدافع نادي كريليا سوفيتوف الروسي مهدي زفان، إضافة إلى بن عيادة الذي شارك في تربص المحليين في قطر، وهو ما يؤكد عدم اقتناع بلماضي بنسبة مئة بالمئة، باللاعبين القادرين على تعويض غياب عطال. وأما بالنسبة للجهة اليسرى، فإن تواجد بن سبعيني يريح كثيرا بلماضي، حيث يعتبره الرقم واحد دون منازع، ويمنحه حلولا أيضا على مستوى المحور، بالنظر إلى قدرة ابن مدينة قسنطينة على المشاركة في هذا المنصب، وتقديم مباريات كبيرة، على اعتبار أنه متعدد المناصب، فيما فضل مدرب الخضر استدعاء خاسف ووضعه كحل بديل رغم افتقاده لنسق المباريات، وغيابه لفترة معتبرة، بسبب العقوبة التي سلطت عليه من طرف الاتحاد الدولي للعبة، وهو ما يدل على الثقة الكبيرة التي يضعها الناخب الوطني، في إمكانات مدافع نادي تونديلا البرتغالي. لاعبو الوسط في أفضل أحوالهم يعتبر وسط ميدان المنتخب الوطني أحد أبرز نقاط القوة منذ قدوم بلماضي، بالنظر إلى طريقة اللعب التي يعتمد عليها، والتي تتمركز أساسا على ضرورة السيطرة على هذه المنطقة الحساسة، ومن حسن الحظ أن جل اللاعبين يتواجدون في أفضل أحوالهم، بداية باستعادة «الدينامو» بن ناصر لنسق المباريات بعد تعافيه من الإصابة، إضافة إلى راميز زروقي الذي شارك مع فريقه تفينتي سهرة أمس الأول في 80 دقيقة، وصولا إلى بلقبلة الذي يعتبر أحد ركائز نادي بريست، دون أن ننسى العائد بقوة في الفترة الأخيرة بوداوي، والذي بصم على تمريرة حاسمة جديدة مع فريقه نيس، وساهم بشكل كبير في الفوز المحقق أمام بوردو، والحال كذلك بالنسبة للمنتقل حديثا إلى نادي شارل لوروا البلجيكي أدم زرقان، والذي تأقلم بسرعة مع الأجواء في أوروبا، وأضاف تمريرة حاسمة، بعد أن فتح عداده في أول ظهور له مع ناديه الجديد. كما يجب الإشارة إلى عودة العلاقة إلى سابق عهدها بين سفيان فغولي وإدارة فريقه غالاتاسراي، بعد أن كثر الحديث عن إمكانية مغادرة «سوسو» الدوري التركي، قبل أن يرد متوسط ميدان الخضر بطريقته الخاصة، من خلال الأداء الكبير في بداية الموسم، وهو ما أراح بلماضي، بالنظر إلى وزن فغولي في التشكيلة، والروح القتالية التي يلعب بها، والتي سيكون «الكوتش» في أمس الحاجة لها، سيما في مواجهة منتخب «الخيول». لا خوف على الهجوم في وجود محرز لا يختلف إثنان بأن تواجد قائد المنتخب الوطني رياض محرز يضيف الكثير لأشبال بلماضي، خاصة وأنه يعتبر من بين العناصر المؤثرة، سواء داخل أو خارج الميدان، وهو ما يجعل الناخب الوطني يراهن عليه لقيادة الخضر، لتحقيق ست نقاط في المباراتين القادمتين، علما وأن جل المهاجمين يمرون بفترة جيدة، ويشاركون بانتظام، في صورة بن رحمة، الذي نجح في فرض نفسه في تشكيلة ويست هام مع بداية الموسم الجديد، وبات رقما صعبا، إلى جانب دولور الذي رسم انتقاله إلى صفوف نادي نيس، بعد تألقه بشكل لافت مع فريقه مونبيلي، في الوقت الذي يبقى الثنائي بونجاح وبلايلي دون مباريات رسمية، بالنظر إلى عدم انطلاق الدوري القطري.