التدخين مازال يفسد الجلسات العائلية مازال قانون منع التدخين في الأماكن العمومية المغلقة كالمقاهي والمطاعم والقاعات المكيفة لم يجد بعد طريقه للتطبيق منذ صدوره في الجريدة الرسمية، جراء سكوت أصحاب هذه المرافق توددا لزبائنهم، ودعم تدخل الجهات المعنية لتحرير المخالفات، مادام القانون يعتبر الفعل مخالفة يعاقب عليها، مما جعل زبائن هذه المرافق ممن لا يحتملون التدخين يطلبون ذلك بطريقة ديبلوماسية ممن أذوهم بلفائف التبغ، بالكف عن ذلك في الوقت الذي يجهل فيه الكثير وجود القانون. الظاهرة وقفنا عليها في عدة مدن ساحلية شرقية إبتداء من القالة ثم عنابة فالقل وأخيرا جيجل ورصدنا الظاهرة في المطاعم والقاعات المكيفة الخاصة ببيع الحلويات والتي تقصدها الكثير من العائلات المصطافة لتناول فطور الصباح، والتي يفضل فيها بعض الأباء تناول سيجارة الصباح في الوقت الذي يتناول فيه بقية أفراد العائلة وجبة الفطور، وهو أول مشهد لاحظناه، حينما كانت زوجته نفسها تترجاه بأن يكف ويتوقف عن عادته الى حين مغادرته المكان. فيما كان المتواجدون يراقبون المشهد في صمت، ولكن دون جدوى في إحدى قاعات بيع الحلويات بوسط ميدنة جيجل تحت أنظار صاحب المحل. موقف آخر في نفس المدينة في احدى المطاعم الخاصة بالعائلات أثناء تناول وجبة العشاء في أجواء عائلية، يصاحب ذلك موسيقى الشعبي، أين أغشت الأجواء الأسرية حول أطباق الشواء سحابة من الدخان، وقد لاحظنا نفور وتقزز المتحلقين حول موائد الطعام من رائحة التبغ التي كانت تزكم الأنوف، دون أدنى إكتراث من المدخنين الذين كانوا جد متجاوبين مع الأنغام الشجية، فيما راح أفراد الأسر يتلذذون بعيدان الشواء دون أن يتدخل أي من الحاضرين وصاحب المحل. وفي مدينة القالة، فإن معظم المقاهي بدل من منع التدخلين فيها فهي تبيع السجائر، وتوفر الولاعات للمدخنين، ما يصعب على غير المدخنين البقاء داخلها، فيفضلون رشف قهوتهم أو شرب عصيرهم خارجها، جلوسا إذا توفرت الكراسي أو وقوفا، عكس ما يقتضيه القانون، وهي ظاهرة وطنية، ونفس المشهد عشناه في مدينة القل، دون أن يأبه بذلك أصحاب المحلات أو الزائن الذين يتواجدون عادة وأسرهم رغم التأثير الخطير جراء التدخين السلبي على عائلاتهم وأطفالهم الصغار على وجه الخصوص. والظاهر أن كل هذه المرافق يتغاض أصحابها عن منع التدخين فيها إرضاء للزبائن، ولم يكلفوا أنفسهم حتى وضع إشارات تحث على منع التدخين، والكارثة الكبرى أن بعض السائقين أنفسهم وهم يصطحبون عائلاتهم لا يكفون عن ممارسة التندخين داخل سياراتهم المكيفة. من جانب آخر حاولنا إستقصاء أصحاب هذه المرافق فأجمعوا على ترك ذلك للزبائن ليتصرفوا فيما بينهم، فيما يجهل الكثير منهم وجود هذا القانون. وقد سألنا شرطيا عن ذلك فقال لنا إنها مخالفة يعاقب عليها القانون، ولكن ليست هناك أوامر لتطبق منع التدخين في الأماكن العمومية فهل يأتي يوم نرى فيه شرطيا وهو يحرر مخالفة في حق مدخن أذى غيره بدخانه.