تقوم العديد من الفتيات باستهلاك حبوب تساعدهن على فتح الشهية وزيادة الوزن، للتخلص من النحافة وتحسين مظهرهنّ وذلك من دون استشارة الطبيب، إذ يعتمدن على أدوية متنوعة يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا علاقة لها بعلاج النحافة في الأصل، بل يصفها الأطباء لأغراض علاجية معينة كعلاج أمراض الحساسية مثلا، وهو ما يؤثر على الصحة و يسبب أمراضا خطيرة قد تكون لها عواقب مدى الحياة. ولاكتساب الوزن دون مخاطر، يؤكد المختصون على اتباع نظام غذائي مناسب، لأن له أهمية كبيرة في بناء عضلات الجسم، بدلا من تناول أدوية لها آثار وخيمة على الصحة، مع العلم أن خسارة الوزن بشكل كبير و دون سبب واضح قد تكون مرتبطة بمرض أو اضطراب نفسي، وغالبا ما يؤدي الاكتئاب على وجه الخصوص، إلى فقدان مستمر للشهية، ثم تأتي الأسباب العضوية، مثل أمراض الجهاز الهضمي، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو أمراض الغدد الصماء أو أمراض المناعة الذاتية، ويمكن أن يكون لاختلال هرمونات الغدة الدرقية تأثير على الوزن، وقد يكون فقدان الوزن الشديد أيضا علامة على سوء التغذية، وما إلى ذلك. وعليه فإن معرفة الأسباب والعواقب المختلفة تساعد على الحد من المشكل وعلاج فقدان الوزن غير المبرر بشكل أفضل. وحسب الدكتور أحمد بوقردون، أخصائي أمراض الصدر والحساسية، فإن خلطات التسمين التي تستهلك لزيادة الوزن وعلاج النحافة أضرار كثيرة، مشيرا إلى أن العديد من الفتيات يتناولن أدوية عديدة و مختلفة مثل « الهبتاجيل و الكورتيكوييد» دون مراعاة الآثار الجانبية التي تسببها على الصحة، موضحا، أن هذه الأدوية تستعمل لأغراض علاجية وبضوابط وشروط وتحت إشراف طبي. وأضاف المختص، أن الآثار الجانبية للاستخدام المطول لهذه الأدوية، هي ضعف المناعة وزيادة خطورة الالتهابات وهشاشة العظام و الهزال وضعف العضلات عند التوقف عن شرب هذه الحبوب، حيث يصبح الشخص أضعف مما كان عليه، ومن الآثار السلبية الأخرى لهذه الأدوية أيضا اختلال في هرمونات الجسم وخاصة الغدة الكظرية، مشيرا إلى أن هذا الاختلال في الهرمونات يسبب مشاكل في الإنجاب عند النساء، كما يمكن أن تتسبب هذه الأدوية في الإصابة بالفشل الكلوي، وتليف الكبد والتعرض للنوبات القلبية، وارتفاع الضغط الدموي، ومرض السكري والإجهاض لدى الحوامل، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط العين والاكتئاب وآلام الروماتيزم والعضلات والمفاصل. ويحذر الدكتور بوقردون، من هذه الأدوية لتفادي آثارها الخطيرة على الصحة، مشيرا إلى أن التوقف عن أخذ الكورتيكويد، يجب أن يكون بشكل تدريجي مع استشارة الطبيب، مؤكدا على تحديد أسباب فقدان الوزن من أجل إيجاد الحلول أو العلاجات المناسبة سواء كانت نفسية أو عضوية.