محمد الأمين سعيدي قديما ولدتُ تناسلتُ من طينة في الخفاءِ، وغبتُ قديما قُبِرتُ +++ +++ سأخرجُ من معنايَ، لا شيء في اليدِ سوى حلمٍ بالموتِ في الأمس والغدِ تشكَّلتُ رؤيا من خرابٍ، وإنني... على وجعٍ في الروحِ أسستُ معبدي تكاثرتُ.. حتى صرتُ مليون ذبحةٍ أحنُّ على السكينِ من قاتلي الذي تسلل من خرمِ الفناءِ مبللا بصرخة مغدورٍ وآهةِ مُبْعَدِ تمشيتُ في تيهِ الجروحِ تقودني عصايَ، بلا عينينِ، صوبَ التوحُّدِ تناسيتُ أني من شتاتٍ وأنني إذا خانني الأحبابُ جمعيَ مفردي وقفتُ على حزنٍ قديمٍ سألتُه عن القلبِ محمولا على جوعِ موقدِ وعن حرقةِ الأحبابِ يومَ تفرَّقوا وساروا جنوبا في الغياب المؤبَّدِ تناسيتُ أني متُّ واجتاحني الردى وما كنتُ شيئا في الوجودِ المبدَّدِ تذكرتُ وجهي تشرب الطيرُ ماءهُ وتمتصُ منه الأرض طين التجدُّدِ +++ +++ هنا بين بعثي القديمِ وموتي المقدَّمِ آنستُ من جانبِ الروحِ نارا تضيءُ العدمْ وتمنحُ للقادمين من اللاوجودِ وجودا تشكّله بالألمْ وتمنحني النفيَ تلبسني جبَّة للمتاهةِ تكفي لتجعلَ بعثي قصيرا قصيرا وموتي يطولُ فيا ماءُ كم قطرةً من جفافٍ ذرفتَ لكيْ يصرخَ الرملُ: ماتَ النخيلُ وماذا تبقى لكيْ أوهم الموتَ أنيَ مازلتُ أخضرَ أنَّ دمي فرِحًا يتدفَّقُ والقلبُ ما زالَ ينبضُ ينبضُ ينبضُ ماذا تبقى؟ وفي كلِّ ناحية تهرمُ الخطواتُ وفي كلِّ شبرٍ جديدٍ يموتُ الوصولُ